قصة حب في زمن النبي كانت سببًا في نزول آية

قصة حب في زمن النبي كانت سببًا في نزول آية
رام الله - دنيا الوطن- هاني ضوَّه 
الحب شعور إنساني، ولكن يجب أن يكون منضبطًا بضوابط دينية وشرعية حتى تستقيم الحياة، وفي زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان هناك أحد الصحابة تعرض لموقف غلَّب فيه أوامر الله سبحانه وتعالى على شعوره الإنساني، فكان ذلك سببًا في نزول آية كريمة، وحكم شرعي يتبعه الناس إلى يوم الدين.

كان هناك صاحبي جليل يسمى مرثد بن أبي مرثد، كان قبل الإسلام يحب امرأة اسمها "عناق" وكانت بغي، وبعد إسلامه كان مرثد يقوم بمهمة عظيمة ألا وهي تهريب أسرى المسلمين وحملهم بعيدًا عن معسكر المشركين من مكة إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.

ويحكي لنا مرثد ما حدث معه عندما وعد رجلًا من أسارى مكة أن يحمله.. يقول مرثد: "كنت وعدت رجلًا من أسارى مكة أحمله، قال: فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة، قال: فجاءت "عناق" .. فأبصرت سواد ظلي بجنب الحائط فلما انتهت إليَّ عرفت، فقالت: مرثد؟! فقلت: مرثد. فقالت: مرحبًا وأهلًا هلَّم فبت عندنا الليلة.

قال: قلت: يا "عناق" حرم الله الزنا، قالت: تبات عندنا أو أخبر القوم. فلما رفض نادت في الناس وقالت: يا أهل الخيام، هذا الرجل يحمل أسراءكم، قال: فتبعني ثمانية وسلكت الخندمة فانتهيت إلى كهف أو غار فدخلت، فجاءوا حتى قاموا على رأسي فبالوا فظل بولهم على رأسي وعماهم الله عني.

قال: ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي فحملته وكان رجلًا ثقيلًا حتى انتهيت إلى الإذخر، ففككت عنه أ كبله فجعلت أحمله ويعييني حتى قدمت المدينة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله، أنكح عناقًا؟.

فأمسك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يرد عليَّ شيئًا حتى نزلت هذه الآية: (الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً)‏ [النور 3] ‏الآية. فقرأها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عليّ وقال: "لَا تَنكِحهَا".

وهكذا كانت قصة الحب هذه سببًا في نزول آية كريمة وحكمًا شرعيًا يلتزم به المسلمون حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

وقد روى هذه القصة عددًا من كتب الحديث الشريف والعلماء الكرام، ومنهم الإمام الحاكم في كتابه "المستدرك"، والإمام البيهقي في كتابه "السنن الكبرى"، والإمام الترمذي في "السنن"، وذكرها أمير المؤمنين في الحديث والإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة".

التعليقات