حنا:أعيدوا للقدس بهائها ومجدها وارفعوا الظلم عن مقدساتها وشعبها

رام الله - دنيا الوطن
 قام المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم يرافقه وفد من الكنيسة الارثوذكسية الروسية بجولة في البلدة القديمة من القدس ومن ثم زيارة مستشفيات المدينة المقدسة .

حيث اعرب الوفد عن تضامنه مع ابناء القدس وتعازيه بالشهداء وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين الذين يعالجون في المستشفيات .

وبعد الانتهاء من هذه الجولة قال المطران امام عدد من وسائل الاعلام التي تواجدت في المكان بأن زيارتنا اليوم لاحياء القدس القديمة ولقاءنا مع بعض الاسر وزيارة المستشفيات انما تحمل في طياتها رسالة السلام والمحبة والاخوة التي تنادي بها كنيستنا ومع هذا الوفد الكنسي الاتي الينا من روسيا اردنا ان نقول لشعبنا الفلسطيني وخاصة لاولئك الذين فقدوا ابنائهم او تعرض ابناءهم لجراح ، رسالتنا اليكم هي رسالة تضامن وتعاطف واخوة ومحبة ومعا وسويا نرفع الدعاء الى الله من اجل ان يعود السلام الى مدينتنا ، سلام القدس مغيب بفعل ما يمارس بحق ابناء شعبنا من مظالم ، ان مدينة السلام تفتقد الى السلام وفيها يضطهد الفلسطينيون ويستهدفون ويتم التعدي على مقدساتهم ومؤسساتهم وهذا ما يحدث اليوم في المسجد الاقصى المبارك .

وتابع ان كنيستنا كانت دوما منحازة الى جانب المستضعفين في الارض والمظلومين والمعذبين في هذا العالم وعندما كان المخلص في فلسطين ينتقل من مدينة الى مدينة ومن قرية الى قرية كان يذهب دوما الى الفقراء والمحتاجين والمظلومين والمعذبين ، لم يذهب الى الاغنياء تاركا الفقراء ولم يذهب الى الجبابرة والزعماء والوجهاء تاركا البسطاء ، فقد كان نصيرا لكل انسان متألم ومعذب في هذا العالم ، ونحن بدورنا وانطلاقا من قيمنا المسيحية وانتماءنا الارثوذكسي القويم يجب ان يبقى انحيازنا دوما لكل انسان متألم ومعذب في هذا العالم.

وأكد حيثما هنالك ظلم ومعاناة واضطهاد واستهداف للكرامة الانسانية انحيازنا سيبقى دوما للانسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله .

وأضاف ان انحيازنا كمسيحيين فلسطينيين وككنائس مسيحية في هذه الديار سيبقى دوما لشعبنا الفلسطيني وهذا موقف انساني بالدرجة الاولى .

وأشار إى أنه سنبقى ندافع عن العدالة ونطالب بالحرية لشعبنا رافضين كافة السياسات الاحتلالية التي تستهدف كافة مكونات شعبنا مسيحيين ومسلمين ولا يستثني من ذلك احدا على الاطلاق .

نشكر الوفود المسيحية التي بدأت تتقاطر الى المدينة المقدسة استجابة لنداءنا لكي يشاهدوا بأم العين ما يحدث في مدينة القدس .

وتابع نريد ان يعرف العالم بأسره ما يحدث في مدينتنا المقدسة ، كفانا ظلما وقمعا وعنصرية واستهدافا لابناء شعبنا .

وأوضح مدينتنا هي مدينة الصلاة ومدينة القداسة والمقدسات فأعيدوا اليها بهائها ومجدها وارفعوا الظلم عن مقدساتها وشعبها .

وتابع نتمنى ان تصل رسالة فلسطين الى سائر ارجاء العالم فنحن لسنا قتلة وارهابيين كما يصورنا البعض بل نحن عشاق حياة وحرية وكرامة وفي سبيل هذا قدم شعبنا وما زال يقدم التضحيات الجسام .

وواصل حديثه نتمنى من الكنائس المسيحية في عالمنا ان تلتفت الى القدس مدينة الاقصى والقيامة ومدينة النور والبركة والنعمة ، التفتوا الى مدينتنا وكونوا مع شعبنا ، وابناؤنا ينزفون دما ويضطهدون ويقمعون بطريقة همجية .

لن نصمت امام هذا الظلم ولن نكون مكتوفي الايدي امام ما يرتكب بحق شعبنا ، اوقفوا هذه المجزرة وهذه الجريمة التي ترتكب بحق مدينتنا المقدسة ، افتحوا المسجد الاقصى لكي يدخل اليه المصلون فمن حق المسلمين ان يدخلوا الى مسجدهم وان يمارسوا شعارئهم الدينية بحرية، ان اولئك الذين يستهدفون الاقصى هم ذاتهم الذين يستهدفون اوقافنا المسيحية الذي يبتلعها الاحتلال بوسائله الغير قانونية والغير شرعية ، فالسياسة العنصرية واحدة موحدة وهي تستهدف المسيحيين والمسلمين ، انهم يستهدفون مقدساتنا واوقافنا وتاريخنا ، انهم يسعون لتهميش حضورنا وعنصريتهم لا حدود لها .

ونوه إلى اننا جماعة تنادي بالسلام والمحبة والاخوة ونبذ الكراهية والعنف والتطرف ، نحن جماعة تؤمن بقيم الانجيل وبالمحبة التي نادي بها الفادي الذي حمل صليبه وسار في طريقه الامه وصولا الى الموت والدفن والقيامة ، نحن ابناء الكنيسة الاولى المحافظين على الحضور المسيحي العريق والاصيل في هذه الارض المقدسة ولذلك فإننا دوما يجب ان نقول ما يجب ان يقال وان ندافع عن الحق والعدل وان نكون دوما منحازين لشعبنا المظلوم ، لا يمكننا ان نكون صامتين متفرجين على هذه المظالم التي تُرتكب بحق شعبنا .

وشدد على ان الصوت المسيحي الفلسطيني الوطني سيبقى صوتا مناديا بالعدالة والحرية والكرامة لشعبنا الفلسطيني ، ونحن نرحب بكافة الوفود التي تأتينا من الخارج لكي تكون معنا ومع شعبنا ومع قدسنا ومقدساتنا ، نفتخر بأصدقاءنا المنتشرين في كل مكان في هذا العالم ونتمنى ان تزداد رقعة اصدقاءنا في كل مكان .