"بدائل البوابات".. نزول إسرائيلي عن الشجرة!

"بدائل البوابات".. نزول إسرائيلي عن الشجرة!
البوابات الالكترونية
خاص دنيا الوطن- كمال عليان
"النزول عن الشجرة"، ربما تنطبق هذه المقولة أكثر ما يكون على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خصوصاً بعد خطواته التصعيدية التي بدأها في مدينة القدس، عبر وضع بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى منذ عشرة أيام؛ وهو الأمر الذي صعّد من احتجاجات المقدسيين والفلسطينيين في كل أماكن تواجده، حتى وصل الأمر إلى الدول العربية.

وما هي إلا أيام، حتى بدأ نتنياهو وحكومته بالتفكير بوضع "بدائل للبوابات الالكترونية"، تتمثل في وضع كاميرات مراقبة على الأبواب، أو التفتيش اليدوي عبر الهروات المعدنية، الأمر الذي اعتبره محللون ومختصون بالشأن الإسرائيلي بأنه فعلاً محاولة لـ"النزول عن الشجرة".

ويرى المختص بالشأن الإسرائيلي عمر جعارة، أن نتنياهو وحكومته يفكرون فعلياً هذه الأيام بإزالة هذه البوابات، ولكن دون الظهور بأنهم منهزمون أمام الصمود المقدسي.

ويقول جعارة لـ"دنيا الوطن": "يقيناً فإن الإعلام الإسرائيلي يحمّل مشكلة البوابات الإلكترونية إلى نتنياهو، علماً بأن الأخير حاول أن يحملها للشرطة، حتى إنه عندما جاء من زيارته لشرق أوروبا اجتمع بالشرطة وقال لهم: أنتم من تقيمّون الوضع، لكن القناة الإسرائيلية الثانية -المقربة من الشرطة- قالت: إن أصل المشكلة هو نتنياهو لأنه اتصل بالشرطة وأمرهم بنصب البوابات".

ويؤكد أنه كلما زاد الضغط المقدسي والفلسطيني والعربي والدولي على إسرائيل، فإنها لا تمتلك أي قوة للفعل سوى الإذعان لهذه الضغوطات، لافتاً إلى أن الولايات الأمريكية –الحليف الاستراتيجي لإسرائيل- ليست مع بقاء الأبواب الإلكترونية.

ويضيف جعارة "لابد أن يعود الوضع كما كان عليه من قبل"،  متسائلاً، "من قال إنه لم يكن هناك أدوات لكشف المعادن على أبواب الأقصى قبل البوابات الإلكترونية؟

بدوره، يعتبر المختص بالشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب، أن فرضية "البدائل" قائمة، وقد تكون للتمويه أو امتصاص حالة الغضب والتوتر في القدس.

ويقول أبو عرقوب لـ"دنيا الوطن": "هذه الفرضية قد يلجأ إليها الاحتلال في حال تعاظمت الاحتجاجات ورد الفعل العربي والدولي على هذه الخطوة، ولكن الرأي العام الإسرائيلي مع بقاء البوابات حتى الآن، ونتنياهو تحاشى الضغوط والانخراط في هذا النقاش لتحميل الشرطة الإسرائيلية صلاحيات تقدير الموقف".

ويشير إلى أنه حتى الآن لم يتم حسم هذا الموضوع، مبيناً أن الأمر متعلق بثبات وصمود وتصاعد الاحتجاجات في القدس والضفة الغربية والدول العربية.

وفي ذات السياق، يؤكد، الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، أن طرح إسرائيل لبدائل عن البوابات الإلكترونية هو بالفعل "نزول عن الشجرة" التي تسلقها نتنياهو عالياً في البداية.

ويقول عبدو لـ"دنيا الوطن": "بالتأكيد طرح إسرائيل لبدائل عن البوابات الإلكترونية التي كانت تصر على بقائها، يؤكد أنها تتراجع، وأن الإجماع الوطني والصمود المقدسي قد آتى ثماره".

ويضيف "الموقف العربي المساند للفلسطيني، يؤكد أن الإجماع الوطني تحقق في هذه المسألة وبالتالي المقدسيين قد حققوا مرادهم، وأن نتنياهو قد تراجع ويبحث عن بدائل ويبحث عن طريقة للنزول عن الشجرة".

وكان خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، قد أكد في تصريحات صحفية، أن الاحتلال قد أدرك حجم الورطة التي وضع نفسه بها من خلال نصب البوابات الإلكترونية، وهذا ما دفعه للتصرف بهمجية وعدوانية ضد المصلين المقدسيين.

وشدد صبري على أن موقف المقدسيين والمرجعيات الدينية بالقدس واضح، وهو التمسك بحقنا فيها، ولن نقبل أي تغيير في واقع الأمر داخل المسجد الأقصى.

التعليقات