في العيد.. كرسي الحلاقة أهمّ من كرسي الرئاسة

في العيد.. كرسي الحلاقة أهمّ من كرسي الرئاسة
توضيحية
خاص دنيا الوطن – كمال عليان
يبدو أن "كرسي الحلاق" قد بدأ يأخذ مكانته المميزة هذه الأيام، خصوصاً مع انتهاء شهر رمضان وبزوغ هلال أول أيام عيد الفطر السعيد، حيث يأخذ الجالس على كرسي الحلاقة الأضواء أكثر ممن يجلس على "كرسي الرئاسة"، حسب ما علق به بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

ويبدأ "كرسي الحلاق" بتصدر الموقف مع اقتراب الأعياد في قطاع غزة، حيث يحرص الجميع على حلاقة شعرهم وتحفيفها، للظهور بمظهر جيد خلال أيامه المباركة، الأمر الذي يزيد من الضغط على الحلاقين من الزبائن الذين يسارعون إلى حجز أماكنهم مبكراً.

وقد تصل في بعض صالونات الحلاقين الأمور إلى حد "النزاع على الكرسي"، حيث تشهد بعضها مشادات كلامية، أو التطاول باليدين بين الزبائن.

نائل أبو الطرابيش صاحب صالون حلاقة شمال غزة يؤكد لـ"دنيا الوطن" أن الأيام التي تسبق الأعياد تشهد ضغطاً كبيراً من قبل الزبائن على الحلاقة، لدرجة أن الصالون لا يسع بعضهم، مما يضطرهم إلى الجلوس خارجه بانتظار الدور.

ويقول: "قد تقع بعض المشاكل بين الزبائن نتيجة حرص الجميع على الجلوس على كرسي الحلاقة، لدرجة أنني بدأت أشبهه بكرسي الرئاسة، من شدة اهتمام المواطنين به وسعيهم للجلوس عليه".

وأشار أبو الطرابيش إلى أنه يلجأ إلى إغلاق هاتفه المحمول قبل أيام من اقتراب حلول العيد، لتجنب الوقوع في إحراج مع أصدقائه وأقاربه الذين يتصلون به للظفر بحجز الكرسي.

ويحاول الحلاق أبو الطرابيش تخفيف حدة المشاكل بين الزبائن على كرسي الحلاقة بتوزيع أوراق فيها أرقام أدوارهم، خصوصاً وأن الدور يصل إلى ساعات وبعض الأحيان طوال اليوم.

ويتعمد المواطنون في غزة –خاصة فئة الشباب- التأخر في الذهاب إلى الحلاق، ويجعلوه المحطة الأخيرة من محطات التجهيز للعيد بعد شراء الملابس، ويتوجهون إليه في ساعة متأخرة من ليلة العيد.

ويؤكد الشاب محمد أبو ندى في منشور له على (الفيسبوك) أن كرسي الحلاقة هذه الأيام أهم من كرسي الرئاسة في عيون الناس، لما عليه من ضغط ودور طويل للظفر بجلسته.

ويقول إنه ومنذ ساعات الظهر إلى قريب صلاة المغرب بقي يصطف على الدور في صالون الحلاقة الخاص به، لافتاً إلى أنه لم يصدق أنه جلس على كرسي الحلاق أخيراً بعد طول انتظار.

وبحسب آخرين، فإن إمكانية الظفر بالجلوس على كرسي الحلاقة لا يمكن أن تأتي بسهولة، إلا إذا كنت صاحب واسطة قوية مقرّبة إلى الحلّاق، وتلك الطريقة التي يستعين بها بعض الشباب.

وليس غريباً أن تكون إحدى أمنيات الشباب هذه الأيام، هي الحلاقة خلال موسم العيد دون الانتظار كثيراً عند الحلّاق لساعات ربما تمتد إلى الساعات الأولى من يوم العيد الأول.

ويمثل الذهاب إلى الحلّاق أحد أهم الطقوس التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة، مع اقتراب حلول العيد.

فيديو أرشيفي: حلاق فلسطيني يشعل النار على رؤوس زبائنه

 

التعليقات