هآرتس: المقاولون الإسرائيليون يبيعون العمال الفلسطينيين بشكل بشع

رام الله - دنيا الوطن
قالت صحيفة (هآرتس) إنه يستدل من فحص أجرته وزارة المالية مؤخرًا، أن العمال الفلسطينيين الذين يطلبون الحصول على تصاريح للعمل في إسرائيل، يخضعون لاستغلال "بشع" من قبل المقاولين الإسرائيليين، ويضطرون أحياناً لدفع حوالي 15 ألف شيكل لوسطاء يهتمون بإحضار التصاريح.

ووفقًا لتقديرات (هآرتس)، فإن المبلغ يتراوح بين 1500 و2500 شيكل شهرياً، أي ما يشكل ربع أو ثلث الراتب الشهري، وأن هذه الظاهرة منتشرة، وتشمل تقييد العمال بالعمل مع مقاول واحد، فيما يمكن للمقاول نفسه المتاجرة بهم مع مقاولين آخرين.

ويعترف الفحص الرسمي الذي أجرته وزارة إسرائيلية، ولأول مرة، وبشكل واضح، باستغلال العمال الفلسطينيين.

وجاء في الوثيقة الداخلية التي أعدتها الوزارة، ونشرتها (هآرتس)، أن "طريقة التشغيل لم تفرض حتى اليوم شروط عمل مناسبة للعمال، والأخطر من ذلك أنها سمحت بأوضاع كثيرة لم يحصل العمال خلالها على أجورهم".

وحسب الوثيقة، فإن حجم الدعاوى التي قدمها عمال فلسطينيون ضد مقاولين إسرائيليين لم يدفعوا لهم رواتبهم وصل إلى حوالي ستة مليارات شيكل، ما يعكس بالتالي مشكلة بنيوية.

وتلخص الوثيقة عمل طاقم من المكاتب الحكومية، تم تشكيله بهدف تطبيق القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية، في 2016 "لتحسين تنظيم العمال وتغيير تخصيص العمال لفرع البناء".

ويستتر من وراء اللهجة البيروقراطية تغيير دراماتيكي في شكل تشغيل العمال الفلسطينيين في إسرائيل، الذين وصل عددهم في أواخر 2017 إلى حوالي 87 ألف عامل، أي ثلاثة أضعاف عدد العمال في 2011.

وضربت الصحيفة مثلًا على الاستغلال الإسرائيلي للعامل الفلسطيني، بالقول: إذا ما حصل مقاول على عدد معين من التصاريح، ولم يكن بحاجة إلى العدد كله يقوم "ببيع" العمال الذين تم تخصيصهم له لمقاول آخر، ويدفع المقاول الذي تسلم العمال للمقاول الأول الثمن، لكنه يجبيه من أجور العمال.

وقال العامل أيمن، وهو من منطقة جنين: إنه "يصعب الحصول على تصريح عمل، ولذلك فإننا ندفع مبالغ كبيرة، الإسرائيلي يبيعني لمقاول آخر أو لمشغل آخر، ومنذ سنوات وأنا أعمل لدى مقاول غير مسجل لديه، والجميع يعرفون كيف تتم الطريقة 2400 شيكل أدفع، وهي تساوي عشرة أيام عمل، هذا يعني أننا نحصل على أجرة أسبوعي عمل فقط، وإذا تم فرض الإغلاق أو كانت هناك أعياد فنحن في مشكلة، يجب علينا دفع الوساطة حتى إن لم نعمل خلال هذه الأيام".