البروفيسور عودة: عمليات جراحية مجانية لـ4500 طفلاً بالشرق الأوسط وأفريقيا

البروفيسور عودة: عمليات جراحية مجانية لـ4500 طفلاً بالشرق الأوسط وأفريقيا
رام الله - دنيا الوطن
بمقر مجلس النواب في العاصمة الإيطالية روما نظمت جمعية "طواريء ابتسامات" مؤخراً مؤتمراً تحت عنوان "عشر سنوات من التعاون مع جمعية "طواريء ابتسامات"، وهي الجمعية التي تضم أطباء يعملون من أجل رسم الابتسامة على شفاه الأطفال.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر قد تم تنظيمه بدعم عديد من الجهات في مقدمتها السيدة/ إليانا أرجنتين-عضو لجنة الشؤون الاجتماعية في مجلس النواب الإيطالي، وتحت رعاية مجلس النواب، ووزارة الخارجية، ووزارة الصحة، وجمعية "أطباء من أصل أجنبي في إيطاليا "أمسي"، و"رابطة العالم العربي في إيطاليا - كوماي"، و"جمعية الأطباء من اصل أجنبي في إيطاليا - أمْسي"، وحركة "متحدون من أجل الوحدة"، و"الكونفدرالية الدولية الاتحاد الطبي اليورومتوسطي"أوميم"، والمعهد الايطالي للتبرع.

وجدير بالذكر أن الهدف من هذا المؤتمر هو استعراض المراحل المختلفة التي خاضتها جمعية "طواريء ابتسامات" على مدار عشر سنوات، وذلك منذ تأسيسها في عام 2007م حتي 2017م. هذا، وقد شهد فعاليات المؤتمر لفيف من الصحفيين وقام ببثه عدد كبير من قنوات التليفزيون العالمية.

وقد افتتح أعمال المؤتمرالدكتور/ "فابيو ماسيمو أبينافولي" أستاذ جراحات التجميل ورئيس جمعية "طواري ابتسامات" ومنسق قسم التعاون الدولي لحركة "متحدون من أجل الوحدة"، والذي أشار في مداخلته إلى نشأة هذه المنظمة التي تأسست بهدف اعادة الابتسامة والكرامة للأطفال والمرضى حول العالم ممن لا تتوافر لديهم سبل الرعاية الطبية المتخصصة. 

وأكد الدكتور فابيو في كلمته على مفهوم الحب باعتباره القوة الدافعة ليس فقط وراء أعمال المتطوعين ولكنه القوة المحركة كذلك لكافة المقربين من الجمعية والذين قاموا بدعمها بطرق مختلفة على مدار هذه السنوات العشر، مثل العديد من الشركات والمؤسسات الشريكة والتي ظلت على الدوام تدعم مشروعات جمعية طوارئ ابتسامات.

أما البروفيسور "فؤاد عودة"، استشاري العظام، ومؤسس ورئيس "أمسي" (جمعية أطباء من أصل أجنبي في إيطاليا، و"أوميم"(اتحاد الأطباء اليورو متوسطي) و(حركة متحدون من أجل الوحدة)، فقد أكد في ختام أعمال المؤتمرعلى "أهمية العمل والدور الذي تقوم به جمعية "طواريء ابتسامات" لكونها الذراع التنفيذي والمفوض في أنشطة التعاون الدولي عن كافة جمعياتنا وحركاتنا المختلفة ("أمسي، أوميم، كو-ماي، ومتحدون من أجل الوحدة".

وقال البروفيسور عودة في كلمته: "من خلال العمل الجماعي يمكننا نحن الأطباء المتخصصون في حقل الصحة أن نوفر رعاية صحية أفضل وأن نوفر كذلك العلاج الأكثر فعالية ضد الإرهاب والتطرف، عبر تقديم الخدمة العلاجية للذين يواجهون صعوبات في الحصول عليها وكذلك التمكن في الوقت المناسب من انقاذ الأشخاص الذين يقتربون من المنطقة الرمادية جراء مشكلات نفسية. فاليوم يوجد على الساحة فريقان: أحدهما يدعو الى الشعبوية وبناء الأسوار، وفريق آخر يؤمن بالحوار والتضامن والتعاون وبناء الجسور".

وقد أشار البروفيسورعودة إلى أن البعثات المختلفة التي قامت بها جمعية "طواريء ابتسامات" على مدى السنوات الماضية متخطية العديد من الحدود في العراق وفلسطين وتونس والسنغال وأفغانستان وبوركينافاسو والقدس وسوريا بالتعاون مع أطباء اتحاد "أمسي" (جمعية أطباء من أصل أجنبي في إيطاليا) و"أوميم" الاتحاد الطبي اليورومتوسطي" وأطباء "طواريء ابتسامات" وهي منظمة دولية من منظمات المجتمع المدني تضم أطباء متطوعين ينظمون بعثات علاجية يجرون خلالها عمليات جراحية للأطفال المصابين بعاهات مرضية خطيرة، أو تشوهات وإصابات جراء الحروق، أو صدمات نفسية بسبب الحروب. وأكد البروفيسو "عودة" أن السنوات العشر الأخيرة من العمل والتعاون الدولي، قد شهدت اجراء عمليات جراحية مجاناً لأكثر من 4500 طفلاً من خلال 72 بعثة طبية في عدد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا.

وواصل البروفيسور"عودة" كلمته قائلاً: "عشر سنوات تعد مدة طويلة، ولكن المحصلة والانجاز يدعو بحق للدهشة، فقد بلغ عدد العمليات الجراحية التي أجريت 4129 عملية، بمعدل يصل إلى أكثر من عملية في اليوم الواحد. ومن ناحية أخرى، فقد أولينا عناية خاصة إلى موضوع البيئة من خلال مشروع يهدف إلى الحفاظ على البيئة وحمايتها، كما جاء في أولوياتنا كذلك الاهتمام بالمهاجرين عبر تدشين تطبيق "طوارئ طبية" على شبكة الانترنت، والذي يرد أطباؤنا المتطوعون من خلاله على كافة الأسئلة والاستفسارات التي ترد إليهم بشأن العلاج أو المعلومات الطبية".

واختتم البروفيسور "فؤاد عودة"، عميد كلية علوم التأهيل والعلاج الطبيعي بجامعة "سان باولو"، مداخلته بقوله:"خلال عشرة أعوام من الأنشطة بفضل المشروع الإنساني الذي تبناه إقليم "لاتسيو" نجحنا بالفعل في تقديم العلاج المجاني في إيطاليا لما يزيد عن ألف طفل نازحين من أفريقيا والشرق الأوسط".

من ناحية أخرى، أشارت إليانا أرجنتين عضو لجنة الشؤون الاجتماعية بمجلس النواب الإيطالي في كلمتها بقولها : "عليكم أن تنظروا بعين العطف والرحمة والحنو إلى من يعاني ويتألم، إن حياتنا جميلة للغاية. أنا قريبة على الدوام من جمعية طوارئ ابتسامات وسأظل إلى جوارها لأنني رأيت الخير الكثير الذي يقدمه أعضاؤها".

أما السفير "محمد شريف ديالو" سفير جمهورية غينيا في إيطاليا فذكر في مداخلته:" أقدر الالتزامات التي تضطلع بها طوارئ ابتسامات وأحثها على توسعة نطاق أعمالها في دول أخرى، لأن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر، ولذلك فهم في حاجة إلى أن نمد لهم على الدوام يد العون". بينما ذكر سعادة السفير "وحيد عمر"- سفير "جمهورية أفغانستان" في روما قائلاً: "لا يستطيع أي طفل أن يبتسم للحياة ويعجب بنفسه في المرآة ويشعر بالسعادة إن كان يعاني من تشوهات خطيرة في جسمه. ولذلك، نشكر جمعية طوارئ ابتسامات على العمل الذي تقوم به في أفغانستان لصالح أطفالنا، وبخاصة ما تنظمه من دورات تدريبية وتكوينية لأطبائنا، إن أعضاء هذه الجمعية في حقيقة الأمر أبطال عظماء يستحقون التقدير".

بينما أشار الدكتور "ماركو بليفاري" عن جمعية "كونسولشيسي"، إحدى منظمات المجتمع المدني قائلاً: "إن جمعية كونسولشيسي معنية بالمعلومات العلمية، والتدريب الطبي وهي منذ عدة سنوات تقف جنباً إلى جنب مع جمعية "طوارئ ابتسامات" من خلال التعاون المشترك في مشروع مهم للتواصل سوف يتحقق على أرض الواقع في البعثة الطبية القادمة المتجهة إلى دولة السنغال في الخريف القادم من خلال انتاج فيلم وثائقي تم بالفعل عرض ملامحه في عرض أولي خاص"

أما "فرانشسكو بيتزوللي"، الممثل والدوبلاج الصوتي، وشاهد عيان ولسان حال أعمال وأنشطة "طوارئ ابتسامات"، فقد قص على جمهور الحضور قصة طفل ولد مصاباً بمرض الشفة الأرنبية، الأمر الذي أثار أحاسيس ومشاعر الحزن في قلوب الحاضرين، والذين ارتبطوا بآلاف من القصص التي عاشها أطفالنا وأطبائنا في هذه السنوات، وحصدوا على مدارها إحساس الحب والتضامن والامتنان على نطاق واسع، ذلك الإحساس الذي ينتاب المرء منا حين ينجح في رسم ابتسامة على شفاه الآخرين كما يشعر به كذلك حين ينجح الآخرون في رسم الابتسامة على شفتيه.






التعليقات