مسيحي القدس

مسيحي القدس
بقلم عبد الله عيسى
رئيس  التحرير

أثارت صورة لأحد مسيحيي القدس الشاب الذي أمسك بالإنجيل الكتاب المقدس للمسيحيين، واقفاً بين المصلين أمام المسجد الأقصى، وتحدث الناس في كل مكان عن التعايش بين الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين، ولم يتحدثوا عن التعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود في القدس ومناطق 48 حيث كان الرئيس أبو عمار عين وزيراً في السلطة هو الخاخام اليهودي هيرش، وسلوم الكاهن عضو المجلس التشريعي الفلسطيني.

ورغم أن الأحداث الدامية التي تجري بين إسرائيل والفلسطينيين بسبب تعنت إسرائيل وممارساتها الإجرامية، إلا أن الحقيقة المهمة أن أحد المسيحيين في القدس من الأوائل، وهو فلسطيني مسيحي أدرك الفتوحات الإسلامية وأسلم وحسن إسلامه هو المهندس رجاء بن حيوة، والذي أصبح مستشاراً للخليفة عبد الملك بن مروان، ثم سليمان بن عبد الملك، وأشار عليهما باثنتين: الأولى ببناء المسجد الأقصى ورسم المخطط الهيكلي للأقصى الذي نراه حتى الآن تحفة معمارية فريدة من قبة الصخرة إلى باحات الأقصى.

والثانية: أنه أشار على الخليفة سليمان بن عبد الملك بتعيين الخليفة عمر بن عبد العزيز ولياً للعهد، وبهذا أصبح عمر بن عبد العزيز خليفة المسلمين الراشد الخامس، وهي غاية نبيلة حققها رجاء بن حيوة، فإذا كان باني المسجد الأقصى هو مسيحي أصلاً، فكيف يكون التعايش بين المسلمين والمسحيين، والصور التي رأيناها للمسيحيين دليل كبير على التعايش بين المسيحيين والمسلمين واليهود ممن لا يتبعون الصهيونية.

ولكن إسرائيل مصرة على افتعال المشاكل وإثارة الرأي العام والمسلمين تجاه الأقصى، رغم أنها تدرك أن للمسجد الأقصى مكانة بعد الحرمين الشريفين.

التعليقات