المجلس الوزاري يشيد بدور أوفيد في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة

المجلس الوزاري يشيد بدور أوفيد في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة
جانب من الاجتماع
رام الله - دنيا الوطن
أعلن اليوم مدير عام صندوق الأوبك للتّنمية الدّولية (أوفيد)، السّيد سليمان جاسر الحربش، اختتام اجتماعات المجلس الوزاري لدورته السّنوية الاعتيادية الثّامنة والثّلاثين، التي عُقِدت هذا العام في العاصمة النمساوية، فيينا،  حيث تم استعراض ومراجعة أداء وإنجازات المؤسسة ووضع سياسات وخطة عمل العام المقبل.

ويمثِّل مجلس أوفيد الوزاري السُّلْطة العليا للمؤسسة ويتألف من وزراء المالية وغيرهم من كبار مسؤولي الدّول الأعضاء في أوفيد ويجتمع مرة واحدة في العام.   

وقد تم خلال انعقاد هذه الدورة انتخاب جمهورية إكوادور لرئاسة المجلس ممثلة من قبل كارلوس ألبرتو دي لا توري، وزير المالية والاقتصاد، خلفاً لوزير المالية الجزائري، عبد الرَّحمان راوية؛ وجمهورية إندونيسيا نائباً للرئيس.

وفي كلمته، أشاد رئيس المجلس المنتهية ولايته، راوية، بالتزام أوفيد بجدول أعمال التنمية لعام 2030 والعمل الدؤوب صوب تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وسلط الضوء على "تركيز أوفيد على تلبية الاحتياجات الإنمائية الأساسية من خلال اتباع نهج ترابطي شامل لضمان تحقيق أمن الطاقة والمياه والغذاء في كافة البلدان الشريكة واعتبار قطاع النقل القطاع المواتِ الرابع، فضلاً عن توفير الخدمات الاجتماعية وتحسين ظروف المعيشة في المجتمعات النامية."

وأكد راوية على دور أوفيد المحوري بالتعاون مع شركائه في التنمية لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، منوهاً بدعوة أوفيد لحشد التأييد العالمي لمكافحة الفقر في مجال الطاقة الذي ساعد على الاعتراف الجازم بأهمية الطاقة وإدراجها كهدف مستقل ضمن أهداف التنمية المستدامة والذي ينص على ‘ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة.’ 

وشهد المجلس الوزاري مراسم تسليم جائزة أوفيد السّنوية للتّنمية لعام 2017 لبرنامج ‘اكون جاي’ التّابع لمؤسّسة التّنمية المتكاملة في غواتيمالا، وقدرها 100 ألف دولار أمريكي، لدعم جهوده الرّامية إلى تحسين صحة وتغذية الأم والطفل، والتي تأتي في إطار برامج أوفيد لضمان الحياة الصحية للناس في البلدان الشريكة وتفعيل الهدف الثالث لأهداف التنمية المستدامة الذي ينص على  ’ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار.’ (أنظر البيان الصحفي المنفصل رقم A15/2017)

كما تم إعلان أسماء الفائزين في برنامج أوفيد الخاص بالمنح الدراسية لعام 2017 من بين أكثر من 20 ألف طالب من بلدان أوفيد الشريكة للحصول على فرص استكمال دراستهم الجامعية العليا بدعم من أوفيد.  وقد وقع الاختيار على عشرة من الشباب والشابات من كولومبيا ومصر وغيانا ومنغوليا ورواندا (طالبان) والسودان وفييتنام واليمن وزمبابوي.

ومنذ إطلاق أوفيد لبرنامج المنح الدراسية عام 2006 تم دعم 40 من الشباب المتميزين للدراسة في جامعات رفيعة المستوى تشمل أكسفورد وهارفارد وكامبريدج. ويأتي هذا البرنامج في إطار جهود أوفيد الرامية إلى تعزيز التعليم في البلدان النامية لتحسين حياة الناس وتفعيلاً للهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة والذي ينص على ‘ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع.’

استعراض العمليات

وفي تقريره للمجلس الوزاري بشأن عمل مجلس الادارة منذ آخر اجتماع عُقد في شهر يوينه/حزيران 2016، أثنى رئيس مجلس المحافظين ومدير عام الصندوق الكويتي، عبد الوهاب البدر، على جهود المجلس المتواصلة، التي شملت اعتماد تمويلات جديدة خلال عام 2016 تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 1,338.6 مليون دولار أمريكي، أي بزيادة قدرها نحو 200 مليون دولار أمريكي عما تم إقراره في عام 2015، لدعم ما يربو على 100 مشروعاً إنمائياً في مختلف المجالات الإنمائية، والتي تصدرتها المشروعات الإنمائية ذات العلاقة الترابطية اللازمة لتحقيق أمن الطاقة والمياه والغذاء مدعوماً بقطاع النقل اتساقاً مع خطة أوفيد الاستراتيجية.  وقد شكلت هذه المجالات الأربعة مجتمعة نحو 73 في المائة من إجمالي تعهدات أوفيد خلال العالم. 

وفي بيانه للمجلس الوزاري، استعرض المدير العام أنشطة أوفيد وإنجازاته على ساحة التنمية الدولية خلال مسيرته التي بدأت منذ تأسيسه في يناير/كانون الثاني من عام 1976، مشيداً بأربعة عقود من العطاء والعمل المتفاني كشريك ملتزم في أزمنة التحدِّيات فضلاً عن التطور الذي أثمر بالنجاح المؤسسي على صعيد العمليات والنمو المالي.  وأبرز الحربش إنجازات أوفيد وتطوره من محض حساب مؤقت ذي موارد ومطامح محدودة إلى مؤسسة دولية رائدة في حقل التمويل الإنمائي تحظى بقدر كبير من الإمكانات والحضور والتأثير، مؤكداً على أن "أوفيد لم يعد مؤسسة إقراض عالمية موثوقة فحسب بل وناشط رئيس على ساحة التنمية الدولية."

واستطرد الحربش "أن أوفيد من خلال الإدارة الحصيفة لموارده المحدودة قد خصص حتى نهاية عام 2016 أكثر من 20 بليون دولار لدعم أكثر من 3600 عملية إنمائية عبر 134 بلداً نامياً. وهذا إنجاز رائع بالنظر إلى حجمنا المتواضع."

وأضاف، "لقد كانت تلك رحلة استثنائية بحق، وطرأت أزمات اقتصادية كان لا بد من اجتيازها، وشهد العالم تحولات جيوسياسية شديدة وتقلبات وحروباً وكوارث طبيعية. وقد اجتاز أوفيد كل عاصفة وأعاد تموضعه كلما كان ذلك ضرورياً ليحافظ على صلة عمله بالأحداث الراهنة. وقد اشتمل ذلك على تبني أدوات ونماذج تمويلية جديدة وبناء شبكة شراكة أكثر تنوعاً، وفي بعض الأحيان، كما يظهر تقريرنا السنوي، المبادرة إلى خوض مجالات جديدة.

ويظهر هذا جلياً من خلال تسهيلات الديون الثانوية المقدمة إلى المصارف في هندوراس ونيكاراغوا؛ وتعد الأولى من نوعها في إطار مرفق القطاع الخاص."

واختتم الحربش بيانه بتوجه جزيل الشكر لوزراء دول أوفيد الأعضاء قائلاً: "على الرغم من كل ما حققناه في عام 2016 – بل وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية – فإننا ندرك أننا ما كنا لننجز شيئاً يُذكر لولا الثّقة التي أولتنا إيّاها دولنا الأعضاء والدعم الذي أمدتنا به." وأعرب الحربش عن امتنانه للدول الأعضاء إذ سمحت لأوفيد بأن يصبح منظمة تشارك في صياغة أجندة الأعمال الدولية وتدفع بالنقاش حول التنمية المستدامة شهراً بعد شهر وعاماً يلو الآخر."

وقد تم خلال الجلسة المصادقة على البيانات المالية للمؤسسة والتقرير السنوي لعام 2016 (رابط التقرير على موقع أوفيد)؛ فضلاً عن اعتماد تقارير  وعمليات برنامج الإقراض العشرين وعمليات المنح.

ومن المزمع أن تُعقد الدورة القادمة للمجلس يوم الخميس الموافق 21 يونيه/حزيران 2018 في العاصمة النمساوية، فيينا.