حملة الامل... خلال 3 ساعات توفر حياة كريمة لمواطنة متعففة

حملة الامل... خلال 3 ساعات توفر حياة كريمة لمواطنة متعففة
رام الله - دنيا الوطن
خلال 3 ساعات فقط ، تمكنت حملة “الأمل “، من توفير حياة كريمة للمواطنة ” أم علي “، التي تعرضت لانتكاسة كبيرة بحياتها ، عندما استغل زوجها غيابها لتأدية العمرة ، وباع منزلها في جنين مع كافة الأثاث ، ولم يبقى لها شيئاً أو مأوى ، فوفرت لها الحملة كافة متطلبات المعيشة بدعم وتبرع سخي من أصحاب الأيادي البيضاء .

حكاية أم علي
لم تصدق المواطنة أم علي ، من مخيم جنين ، عندما شاهدت طواقم “الامل “، تلبي صرختها وتغيثها بعدما أغلقت أمامها الابواب ، وتقول ” تزوجت من سنوات ، من فلسطيني من الداخل ، استقرينا في منزلنا المسجل باسمي ، وعشنا سوية أرعاه واهتم بشؤونه لكبر عمره “، وتضيف ” عندما عدت من العمرة ، اكتشفت جريمته وغدره لي ، باع منزلي بعدما زور الاوراق وهرب مع اسرته للداخل ، تركني بلا رحمة أو شفقة دون مأوى ومصدر دخل “.

حياة البؤس والشقاء
قدمت المواطنة الخمسينية ، أم علي شكوى للجهات الرسمية ، وأوكلت محامي لمتابعة قضيتها التي تحتاج لوقت ، لكنها وجدت نفسها في الشارع دون مساعدة ، وتقول ” ضاقت الدنيا بوجهي ولم أجد مأوى ، والمحامي ابلغني أن القضية تحتاج لوقت أمام المحاكم ، مما زاد معاناتي وحزني ، فلا يوجد لي مصدر دخل أعتاش منه ، ولا أملك بعدما باع زوجي كل شيء حتى شيكل واحد “، وتضيف ” وجهني الجميع لحملة الامل التي ترعى وتتابع وتساعد المنكوبين أمثالي ، فسارعت للتوجه للصحفي علي سمودي ، الذي كتب قصتي و نشرها عبر صفحة حملة “الأمل ” ، وبعد ساعات فوجئت بقدوم شاحنة كبيرة لمكان المنزل الذي استاجرته في المخيم ، وقامت طواقم حملة الامل بتأثيته وانقاذي من التشرد والفقر والبؤس ، وتوفير حتى الطعام لي “.

تلبية النداء
مؤسس ومنسق حملة “الأمل “، الصحفي علي سمودي ، قال ” ان الحملة ، تولي اهتماماً كبيراً للعائلات المتعففة والمهمشة ، وفي ظل المعاناة المريرة التي تعيشها المواطنة أم علي ، والتي تحتاج قضيتها أمام المحاكم لفترة طويلة ، قررنا تبني قضيتها ونشرت قصتها وصرختها مناشدأ أهل الخير مؤازرتها خاصة في شهر رمضان المبارك “، ويضيف ” خلال دقائق ، بدأت التبرعات تتوارد ، وحظيت قصة أم علي باهتمام ومتابعة أهل الخير الذين قدموا تبرعاتهم السخية لانقاذها ولتعيش مستورة حتى تنهي المحاكم قضيتها “.

زمن قياسي
خلال زمن قياسي ، قاد السمودي طواقم المتطوعين من حملة “الأمل ” لمنزل المواطنة أم علي الذي استأجرته في مخيم جنين ، وقضت فيه عدة أيام دون طعام أو فراش ، نامت على فرشة وبحرام واحد ، وباشرت بتجهيز المنزل ، ويقول السمودي ” بفضل كرم وسخاء أصحاب الايادي البيضاء من المحسنين والمحسنات الكرام ، وفرنا للمواطنة أم علي ، سرير مع فراش وحرامات وسجادة ، ثلاجة ومروحة وفرن غاز ، طقم ضيوف ، جرة غاز ، ملابس وأغطية ورزمة من المواد التموينية واللحم والدجاج لتعيش أيام رمضان كباقي المسلمين دون معاناة وحرمان “، وأضاف ” بحمد الله ورعايته ، قامت طواقم الحملة ، بتجهيز المنزل ، وحققت للمواطنة أمنيتها بالعيش الكريم ، وذلك ، ضمن مبادراتنا الخيرية التي لم تتوقف طوال السنوات الماضية خاصة في بناء وتأثيت منازل الفقراء والايتام والمهمشين “.

فرحة كبيرة
وعبرت المواطنة أم علي ، عن فرحتها الكبيرة ، وقالت ” رغم حزني ووجعي وقهري ، فان هذه المبادرة الخيرية لحملة “الأمل “، اعادت لي الفرحة والسعادة بعد أيام من المعاناة والحزن والدموع ، وما حصل معي لا اصدقه ، كنت أتمنى أن أنام دون وجع وأحصل على الطعام ، وخلال ساعات وفرت لي الحملة كل شيء “، وأضافت ” من اعماقي أشكر حملة الامل التي تبنت قضيتي وفرجت كربي ورفعت كاهل المعاناة عني ، وأشكر اهل الخير الذين وقفوا لجانبي وفرجوا كربي بتبرعاتهم السخية ، واتضرع لرب العالمين أن يجعل ذلك بميزان حسناتهم “.

صور أخرى
تشكل المواطنة أم علي ، نموذجاً لمعاناة المئات من العائلات المتعففة التي فتكت بها ظروف الحياة التي تحولت لجحيم ومعاناة ، لكن في ظل الحملات والمبادرات المستمرة لحملة “الأمل “، التي يقودها الصحفي علي سمودي للعام السابع على التوالي ، ومن خلال نشر قصصه التي يكتبها في صحيفة “القدس” ، تحظى بتبرعات أهل الخير التي ساهمت في تغيير حياة العشرات من العوائل وتوفير الحياة الكريمة لها ، كما حدث مع المواطنة أم محمد من مخيم جنين ، فالحملة ، انتشلت عائلتها من عالم الفقر وفتحت أمامها أبواب الفرح والامل .
تقول أم محمد ” أنا الزوجة الرابعة ، وزوجي طاعن بالسن ولم يعد قادر على العمل وتوفير متطلبات معيشة أطفالي الخمسة وبينهم ثلاثة يعانون من أمراض مزمنة ، وعلاجهم بحاجة لمصاريفة باهظة “، وتضيف ” لا يوجد لنا مصدر رزق ، وبسبب الفقر وعدم قدرة زوجي على توفير رغيف خبز لنا ، أعمل احيانا بالمنازل ، أخاطر واعمل واترك أطفالي وحدهم ، لكن ما أجنيه لا يوفر لنا متطلبات معيشتنا وأدوية أطفالي “.

الامل المنقذ
تروي أم محمد ، أنها توجهت لحملة “الأمل “، وتقول ” في ظل حياة القهر والمعاناة والعجز ، وعدم حصولي على مساعدة ، قرعت أبواب حملة “الأمل ، وكتب الصحفي علي سمودي التي نشرت في صحيفة “القدس “، فاستجاب أهل الخير لصرختي وقدموا لنا تبرعاتهم السخية “.
ويقول السمودي ” تعتمد حملة “الأمل “، على نشر قصص وحكايات المتعففة في صحيفة “القدس”، لايصالها لاهل الخير وتحفيزهم على مساعدتهم والتبرع لها ، ونحرص على الحفاظ على تعفف المواطنين وكرامتهم وعرض قصص تراعي انسانيتهم وحياتهم بين الناس ، فهدفنا الوصول للعائلات المتعففة التي ترفض حياة التسول والشفقة وتكريمها بطريقة مناسبة وفق ما حثنا عليه رب العالمين في القران الكريم “، ويضيف ” في كل يوم ، نحقق انجاز كبير بفضل كرم أهل الخير الذين يتفاعلون مع قصص الناس ويسارعون لتقديم تبرعاتهم السخية سواء النقدية والعينية عبر حملة “الأمل “، التي تنوب عنهم في اكمال الرسالة وتأدية الامانة واعادة الفرحة والسعادة لحياة الناس “.

تحقيق الامنيات
يشعر الصحفي علي سمودي ، بفخر واعتزاز لما يحققه قلمه من انجازات يومية شكلت نقلة نوعية في حياة المواطنين ، فهو يكرس قلمه لكتابة القصص بطريقة انسانية مؤثرة ، والتعبير عن مشاعر الناس بشكل يسهل وصول القصص وتأثيرها على القراء الذين اصبح العشرات منهم ، من مؤازري وداعمي الحملة الدائمين ، ويقول السمودي ” خلال 7 سنوات ، اصبحت حملة “الأمل ” عنوان للخير والتكافل ، تفتح أبواب الأمل أمام أهل الخير لتأدية واجبهم الديني والوطني والانساني تجاه أبناء شعبهم احياءاً لقيم الاسلام العظيم في التكافل والتراحم ، فما تكاد تنشر قصة في صحيفة “القدس”، حتى يسارع أهل الخير لتقديم تبرعاتهم “، ويضيف ” بعدما اثبت الحملة موضوعيتها ومهنيتها ومصداقيتها في كل ما تنشره ، اصبحت مصدر ثقة كبيرة لدى أهل الخير الذين اصبح بعضهم من الداعمين والمؤازرين المستمرين للحملة ، التي تمكنت من بناء 3 منازل واعمار وتأثيت واصلاح 20 منزلاً وتوفير حياة كريمة لاصحابها “، موضحاً أن أخر مشروع اعمار وتأثيت نفذته الحملة ، بلغت تكاليفه 60 ألف شيكل لارملة متعففة وايتامها “.

حكاية أم محمد
وبالعودة لحكاية أم محمد من مخيم جنين ، قال السمودي ” انها مواطنة شجاعة ومكافحة ، ضحت بحياتها لتربية ورعاية وعلاج أطفالها ، وتعيش في منزل بائس ولا يتوفر فيها شيء ، ويعاني أطفالها المرض والبؤس والفقر “، واضاف ” بفضل تبرعات أهل الخير ، وفرنا لها ماكينة خياطة لتعمل عليها وتعيل أطفالها ، كما قامت الحملة بفرش المنزل بالسجاد والفراش وتزويدها وأطفالها بحرامات ومخدات واغطية ، ووفرنا لها غاز وجرة غاز وصوبة وطقم ضيوف “، واكمل ” تمكنت الحملة ، من شراء الادوية لاطفالها ، وطوال شهر رمضان ، زودناهم بالمواد التموينية والغذائية واللحوم وفي العيد سلمناها كسوة لاطفالها الخمسة “.

حياة سعيدة
في ظل جهود حملة “الأمل “، تغيرت حياة المواطنة أم محمد ، التي لا تغادر الابتسامة محياها بعد سنوات من الحزن ، وتقول ” لاول مرة منذ سنوات ، يشعر أطفالي بالسعادة والفرح ، فقد كرمنا رب العالمين بحملة “الأمل “، التي وفرت لهم حتى حلوى الاطفال والملابس والفراش ولم نعد نحتاج أحد “، وتضيف ” أعمل حالياً على الماكينة ، واكافح لتوفير حياة كريمة لاطفالي واشكر حملة “الامل” وأهل الخير الذين انقذونا ورفعوا كاهل المعاناة عنا ، فعشت رمضان بفرحة وسعادة بعد حزن ودموع لم تجف “.

رمضان الخير والكرامة
ونفذت حملة “الأمل “، خلال شهر رمضان المبارك، حملة خيرية جديدة بعنوان ” رمضان الخير والكرامة “، وفرت كما يقول منسقها الصحفي علي سمودي ” كافة احتياجات المئات من العائلات المتعففة من مواد تموينية وغذائية ولحوم ودجاج ، كما شملت توزيع طرود تموينية وخبز وحلويات ومساعدات مالية “، موضحاً أن الحملة لم تتوقف طوال الشهر الفضيل ، مؤكدة أنها عنوان للتكافل وأن الخير سمة اصيلة لدى شعبنا الذي قدم تبرعاته السخية التي حققت امنيات المواطنين بالعيش الكريم كباقي المسلمين في رمضان .