طبيب غزي يتمكن من علاج مريض من الضفة الغربية

طبيب غزي يتمكن من علاج مريض من الضفة الغربية
الدكتور أحمد الجدبة
خاص دنيا الوطن- أسامة الكحلوت
كسر طبيب غزى الروتين الطبي بعلاج مواطن من الضفة الغربية جاء للقطاع بهدف العلاج، حيث لا يزال كل مرضى قطاع غزة الذي يستعصى علاجهم داخل القطاع يحولون إلى مشافي الضفة الغربية والداخل.

"الحمدلله" كانت أول كلمة ينطق بها الأربعيني محمد العواجنة من الضفة الغربية، بعد بكاء طويل تخلله احتضان لزوجته التي ترافقه، واحتضان طبيبه المعالج، تبعه فرحة سترافقه طول العمر، متمنياً أن يحتضن ابنه الذي ما يزال في الضفة الغربية بعدما تراجعت نفسيته بفقدانه لحنان صوت أبيه.

محمد العواجنة من منطقة العوجا بأريحا، تعرض لرائحة نفاذة وسامة وهو يقوم بإعادة فحص وإصلاح إحدى خطوط التليفونات أفقده صوته حينما شعر بجفاف في حلقه ودوار في رأسه، لم يفيق على نفسه إلا وهو في إحدى مستشفيات رام الله تلقى خلالها العلاج على مدار ثلاثة أيام في محاولة لاستعادة صوته، وباءت بالنهاية بالفشل.

تنقل العواجنة بين عدة مستشفيات في الضفة الغربية والداخل، في محاولة منه للشفاء واستعادة صوته ولكن كل محاولاته انتهت دون علاج.

وخلال جلوس زوجته على التلفاز تنقل بين القنوات الفضائية، شاهدت حلقة حول مشاكل الإذن والحنجرة وضيفها الدكتور أحمد الجدبة الذي استعرض خلالها حالات استعادة النطق، وكان هذا بداية طوق النجاة لعواجنة.

تواصلت زوجته على الفور مع د الجدبة لمحاولة إيجاد حلول لعلاج زوجها، وانطلق بعدها عواجنة من الضفة الغربية لقطاع غزة للعلاج على يد د الجدبة، وكانت هنا في غزة بداية الأمل والعلاج على مدار أشهر.

وبعد إجراء عمليات المنظار وبدء علاجه على يد د الجدبة في قطاع غزة، استمرت الجلسة الأولى 45 دقيقة والثانية بتحديد المشكلة حيث الحروق في أسفل الأوتار نتيجة استنشاق المادة السامة، وانتهت بالعملية "المفاجئة"، كما اسماها الطبيب المعالج والتي استغرقت 30 دقيقة.

انتهت العملية بنجاح بعدما نادى عواجنة على ابنه عبود المحبب لقلبه خلال العملية، وخرج الصوت بصوت خافت، وتحولت غرفة العمليات إلى صالة أفراح يملؤها الزغاريت والتهنئة والأحضان.

وشكر العواجنة مجمع الشفاء الطبي الذي احتضنه وقسم الأنف والأذن والحنجرة بكافة طواقمه، وخص بالذكر الطبيب المعالج د احمد الجدبة، كما شكر طواقم مجموعة الاتصالات التي سهلت مهمة علاجه منذ لحظة خروجه من بلدته إلى أن وصل قطاع غزة، والتواصل معه إلى أن شفي تماماً واستعاد صوته.

وبعد نجاح العملية تبرعت شركة الاتصالات لمجمع الشفاء الطبي بجهاز  منظار الحنجرة والقصية الهوائية قيمته 80 ألف دولار، نتيجة نجاح طواقمها بعلاج احد موظفيها.

وثمن الطبيب المعالج لعواجنة د احمد الجدبة هذا التبرع السخي من شركة الاتصالات، حيث اعتبر هذا الجهاز متطور جداً وهو تشخيصي وعلاجي وتعليمي، كما انه يستطيع إزالة الأجسام الغريبة من القصبة الهوائية والرئتين بسهولة ومن خلاله نستطيع اخذ عينات للفحص من تلك الأماكن المذكورة، إضافة إلى انه تعليمي يستطيع أكثر من طبيب أن يرى الجسم الغريب في آن واحد وتشخيص المشكلة على الفور، ويرسل الصورة للخارج ومن ثم يتم معالجتها على اثر هذه الصور بالليزر إن احتاج الأمر.

وذكر أخصائي الأنف والأذن والحنجرة د الجدبة بأنه يتم تشخيص ما يقارب من 30 حالة اسبوعياً وإجراء، وتمكن خلال عمله من إعادة النطق لعشرات الحالات التي فقدت النطق من مؤثرات عصبية وصوتية.

وأكد د الجدبة انه رفض تقاضي أي أتعاب أو مقابل مادي بعد علاج الحالة، مقابل تبرع الاتصالات بالجهاز لوزارة الصحة، حيث استغرق علاجه 17 يوم بواقع ست ساعات يومياً.

وعلى الرغم من مرور فترة على قصة النجاح التي سطرها الطبيب الغزي، إلا أن "دنيا الوطن" أصرت على نشر قصة النجاح التي سطرها الطبيب الغزي.


التعليقات