الفيل ينام ساعتين.. والأنثى تستيقظ 46 ساعة متواصلة!

الفيل ينام ساعتين.. والأنثى تستيقظ 46 ساعة متواصلة!
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
تتميز الحياة البرية بقدرتها المستمرة على الإدهاش، فمنذ تعلقنا في نهايات القرن الماضي بالبرنامج التلفزيوني الشهير "عالم الحيوان" أصبح لدينا شغف كبير بالحياة البرية وما يعيش بها من كائنات حية، ورغبة مستمرة في اكتشاف حياة تلك الكائنات، ومعرفة سيكولوجيتها، طرقها المختلفة في التعايش، والتزاوج، والطعام، واللهو، والهجرة، وكذا الأساليب المختلفة لبعضها في الصيد والحصول على الطعام، أو الدفاع عن النفس وصد هجمات العدو، وكما تختلف طبيعة الدفاع والهجوم والغذاء من كائن بري لآخر تختلف أيضًا ساعات النوم وطريقته لدى العديد من هذه الحيوانات البرية، فالذي ينظر إلى الفيل أضخم حيوانات الغابة وأكبرها حجما يتبادر لذهنه للوهلة الأولى أنه يقضي معظم نهاره في القيلولة، وطوال ليله في النوم، ولكن الحقيقة الصادمة تخالف التوقعات كلية، ولا يعد حديثنا ضربًا من الخيال أو الجنون إذا قلنا إن ثمة تشابها بين الفيل والإنسان؛ فمثل الإنسان يولد الفيل بلا أسنان، ثم تظهر له الأسنان اللبنية في فترة الطفولة ويستبدلها بعد ذلك بأسنان وأنياب مستديمة، ويستخدم الفيل الأنياب في رفع وحفر الأشياء الثقيلة، إلا أن الفيل ينام لمدة لا تتجاوز الساعتين لأنه يحتاج الوقت ليستغله في تناول أكبر قدر من الطعام لكي يفي بحاجة جسده الضخم، وبتقدم الفيل في العمر تبدأ أسنانه في التهالك والسقوط مما يؤدي إلى نهاية حياته والموت جوعًا.

تتميز الفيلة بذكائها وقدرتها على التعلم واكتساب المهارات، فالعديد من الفيلة يقومون باستخدام خراطيمهم في أغراض مختلفة مثل رسم الأعمال الفنية الرائعة، والإمساك بكرة السلة وإسقاطها في الشبكة، إضافة إلى قدرة الفيلة المرحة على تقديم فقرات فنية حال تدريبها على ذلك، وما يؤهلها على تقديم هذه الفقرات قدراتها الكبيرة على التعلم، حيث يعد الفيل واحدًا من أكثر الحيوانات ذكاء، ويزن مخه 5 كلجم، حيث يحتوي المخ على مجموعة من الطيات أكثر تركيبًا وتعقيدًا من أي حيوان آخر باستثناء الحوت، ولدى الفيل القدرة على إظهار ما يشعر به من حزن وسعادة وشفقة وتعاون ووعي ذاتي ومزاح.

وقد اكتشف طبيب الأعصاب الفرنسى في جامعة "باريس"، "ألكسندر جرو"، أن الفيل لا ينام إلا ساعتين فقط في اليوم، وأن الأنثى يمكنها أن تظل 46 ساعة متواصلة، بدون نوم وتظل في كامل نشاطها ولا تجد نفسها في حاجة لتعويض ساعات نقص النوم، وهو أمر قد يُساعد العلماء على التوصل لاستراتيجية تساعدهم في علاج الإنسان الذي يعاني من الأرق.

وكانت هذه النتائج قد جاءت بعد التتبع الذي قام به فريقان من العلماء في جامعة "وايت وترسراند" في جنوب أفريقيا لمدة 35 يوما، لاثنين من الفيلة في حديقة "شوب" في بتسوانا، حيث زرعوا تحت جلد خرطومهما جهازا لقياس الحركة لتصنيف حركاتهما وتحديد مرحلة نومهم.

التعليقات