المطران حنا: القدس المركز الروحي المسيحي الاقدم والاعرق في عالمنا

المطران حنا: القدس المركز الروحي المسيحي الاقدم والاعرق في عالمنا
رام الله - دنيا الوطن
وصل الى مدينة القدس صباح اليوم وفد من مجلس الكنائس الاسترالية ضم عدد من ممثلي الكنائس هناك والذين وصلوا الى منطقة الشرق الاوسط في زيارة تضامن مع مسيحيي المشرق وقد ابتدأوا زيارتهم لفلسطين الارض المقدسة ومن ثم سيتوجهون الى الاردن والى سوريا ولبنان والعراق ومصر بهدف لقاء رؤساء الكنائس المسيحية وعدد من المرجعيات الروحية .وقد استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الوفد مرحبا بزيارتهم للمدينة المقدسة التي تشهد في هذه الايام حالة اضطراب غير مسبوقة بسبب استهداف المسجد الاقصى ومحاولات السلطات الاحتلالية فرض وقائع جديدة على الارض .

نستقبلكم في مدينة السلام وسلام القدس مغيب في ظل ما يحدث في هذه الارض المقدسة من انتهاكات وسياسات وممارسات تستهدف شعبنا الفلسطيني .

المسيحيون الفلسطينيون هم مكون اساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني والمظالم التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني استهدفت المسيحيين والمسلمين ولم يستثنى من ذلك احد على الاطلاق ، كلنا مستهدفون مادمنا متمسكين بانتماءنا الوطني ومدافعين عن عدالة قضية شعبنا الفلسطيني.

اننا نرفض رفضا قاطعا الممارسات الاحتلالية التي تستهدف شعبنا ويحق لهذا الشعب الذي عانى من النكبات والنكسات والمظالم يحق له ان يعيش بسلام وامن وحرية في وطنه بعيدا عن السياسات الاحتلالية وبعيدا عن العنصرية والقمع والظلم .

موقفنا كمسيحيين فلسطينيين من الاحداث الجارية في ارضنا المقدسة هو اننا نقف الى جانب شعبنا فقضية الشعب الفلسطيني هي قضيتنا جميعا وسنبقى ننادي بتحقيق العدالة ونصرة هذا الشعب المظلوم الذي يحق له ان يعيش بحرية وكرامة مثل باقي شعوب العالم .

المسيحية في فلسطين لها تاريخ لم ينقطع منذ اكثر من الفي عام ونحن كفلسطينيين نفتخر بأن بلادنا هي مهد المسيحية وهي البقعة المقدسة من العالم التي اختارها الله لكي تكون مكان تجلي محبته نحو البشر ، القدس قبلتنا الاولى والوحيدة وحاضنة اهم مقدساتنا والقبر المقدس في القدس هو خير شاهد على حدث القيامة العظيم هذا القبر الذي ينبلج منه دوما نور القيامة لكي يضيء ظلمات هذا العالم .

ان الحضور المسيحي في هذه الارض المباركة هو حضور له تاريخ والمسيحية في ارضنا المقدسة ابتدأ تاريخها مع حضور السيد وتأسيس الكنيسة الاولى التي نصفها في تراثنا الكنسي بأنها الكنيسة الام .

القدس في التراث والتاريخ المسيحي هي المركز الروحي المسيحي الاول والاقدم والاعرق ومع احترامنا لكافة المراكز الروحية المسيحية في عالمنا تبقى القدس هي المركز الروحي الاساسي وهي المدينة المقدسة التي يتمنى كل مسيحي في هذا العالم ان يزورها لكي يسجد امام القبر المقدس وفي كافة الاماكن المقدسة الشريفة في هذه الديار .

المسيحيون الفلسطينيون الباقون في هذه الارض رغما عن كل الظروف والتقلبات السياسية والاوضاع الكارثية التي المت ببلادنا هم ينتمون لشعبهم الفلسطيني ويفتخرون بانتماءهم الوطني وهم يدافعون عن كرامة وحرية هذا الشعب الذي كرامته هي كرامتنا وحريته هي حريتنا .

المسيحيون الفلسطينيون ابناء هذه الارض ليسوا بضاعة مستوردة من اي مكان في هذا العالم ، والمسيحية لم تأتي لهذه الارض من اي مكان في عالمنا فهنا في فلسطين تم كل شيء وتمت كافة الاحداث الخلاصية ، هنا كانت العنصرة حيث انطلق الرسل القديسين بعدئذ الى مشارق الارض ومغاربها لكي يبشروا بالقيم المسيحية الانجيلية .

نحن ابناء هذه الارض المنتمين اليها والمتشبثين بها ونحن في فلسطين كشجرة الزيتون التي تشتهر بها بلادنا ، شجرة الزيتون ترمز الى السلام ولكن جذورها العميقة في الارض انما تشير ايضا الى عراقة وجودنا وتاريخنا وتشبثنا بهذه البقعة المقدسة من العالم .

رسالتنا للعالم المسيحي وللكنائس المسيحية في عالمنا ولكل من يعنيهم الامر بأننا لن نتخلى عن ايماننا وقيمنا وحضورنا ورسالتنا ، ونحن نعلم بأن التحديات كثيرة والتعقيدات والصعاب تزداد يوما بعد يوم ولكن وبالرغم من كل ذلك نقول لكم وللعالم بأسره بأننا سنبقى متمسكين بانتماءنا للمسيحية الحقة التي بزغ نورها من هذه الارض ، نحن مسيحيون وسنبقى كذلك ولن نتخلى عن ايماننا وقيمنا ورسالتنا تحت اي ظرف من الظروف ، نفتخر بانتماءنا لهذا المشرق العربي والمسيحيون في المنطقة العربية كانت لهم دوما اسهاماتهم في الحياة الثقافية والفكرية والانسانية والابداعية والوطنية .

ان كنيسة القدس وانطاكية والاسكندرية هي مثلث روحي في هذا المشرق العربي الذي تميز دوما بوحدة ابناءه وتلاقيهم والمسيحيون في هذا المشرق كانوا دوما دعاة سلام وخير ورقي وخدمة لاوطانهم ومجتمعاتهم .

نفتخر بانتماءنا للامة العربية فلغتنا هي اللغة العربية وانتماءنا هو لهذا المشرق العربي ولقضاياه الوطنية وفي مقدمتها قضية فلسطين التي هي اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .

المسيحيون في فلسطين اصبحوا قلة في عددهم بسبب ما ألم بهم وبشعبهم الفلسطيني ولكن هذه القلة الباقية من المسيحيين التي لا تتجاوز ال 1% ستبقى امينة على رسالتها ومدافعة عن قيم المحبة والسلام والاخوة ومنادية بتحقيق العدالة والحرية لشعبنا الذي ننتمي اليه ونحن مكون اساسي من مكوناته .

ان ظاهرة العنف وجدت في منطقتنا العربية لكي تكون اداة دمار وخراب وتشريد وقتل وعنف واستهداف لحضارة وتاريخ وهوية هذا المشرق العربي.