أقلام إماراتية مُبدعة أضفت روحاً مُتجددة في رمضان 2017

أقلام إماراتية مُبدعة أضفت روحاً مُتجددة في رمضان 2017
رام الله - دنيا الوطن
 تميّز الشهر الفضيل بالأعمال الدرامية الناجحة، لا سيمّا الإماراتية منها التي تمكّنت منذ الحلقات الأولى من جذب المشاهدين حيث باتوا يترقبون أحداثها يومياً على شاشة تلفزيون دبي وقناة سما دبي. ومع اقتراب عرض الحلقات الأخيرة، تزداد تكهنات المتابعين حول النهاية التي اختارها الكاتب ومسار الأحداث ومصير الأبطال. إلاّ أن البعض ومن شدّة تعلقهم بعالم المسلسلات الآسر باتوا يتمنّون لو أنّ رمضان يطول أكثر كي لا تحين ساعة الوداع. فمن هم هؤلاء المبدعون الذين تمكنوا بفضل ريشتهم الذهبية أن يتربعوا على عرش الدراما الإماراتية...؟

ـ طاقة شبابيّة ـ

بعد مسلسل "وديمة وحليمة"، أثبت جاسم الخراز في "على قد الحال" قدرته على تحقيق نجاح جماهيري ومتابعة جيدة في شهر رمضان، وعلى رسم الابتسامة على وجه المشاهد العربي في خضم ما يحيط به من أحداث ومآسي. فهذا الممثل الإماراتي الحائز على شهادة بكالوريوس في الاتصال الجماهيري من جامعة الإمارات العربية المتحدة، فاز بجائزة أفضل ممثل في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي في تونس 2003 وجائزة لجنة التحكيم التقديرية الخاصة لمهرجان مسرح الطفل في الشارقة ‏2007‏‏. وفي مسلسله الاجتماعي الكوميدي، على قد الحال" الذي يُعرض على قناة سما دبي يركّز الخراز على التفاصيل التي تحاكي واقع المشاهد وتُعيده إلى حقبة الثمانينات مسلطاً الضوء على العلاقات الاجتماعية في تلك الفترة. وأراد الكاتب من خلال السيناريو والحوار الابتعاد عن الحزن والمآسي والضغوط اليومية للترفيه عن المشاهد وإدخال الابتسامة إلى كافة المنازل العربية. فجاءت المواقف الكوميدية مُبتكرة بعيدة عن القفشات التقليدية ويتناول المسلسل الإماراتي المواقف والمشاكل التي تصادف عائلة طريفة خلال سعيها الجشع وراء المال. بالإضافة إلى قصص الجيران المضحة مثل "حمدان" الرجل الضرير والخفيف الظل الذي يثير حفيظة أبناء "أم سعيد" بسبب تودّده إليها، و "غنّوم" ابن "عنبر" و"زينب" الذي يثير المشاكل بمقالبه التي لا تنتهي.

ـ خبرة واسعة ـ

إنّه مستشار شؤون الإذاعة في مؤسسة دبي للإعلام، كاتب دراما إذاعية وتلفزيونية، إعلامي عريق وباحث في مجال التراث الإماراتي الأصيل. لا تقتصر خبرته الواسعة في مجال الإعلام على الإذاعة فقط بل تشمل تقديم أهمّ البرامج وإعدادها. كما ولا تخلو أعمال الكاتب والسيناريست ومؤلف الدراما من المواقف الكوميدية، كما في مسلسل "زمن الطيبين، في الوقت الذي استمتع الجمهور بمسلسل "فات الفوت" الذي يعيدنا إلى حقبة الستينات عبر سرد مجموعة من القصص التراثية في إطار كوميدي شعبيّ نتعرف من خلالها إلى عائلة "بو هلال" و"عتيق" على هامش حادثة غرق "مركب دارا" أو ما يُعرف بتايتانيك الخليج الذي توفي على متنه حوالي 238 شخصاً وكان من بين الناجين المهندس عبود الذي درس الهندسة في الهند وقرر العودة إلى الإمارات.

ـ بين التمثيل والتأليف ـ

نجح سلطان النيادي في أن يجمع بين التمثيل والتأليف، وبرع في إظهار أسلوبه الساخر الفريد من خلال مواسم "طماشة" الستة حيث استقطب نسبة عالية من المشاهدين سنة بعد سنة فترك علامة فارقة في تاريخ الدراما المحلية. شارك في عدة مسلسلات كممثّل فدخل قلوب المشاهدين من دون استئذان من خلال تجسيده ببراعة ودقّة لشخصيات مختلفة. أسلوبه في الكتابة يعتمد على تجدّد الأفكار بعيداً عن الملل والأفكار النمطية وهذا ما نال إعجاب المتابعين في مسلسل "طماشة" الاجتماعي الكوميدي الذي يُعرض حصرياً على شاشة تلفزيون دبي ويتناول في كلّ حلقة موضوعاً مختلفاً يركّز من خلاله على القضايا الاجتماعية، والثقافية والتراثية التي تتمتع بميزة الطابع المحلي والعربي في آن معاً ضمن إطار ساخر يعشقه المشاهد. فالنيادي يعتمد على التنوّع في مسلسلاته وهذا ما يزيد من شعبية أعماله التي تستقطب نسبة عالية من المتابعين نظراً لسعيه الدائم خلال سنوات عطائه وتميّزه إلى تقديم أعمال إبداعية راقية من حيث مضمونها ورسائلها. فقد سلّط الضوء من خلال مسلسل "طماشة" على عددٍ من المسائل التي تهمّ المشاهد بأسلوب يجمع بين المتعة والمضمون الهادف. وهذا بالفعل ما جعل أعماله الدرامية والكوميدية الإماراتية تترسّخ في ذاكرة الجمهور.



التعليقات