وزير لا يستحق الوزارة

بقلم عبد الله عيسى
رئيس التحرير
ذات مرة أراد أحمد قريع، عندما كان رئيساً للوزراء في عهد الرئيس الراحل أبو عمار، إجراء تعديل وزاري على حكومته، مجرد إجراء تعديل، وقام بإجراء مشاورات من أجل التعديل، وكانت مدة التعديل شهر واحد فقط، واشتكى أحمد قريع من كثرة عدد المرشحين لتولي منصب وزاري، فبلغ عدد الذين رشحتهم الفصائل 96 شخصاً، تهافت عجيب يشبه تهافت المواطنين على وكالة الغوث لتلقي المساعدات، والمحير أن هؤلاء المرشحين لم نفسر تهافتهم وتوسيطهم لشخصيات وفصائل وقوى وما إلى ذلك، بل إن بعضهم أصبح ينام ويصحو ويحلم بالوزارة، حتى وجدنا التفسير الحقيقي لما يجري لدى السيد رفيق النتشة (أبو شاكر) رئيس هيئة مكافحة الفساد، عندما كشفت حركة فتح مؤخراً عن فساد وزير سابق قام بتبييض أموال وفساد بقيمة 18 مليون دولار.
وأذكر في الثمانينات، أن عملية انطلقت من الجزائر باتجاه إسرائيل أو فلسطين المحتلة تضم 18 كوماندوزاً فلسطينياً، واختفت آثار الفدائيين حتى الآن، ولا يعرف مصيرهم هل هم شهداء أو مفقودون أو أسرى، ورغم أن منظمة التحرير وفتح في حينها حاولوا معرفة مصيرهم إلا أنهم لم يوفقوا، وقمنا قبل سنوات بنشر فيديو نادر لهذه العملية في "دنيا الوطن" أثناء الإعداد لها وظهر في الفيديو (أبو جهاد) خليل الوزير وسمير غطاس أو محمد حمزة النائب في البرلمان المصري حالياً، واتصلت بمحمد حمزة وسألته عن مصير الفدائيين فقال: لا أعرف لكن اسأل فلان عضو اللجنة المركزية فسألته، وقلت له منذ عشرين عاماً ولدينا علاقات واتصالات في إسرائيل ولا يعرف مصير 18 فدائياً، هل استشهدوا أم لا، ولماذا لم تسألوا عنهم، فأجاب إجابة تستحق أن يحاسب عليها، وأن يعلق من رجليه في شارع عام، قال والله سقط سهو ولم أسال عنهم.
عضو باللجنة المركزية لحركة فتح يقول إنه لم يسأل عن 18 فدائياً فقدوا في البحر ولا يعنيه أمر 28 فدائياً فلسطينياً أسيراً، بينما إسرائيل لو فقد واحد من جنودها تهد الدنيا وتوسط كل دول العالم للإفراج عنه، والوزير لدينا يشغل وقته بسرقة 18 مليون دولار.
ورغم أن حركة فتح، أصدرت بياناً استنكرت فيه ما قام به الوزير، إلا الصامت الوحيد كان هو رفيق النتشة، وكل الدنيا لا تعنيه، بينما كان يجب أن يحاسب من قال إنه لم يسأل، وسواء طُرد أم لا فهو في حكم المطرود أصلاً.
وذات مرة، قال هذا العضو: إنه مقاطع لـ "دنيا الوطن" فقلت سبحان من يُبعثر من في القبور، وهل يعتبر نفسه من الأحياء حتى يُقاطع، ونحسبه من المفقودين الـ 18 الذين سقطوا في البحر منذ أكثر من 30 عاماً، واللصوص لا نحتاجهم كوزراء أو أعضاء بمركزية فتح.
التعليقات