العيد في غزة: فرحة خجِلة..وأسعار ليست في متناول الجميع

العيد في غزة: فرحة خجِلة..وأسعار ليست في متناول الجميع
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- آلاء البرعي
"لن أقوم بشراء ثياب جديدة لأطفالي الأربعة هذا العيد وسألجأ للمستعمل والرخيص"، هذا ما قرره الثلاثيني أحمد العاوور، الذي يعمل موظفا حكوميًّا، بسبب ارتفاع أسعار الملابس بشكل كبير لا يناسب دخله الشهري.

لم يجد العاوور أيّة ملابس رخيصة الثمن في المحال التجاريّة، ولم يكن أمامه خيار سوى ملابس الباعة المتجوّلين الذين يبيعون بضاعتهم بأقل مما تبيع به المحلات التجاريّة.

شراء المستعمل

وقد أصبح من اللافت إقبال الأسر الفقيرة على أسواق الملابس المستعملة كبديل عن تلك الجديدة، وهو ما يفسد على الناس فرحة العيد، لكونها مرتبطة بشراء الثياب الجديدة للأطفال تحديداً.

 وخلال جولة على أسواق ومحلات الملابس شرق مدينة غزة، رصدت "دنيا الوطن" إقبال بعض الأسر على البضائع المعروضة على الأرصفة المنتشرة في الشوارع الرئيسية، وذلك لشراء ملابس العيد.

تقول الخمسينيّة رحمة الحاج: إنها جاءت لشراء ملابس جديدة لبناتها الثلاث، ولم تتمكن سوى من شراء الإكسسوارات الخفيفة التي ستقوم بوضعها على ملابس موجودة لديها منذ العام الماضي، بسبب زيادة الأسعار بشكل غير مسبوق، قائلةً: "أحاول أن أوفر لهم أقل القليل حتى أدخل الفرحة عليهم".

أما الشابة العشرينيّة ابتسام محمد فكانت ترتاد محلات الملابس الموجودة في وسط البلد لشراء ثياب العيد لابنها الصغير الذي لم يتجاوز الستة أعوام، لكنها اضطرت للمجيء إلى سوق الشجاعيّة بعد جنون الأسعار، باعتباره السوق الأقل أسعاراً على حد تعبيرها.

أما معين عبد العاطي (موظف) فيقول: إنه اضطر لاستدانة مبلغ من المال من أحد أقاربه لشراء ملابس العيد لأطفاله بعد ارتفاع الأسعار عن الأعوام السابقة.

قامت مراسلة "دنيا الوطن" بسؤال محمد الناعوق أحد أصحاب المحال التجاريّة للحصول على رد حول ارتفاع الأسعار فأجابها بقوله: "ارتفاع الأسعار خارج عن إرادة التجار لأنه يعود إلى ارتفاع سعر الوقود الذي تسبب في زيادة تكلفة النقل والتعبئة والتغليف وفواتير الكهرباء والضرائب ورواتب العاملين".

جشع التجار

لكن خبراء الاقتصاد وأعضاء جمعيات حماية المستهلك، يرون أن ارتفاع أسعار الملابس سببه جشع بعض التجار ورغبتهم في الحصول على نسبة أكبر من الربح، مستغلين موضوع الوقود كذريعة لذلك.

بدوره، رأى معين رجب أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة الأزهر، أن حركة الأسواق الضعيفة" ترجمة حقيقة لما لدى المواطنين من سيولة نقدية"، مستدركًا: "هذه الفئات غير قادرة على شراء احتياجات العيد، وإن اضطرت فإنها سوف تستدين أو تشتري الضروري"، مؤكدًا أن الفئة "المقتدرة" (التي تستطيع شراء حاجيات العيد) قليلة جدًا.

ويرى رجب أنه يمكن تعويض التكاليف الناتجة عن رفع أسعار الوقود عبر بيع عدد أكبر من القطع وجذب المزيد من المشترين، وليس فقط من خلال زيادة الثمن.

ويطالب رجب بالتوسع في إنشاء جمعيات حماية المستهلك بالمحافظات المختلفة، وقيامها بدور فعّال في تحديد أسعار السلع والخدمات وضمان جودتها.

وبحسب تقرير صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فإن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة للعام العاشر على التوالي، رفع نسبة الفقر بين سكانه إلى 65%.

وذكر المركز في تقريره، أن نسبة البطالة في غزة ارتفعت في الآونة الأخيرة إلى 47%، وأن 80% من سكان القطاع باتوا يعتمدون على المساعدات الخارجية لتأمين الحد الأدنى من متطلبات المعيشة اليوميّة.

التعليقات