نبوءة الجنرال جياب لفلسطين

نبوءة الجنرال جياب لفلسطين
بقلم عبد الله عيسى

رئيس التحرير

استمرت الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها عام 1965 حتى الآن 52 عاماً، وبدأ الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 ولغاية الآن 69 عاماً، وسياسياً مرت القضية الفلسطينية بتطورات فاشلة، فقد صدر قرار تقسيم فلسطين عام 1947 والذي نص على تقسيم مناطق الـ 48 بين دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية، إضافة إلى أن الضفة الغربية وقطاع غزة، ضمن مساحة الدولة الفلسطينية.

وفي عام 1965 قام الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة بزيارة منطقة الشرق الأوسط، وتوجه إلى جمال عبد الناصر وقال له: "أريد أن أعلن مبادرة بالموافقة على قرار التقسيم قبل الـ 67" فقال له عبد الناصر: "أعلن مبادرتك، وأنا لن أهاجمك، ولن أعترض عليك:. 

وتوجه إلى الأردن ومنها إلى أريحا، وألقى خطاباً في مدينة أريحا أمام حشد من الفلسطينيين، وطالبهم بقبول قرار التقسيم.

وبعد ساعات من الخطاب، ظهر الإذاعي المصري أحمد سعيد متهماً الحبيب بورقيبة بأنه عميل وجاسوس، وما إلى ذلك من أبشع الصفات، فعاد إلى تونس حزيناً، واتخذ قراراً بإغلاق تونس أمام كل المشرق العربي، واتجه إلى أوروبا والغرب وأمريكا.

ومنذ ذلك التاريخ، أصبحت تونس محسوبة على دول أوروبا وكراهية دائمة للمشرق العربي، وكان بورقيبة يُذكّر قادة فتح كلما زاروا تونس، وعلى رأسهم أبو عمار، أنهم أضاعوا فرصة قبول قرار التقسيم. 

وكنا نسمع خلال تلك الفترة مقولة يرددها الأشقاء في الجزائر، بأنه لو كانت الجزائر دولة مواجهة مع إسرائيل لتحررت فلسطين منذ زمن بعيد. 

وأعتقد أن هذه المقولة صحيحة إلى حد ما، فقد قامت الثورة الجزائرية عام 1955، وانتصرت عام 1962، خلال سبع سنوات، وهي ثورة المليون ونصف المليون شهيد.

ومنذ عام 1962 وحتى عام 1973 مضى 11 عاماً على استقلال الجزائر أي فترة قصيرة جداً لا تكفي لتأهيل الجيش الجزائري للمشاركة في الحروب، فشارك الجيش الجزائري في حرب أكتوبر عام 1973 وأبلى بلاء حسناً.

ويقال: إنه قتل في ليلة واحدة 500 جندي إسرائيلي في سيناء، أي قام بمجزرة حقيقية، والحقيقة أن الثورة الفلسطينية، ارتكبت أخطاء عديدة، أبعدتها عن الهدف في قضايا داخلية أو إقليمية عربية. 

وكان الجنرال جياب قائد الثورة الفيتنامية، الذي دحر استعمارين: الأول فرنسي والثاني أمريكي، حتى إن السفير الأمريكي هرب على ظهر السفارة الأمريكية بطائرة مروحية، فزار أبو عمار الجنرال جياب وصافحه، وقال له: "أنا سعيد بمقابلة صاحب أكبر ثورة شعبية في العالم"، فقال له الجنرال جياب: "أنا سعيد بمقابلة صاحب أصعب ثورة في العالم". 

فأنتم تحاربون في وسط منطقة غنية بالنفط، وسيحاصركم الأعداء في جزيرة معزولة للقضاء عليكم. 

وتحققت نبوءة الجنرال جياب للأسف الشديد، وحوصر أبو عمار وكل قادة فلسطين وكل الشعب الفلسطيني، وحتى الآن يخرجون من حصار إلى حصار.

التعليقات