لـ"الإعلام": سائدة دراغمة تروي حكايتها حول مشروع الازهار

لـ"الإعلام": سائدة دراغمة تروي حكايتها حول مشروع الازهار
رام الله - دنيا الوطن
واكبت الحلقة (73) لسلسلة (أصوات من طوباس)، التي تنفذها وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، حكاية سائدة علي دراغمة الموظفة بمديرية الصحة، والتي حولت محيط مقر عملهاإلى أرض للزهور والروائح العطرية.

تقول: بدأت بالعمل مراسلة في المديرية عام 2000، وتوقفتطويلًا عند تفاصيل مقر عملي، فكانت الحديقة فقيرة من الأشجار والأزهار، والمحيطمهمل، وبدأت منذ سنتين بتحويل المشهد إلى شيء مختلف، واليوم أرعى حديقة عامة، تحيطبالمكان من كل الجهات.

تسرد، وهي ترعى أزهارها من موجة الحر الشديدة: منذاستلام المدير الجديد للدائرة د.جميل دراغمة، بدأنا بتغيير شكل المكان، وأخذنانهتم بغرس الأشجار، وصرت أكثّر بنفسي الورود وأزرعها، وأحرص على ريها وتنسيقهاوتعشيبها.

ووفق دراغمة، 49 عامًا، فإن عملها السابق بالزراعةونشأتها في  قرية عين البيضاء بالأغوارالشمالية، ساهما كثيرًا في دفعها لرعاية حديقة مديرية الصحة، وصارت تحاول تقليد ما أحبتهفي طفولتها، حين كانت تزرع الخضروات والأشجار، وتساهم في توفير معظم احتياجاتعائلاتها الممتدة.

رعاية
تتابع: أبدأ العمل قبل الشمس في معظم الأيام، وأصل مقرالعمل قبل الزملاء كلهم، وألف على كل أقسام الحديقة، وأحرص على الري المبكر حتى لايتبخر أيام الحر، وأراقب اهتمام المرضى والمراجعين والعاملين بالحديقة، التي أعتقدأنها تحسن من نفسيتهم.

وتنهمك الراوية في أعمال الحديقة، وتعدّد الأصنافالمزروعة، كالخبيزة، والنعناع، والقدّسية، والريحان، والزنبق، والزعتر، وعشراتالأنواع، أما الأشجار فهي للزيتون دون غيره. واللافت أن معظم مزروعات الحديقةكثّرتها دراغمة ذاتيًا في مشتل متواضع بمنزلها، ولا تبخل في توزيع الفسائل علىطالبيها.

تكمل: يساعدني في عملي اليوم زميلي ناصر علًان، وأحرصعلى تفقد الحديقة بعد انتهاء الدوام، وركبّنا منذ فترة حماية لها، حتى لا يصلإليها العابثون في غيابنا، وأتعامل مع الحديقة مثل أولادي.

وتستأنف: خلال الشتاء أزرع البقدونس، والخس، والبصل،والفول، والفجل، والكزبرة، وورقيات أخرى وأوزع المحصول على الزملاء, وأشعربالسعادة حين أرى الحديقة بكامل أناقتها، وأنزعج من تخريب أي زهرة أو قطفها،فالورود وجدت ليتمتع بمنظرها الجميل كل الناس، وليست لأحد دون غيره.

فرح
وتراقب دراغمة عن كثب التفاعل الكبير للمرضى، الذينيقصدون المكان طلبًا للدواء، فمعظمهم يشعر بالراحة النفسية، وبعضهم يجلس قربالأزهار، أو يلتقط صورًا لها، وآخرون يقطفون الورد.

وتزيد: أتمنى أن أساعد في تحويل حدائق مديريات الصحةكلها، ومحيط المؤسسات العامة إلى حدائق مشابهة لحديقتنا، وأتضايق كثيرًا من قطفالأزهار، أو محاولات تخريبها، وأشعر بالورود إن عطشت، وأحاول غرس حبها لولدي عبدالحميد (17 عامًا)، ومؤمن (12 عامًا). وما أفعله في مديرية الصحة أكرره في حديقةبيتي الصغيرة.

أمل
في أعماق دراغمة أمنيات وآمال كثيرة، لكن أهمها أن يتغيرفهم الناس للبيئة وللحدائق الخضراء، فيما رافقها طويلاً الشغف بإكمال تعليمها الذيتوقف في الصف السادس الابتدائي، ودراسة تنسيق الحدائق، والعمل في رعاية الحدائقالعامة والإشراف عليها.

تنهي: ساهمت في تربية أخوتي بعد وفاة والدي، واليومأشرف على علاج زوجي السبعيني المريض، ورغم ضيق وقتي إلا أنني أعطي قسمًا كبيرًامنه للورود، وتواجهني مشكلة شح المياه وثمنها المرتفع، فكثيرًا ما أستمع إلىملاحظات عن الفاتورة الكبيرة للمياه في المديرية، رغم أننا نروي الأشجار كلها وقسممن الأزهار بالتنقيط، وسمعت عن خطط تركيب عدادات مسبقة الدفع، ولو أن المياه وفيرةورخيصة الثمن لضاعفت الحديقة أكثر. فيما تنزعج حارسة الأزهار من تخريب الأطفال وبعض الكبارللحديقة، وتنتظر قدوم الشتاء بشوق كبير، فهو يوقف الري، ويجعل الحديقة في كاملأناقتها، كما تزرع بقوليات وورقيات، توزعها على زملاء المكان.