الخارجية الفرنسية: أزمة الخليج تؤثر على مصالح جميع الدول

الخارجية الفرنسية: أزمة الخليج تؤثر على مصالح جميع الدول
وزير الخارجية الفرنسي
رام الله - دنيا الوطن
أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، اليوم السبت، على ضرورة إيجاد حل سريع للأزمة الخليجية، لافتاً إلى أنها تؤثر؛ لأنها تؤثر على مصالح جميع الدول.

وقال لودريان، في مؤتمر صحفي، مع نظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بالدوحة، إن بلاده ترى اقتراحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لحل الأزمة "مناسبة".

وأضاف: "يجب إيجاد حل سريع لهذه الأزمة ولحالة التوتر القائمة، وفرنسا تدعو إلى اتخاذ تدابير بأسرع ما يمكن؛ لرفع الإجراءات التي تؤثر على الأسر المشتركة والمدنيين المتضررين جراء الأزمة".

وأشار إلى أن فرنسا تدعم بشكل كامل الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، وتحيي الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الذي زار المنطقة الأسبوع الماضي وقدم اقتراحات لخارطة طريق ولأساس للاتفاق.

وتابع: "نحن على قناعة بأهمية اتخاذ تدابير للثقة لإيجاد الحلول العملية لتخفيف حدة التصعيد سريعاً لأن هذه الأزمة ليست في مصلحة أحد، بل على العكس هي ضد مصالح كل الدول، وهذا هو مغزى الجولة الإقليمية التي أقوم بها في منطقة الخليج".

وأشار إلى أن كل المسؤولين القطريين الذين التقاهم اليوم وفي مقدمتهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أكدوا أن "قطر على استعداد لمحادثات بناءة مع جيرانها بشرط عدم المساس بسيادتها الوطنية".

من جهة ثانية، شدد لودريان على أهمية تضافر الجهود لمكافحة "المجموعات المسلحة" وخاصة تلك المصنفة من قبل الأمم المتحدة، واصفاً ذلك بأنه "تحد كبير وآفة من الآفات الكبرى وتهديد خطير"، وأنه على الجميع مواجهته والعمل بكل حزم وتصميم وبذل قصارى الجهود في الحرب على "الإرهاب".

وأكد أنه لمس إرادة دولة قطر للعمل بشكل حازم في هذا الاتجاه، وبرغبة البلدين في تعزيز التعاون بينهما في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة تمويله لتقوية العلاقات بين البلدين مستقبلاً أكثر من أي وقت مضى.

بدوره، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في المؤتمر الصحفي: "أكدنا خلال هذا اللقاء على أن الهدف المشترك لكافة الدول وللمجتمع الدولي الآن هو مكافحة الإرهاب ومكافحة تمويله، وأن ما يحدث من إجراءات الآن تعطل مثل هذه الجهود" في إشارة إلى الإجراءات التي اتخذتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضد بلاده.

واضاف الوزير القطري: "مكافحة الإرهاب تتطلب عملاً جماعياً من كافة الدول ولا يقع على دولة دون الأخرى"، لافتاً إلى أن بلاده تتطلع للعمل مع فرنسا ومع كل الدول الحليفة والصديقة للتصدي لظاهرة الإرهاب، وتتطلع للدور الفرنسي لدعم الوساطة الكويتية ودعم الجهود الأمريكية لحل الأزمة الخليجية.

وأشار إلى أن زيارة نظيره الفرنسي للدوحة، تأتي في وقت مهم تمر به قطر، معتبراً أن هذه الزيارة تعبر عن قوة العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات عدة بينها الأمن والطاقة والاقتصاد وغيرها من القطاعات الأخرى المهمة.

وأوضح أن الجانبين استعرضا خلال المباحثات التي جرت بينهما اليوم العلاقات القائمة بين البلدين وتطورها، مع التشديد على أهمية العمل على تطويرها بشكل أكبر في المستقبل.

واستعرض الطرفان، الإجراءات والظروف الأخيرة التي تمر بها قطر "وخاصة الإجراءات التي اتخذتها دول الحصار، والتي تمس المعاهدات الدولية وقواعد القانون الدولي"، على حد قوله.

ورحب بجهود فرنسا في دعم الوساطة الكويتية والتوصل إلى حل "من خلال الحوار البناء المبني على الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدول ومبادئ وأحكام القانون الدولي".

يذكر، أن لودريان وصل اليوم السبت إلى العاصمة القطرية الدوحة، في محطته الأولى ضمن جولة خليجية تستمر يومين وتحمله لاحقاً إلى السعودية ثم الكويت فالإمارات في إطار الجهود المبذولة لتخفيف حدة التوتر في المنطقة، حسب بيان للخارجية الفرنسية.

والتقى لودريان عقب وصوله بصورة منفصلة كلاً من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وفقاً لما أوردت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا).

وجرى خلال تلك اللقاءات، بحث آخر التطورات المتعلقة بالأزمة الخليجية والجهود الرامية لحلها ضمن وساطة دولة الكويت عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، واستعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.

وتأتي جولة لودريان الإقليمية بعد جولات مماثلة قام بها نظراؤه الألماني زيغمار غابرييل، والبريطاني بوريس جونسون، والأمريكي ريكس تيلرسون الأسبوع الماضي، ضمن حراك دبلوماسي غربي مكثف، يستهدف حل الأزمة التي ما تزال تراوح مكانها منذ شهرين.

وفي وقت لاحق، وصل وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان إلى جدة غربي السعودية، في أول زيارة له إلى المملكة ضمن جولة له في المنطقة في محاولة جديدة لحل الأزمة الخليجية.

وحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، فإن وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير كان في استقبال نظيرة الفرنسي، جان إيف لودريان في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة.

 

التعليقات