المطران حنا يستقبل وفدا من ابناء الكنيسة الارثوذكسية الانطاكية بأمريكا

المطران حنا يستقبل وفدا من ابناء الكنيسة الارثوذكسية الانطاكية بأمريكا
رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد من ابناء الرعية الارثوذكسية الانطاكية في الولايات المتحدة وتحديدا من مدينة نيويورك وهم من اصول سورية ولبنانية واردنية وفلسطينية وقد وصلوا الى الاراضي الفلسطينية في زيارة حج الى الاماكن المقدسة في فلسطين ابتدأت صباح اليوم بمدينة القدس ومن ثم ستتم زيارة كافة الاماكن والمزارات المقدسة في بلادنا .

ابتدأت زيارة الوفد لمدينة القدس بلقاء المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة حيث تجول الوفد داخل الكنيسة واستمعوا الى شروحات وتوضيحات عن تاريخها واهميتها واهم المواقع الموجودة  فيها لا سيما القبر المقدس والجلجلة .

وامام القبر المقدس اقيمت الصلاة على نية الوفد المكون من 70 شخصا كما اقيم دعاء خاص من اجل السلام في سوريا وفي سائر ارجاء مشرقنا العربي ومن اجل تحقيق العدالة في فلسطين الارض المقدسة .

وفي كنيسة نصف الدنيا استمع الوفد الى كلمة المطران الذي رحب بزيارة وفد ابناء الكنيسة الانطاكية في امريكا لمدينة القدس ، نحن سعداء بزيارتكم للمدينة المقدسة وقد اتيتم من الكنيسة الانطاكية الشقيقة التي يربطنا واياها الايمان الواحد والجذور الرسولية الواحدة .

فإذا ما كانت القدس هي ام الكنائس وفلسطين هي مهد المسيحية فإن انطاكيا الشقيقة هي الكنيسة التي تسمى بها المسيحيون بهذه التسمية للمرة الاولى والقديسين الرسولين بطرس وبولس اسسا الكنيسة الانطاكية الشقيقة قبل ان يتوجها الى اماكن اخرى .

فكل التحية للكنيسة الانطاكية في امريكا وكل التحية لابناءنا الذين يعيشون هناك ومازالوا محافظين على ايمانهم وتراثهم وهويتهم الروحية ، ان وجودكم في المجتمع الامريكي المتعدد الثقافات لم يجعلكم تبتعدون عن كنيستكم وايمان اباءكم واجدادكم ، ان حضورالكنيسة الارثوذكسية في امريكا هو حضور نفتخر به ونتمنى لكنائسنا هناك بأن يحفظها الرب الاله ويصونها لكي تبقى امينة برسالة الانجيل وقيمه في عالمنا .

نصلي من اجل الكنيسة الانطاكية الشقيقة هذه الكنيسة التي تعيش آلام ومعاناة وجراح الشعب السوري الشقيق ونذكر بنوع خاص اخوينا المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم وكافة المخطوفين والمتألمين والمشردين ، نتضامن مع اخوتنا السوريين في محنتهم ونتمنى ان يعود السلام لسوريا التي نحبها كما ونتمنى ان يعود السلام لمشرقنا العربي الذي يعصف الارهاب والعنف ببعض بلدانه مستهدفا الابرياء والمواطنين الامنين .

رسالة تضامن من رحاب القدس الشريف نرسلها لانطاكيا الشقيقة مع صلواتنا وادعيتنا بأن يعود السلام والامن الى سوريا التي نتمنى لها دوما كل الخير .

القدس وانطاكيا كنيستان شقيقتان وستبقى المحبة قائمة فيما بيننا والوحدة والاخوة لسان حالنا اما الخلاف الحاصل في الاونة الاخيرة فنحن متأكدون بأنها سحابة صيف ستزول لان المحبة هي اقوى من كل شيء ، ولان ما يتعرض له المسيحيون في مشرقنا العربي بشكل عام يحتاج الى مزيد من الاخوة والتعاضد واللُحمة والتعاون فيما بيننا .

نحن نعيش في مرحلة عصيبة مضطربة تحتاج الى ان نكون معا لان وحدتنا هي قوة لنا في دفاعنا عن تاريخنا وتراثنا وايماننا وحضورنا العريق في هذا المشرق العربي الذي لن يغيب عنه وجه المسيح رغما عن كل الالام والجراح والمعاناة .

اما نحن في فلسطين فنزيفنا ما زال مستمرا ومتواصلا وآلام ومعاناة شعبنا الفلسطيني هي آلامنا ومعانتنا جميعا ، نحن في فلسطين اصحاب قضية عادلة وعندما نتحدث عن فلسطين وعدالة قضيتها نحن نتحدث كشعب فلسطيني واحد .

نريد ان نحيا بحرية وكرامة في وطننا ويحق لشعبنا الفلسطيني ان ينعم بالحرية التي في سبيلها قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام.

تعرض شعبنا لنكبات ونكسات كثيرة ولكنه ما زال صامدا وثابتا ومتمسكا بحقوقه وثوابته الوطنية .

هنالك من يتآمرون علينا ويخططون لتصفية قضيتنا الفلسطينية ، اولئك الذين تآمروا على سوريا وعلى مشرقنا العربي هم ذاتهم اعداء فلسطين الساعون لتصفية هذه القضية التي تعتبر اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .

لقد اصبح عدد المسيحيين في فلسطين لا يتجاوز ال 1% بسبب ما ألم بنا وبشعبنا الفلسطيني، هنالك تراجع خطير وغير مسبوق في اعداد المسيحيين في فلسطين ، ونزيف الهجرة مستمر ومتواصل وفي كل يوم نسمع عن عائلات واسر مسيحية تغادر فلسطين بسبب الاوضاع التي نمر بها وهم يذهبون الى كثير من الدول العالمية ولكنهم يعيشون دوما حالة حنين وتوق الى وطنهم الام .

نتمنى ان تتحقق العدالة في هذه الارض المقدسة لكي يعيش ابناء هذه الديار بأمن وسلام ولكي يبقى الفلسطينيون في وطنهم ، فلسطين لابنائها وستبقى كذلك رغما عن كل المظالم التي يتعرض لها شعبنا والفلسطينيون متمسكون بوطنهم ودفاعهم عن عدالة قضيتهم ، انهم متمسكون بالقدس عاصمة روحية ووطنية لهم ومتمسكون بحق العودة الى هذه الارض المقدسة.

المسيحيون الفلسطينيون هم مكون اساسي من مكونات شعبنا ويفتخرون بتاريخهم المجيد وانتماءهم للكنيسة الام التي انطلقت رسالتها من هذه الارض المقدسة .

المسيحيون الفلسطينيون متمسكون بإيمانهم ويفتخرون بانتماءهم الروحي كما انهم يفتخرون بانتماءهم للشعب الفلسطيني المناضل من اجل الحرية.

نتمنى من كنيستكم ومن كافة الكنائس المسيحية في امريكا وفي العالم بأسره بأن تبقى نصيرة لشعبنا في نضاله المشروع من اجل الحرية فقضية فلسطين هي قضيتنا جميعا وهي قضية كل انسان عنده مبادىء انسانية واخلاقية وروحية.