في القدس صلينا على الإسفلت

في القدس صلينا على الإسفلت
خاص لدنيا الوطن- شروق طلب 
تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ العملية الفدائية التي نفذها الجبارين الثلاثة، والتي أسفرت عن مقتل شرطيين إسرائيليين في باحات المسجد الأقصى، بمنع المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك إلا عبر البوابات الإلكترونية عند بوابات المسجد الأقصى، الأمر الذي رفضه المصلون والأوقاف الإسلامية وبادروا إلى الرباط أمام بوابات الأقصى، خاصة عند باب الأسباط الذي شهد أكبر هجمة إسرائيلية ورباط مقدسي منقطع النظير، فقد ظهر المعدن الحقيقي للمقدسيين وهو الذهب الخالص والحديد الذي يواجه كافة الإجراءات الإسرائيلية، فما زادتهم هذه الإجراءات الإسرائيلية سوى قوة وإيماناً أكبر بالنصر القريب.

فترى ترابط أهل المدينة، وقد تجلى بأبهى صوره، فهناك من يقدم الطعام، وآخر يقدم الشراب وثالث يقدم الأغطية دعماً لصمود المقدسيين ورغباتهم. 

ومنذ الجمعة الرابع عشر من الشهر الحالي، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي مارست كل أنواع القمع والعنف تجاه المصلين والمرابطين لتفريق جموعهم.

وفي ليلة الخميس التالية بعد العملية وفي عتمة الليل نشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي حواجز حديدية قوية قبالة باب الأسباط وفي شوارع مدينة القدس استعداداً للجمعة الثانية التي تمنع فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين من الصلاة داخل المسجد الأقصى إلا عبر العبور عبر البوابات الإلكترونية، وها هم المرابطون يصلون على الإسفلت ويفترشون الطرقات رباطاً ونصرة للمسجد الأقصى. 

وقد منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الرجال دون الخمسين عاماً من الوصول للساحة أمام باب الأسباط ومنعتهم من الدخول للبلدة القديمة وقرب بوابات المسجد الأقصى للصلاة، والنساء دون تحديد أعمار، إلا أنها عند اقترابهم منعتهم حتى الدخول إلى ساحة باب الأسباط حتى من أعمارهم فوق الخمسين.

وقد استقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارة المياه العادمة وفرق الخيالة لتقمع جموع المصلين المرابطين.

وقد شهدت صلاة الجمعة أسمى آيات التآخي والمحبة بين المقدسيين، فبين جموع المصلين كان هناك شاب مسيحي يؤدي صلاته بجانب المصلين المسلمين.

وما إن انتهى المصلون من صلاتهم حتى بدأ وابل من الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المصلين في شوارع القدس وعند باب الأسباط ، وقد كانت دماء المقدسيين تراق على الاسفلت. 

ومع أول دقائق بداية المواجهات، زفت القدس أول شهيد، أصيب برصاص مستوطن في رأس العامود، وهو الشهيد محمد شرف (17 عاماً) وقد انتزع الشبان جثمان الشهيد وواروه الثرى في مقبرة جبل المكبر.

وما هي إلا نصف ساعة حتى تلقينا نبأ استشهاد مواطن ثانٍ في بلدة الطور، وهو الشهيد محمد أبو غنام (18 عاماً) وقد حاول الأطباء إنقاذ حياته إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت مستشفى المقاصد، وأخرجت الأطباء تحت تهديد السلاح من غرفة الإنعاش، وتركت الشاب غنام ينزف حتى استشهد، وخوفاً من اختطاف جثمانه هرب الشبان جثمانه خارج المستشفى عبر أسوار المستشفى، في حين لم تستطع أمه وداعه خوفاً من أن يُختطف من قبل شرطة الاحتلال.

وهذه ليست المرة الأولى التي يقتحم الاحتلال فيها مستشفى المقاصد لاعتقال مصابين، فله تاريخ طويل في التوغل في مستشفى المقاصد، وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة.

وما هي إلا ساعة أخرى حتى وصلنا نبأ استشهاد مواطن ثالث وهو الشهيد محمد لافي من بلدة ابوديس، الذي استشهد متأثراً بجروح أصيب بها في مواجهات أبوديس، الذي تم نقله لمجمع فلسطين الطبي في رام الله، وأعلن عن استشهاده وتم تشييع جثمانه في بلدة أبوديس مثواه الأخير. 

وقد كانت الحصيلة 3 شهداء ومئات المصابين في مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس.

وقبل أن تجف دماء الشهداء المحمدون الثلاث، حتى انتقم لهم الشاب عمر البرغوثي، ونفذ عملية داخل مستوطنة (حلميش) حيث تسلل إلى داخل منزل أحد المستوطنين، وأسفرت عمليته عن مقتل 3 مستوطنين وإصابة آخر بجروح خطيرة، وقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمر، الذي أعلنت عن استشهاده إلا أنها تراجعت عن ذلك. 

وفي اليوم التالي اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمرابطين الذين لا زالوا مرابطين عند بوابات المسجد الأقصى وشوارع المدينة المقدسة.

واستمرت المواجهات التي اندلعت في القدس بأكملها وما انتصف النهار، حتى أعلن عن استشهاد الشاب يوسف كاشور، وهو صديق الشهيد محمد لافي، الذي انتشرت له صورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو يبكي صديقه عند وداعه.

وقد استمرت المواجهات في أرجاء القدس نصرة المسجد الأقصى وانتصاراً لدماء الشهداء.

وقد دعت جماعات جبل الهيكل لمسيرات الأحد واقتحامات داخل المسجد الأقصى.

وقامت قوات الاحتلال في باب الأسباط في الساعات الماضية 
  بتركيب جسر عرضي كبير على شكل بوابة واحدة يمر الناس من تحتها، يحمل الجسر الحديدي كاميرات وكواشف إلكترونية متطورة للمعادن والوجوه وكواشف الوجوه على المعابر والحدود لتشخص حملة هوية الضفة من حملة هوية القدس وتميز كل المبعدين عن الأقصى، وترشد لكل من له ملفات أمنية سابقة.

هذا وقد وجهت المرجعيات الدينية في القدس دعوات مقدسية لتكثيف التواجد فى صلاة الفجر، لمواجهة الواقع الجديد الذى تحاول سلطات الاحتلال فرضه الآن في القدس المحتلة.

هذا، وقد اقتحمت مجموعات من المستوطنين وسط حراسة أمنية مشددة باحات المسجد الأقصى. 

ويواصل المرابطون والمرجعيات الإسلامية في القدس رفضهم كافة الإجراءات الإسرائيلية، وقد اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مصور "دنيا الوطن" محمد أدكيدك.







التعليقات