المطران حنا يستقبل وفد من الشخصيات الإسلامية ببيت لحم

المطران حنا يستقبل وفد من الشخصيات الإسلامية ببيت لحم
رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم الجمعة وفد كبير من الشخصيات الاسلامية الوطنية والاعتبارية والاجتماعية وذلك من محافظة بيت لحم.

وقد ضم الوفد الكبير 300 شخصا من مدينة بيت لحم والقرى والبلدات المجاورة وقد وصلوا الى المدينة المقدسة بمناسبة الجمعة الاخيرة من شهر رمضان .

وقد استهل الوفد زيارته لمدينة القدس بلقاء المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة ومن ثم في كاتدرائية مار يعقوب حيث كان لسيادته كلمة ترحيبية بالوفد الاتي الينا من محافظة بيت لحم .

وقال المطران في كلمته التي قوطعت بالتصفيق عدة مرات بأننا نرحب بزيارتكم لكنيسة القيامة ونعبر عن سعادتنا وافتخارنا بكم ونود ان ننتهز مناسبة قرب الاحتفال بعيد الفطر لكي نهنىء اخوتنا المسلمين في فلسطين وفي الوطن العربي وفي العالم بأسره بهذه المناسبة السعيدة .

نستقبلكم في هذا المكان المقدس بكل محبة واحترام وتقدير ونستذكر واياكم اللقاء التاريخي الذي جمع بطريرك القدس صفرونيوس والخليفة عمر بن الخطاب وذلك في القرن السابع للميلاد حيث كان لقاء محبة واحترام وانطلاقة علاقة اخوية بين المسيحيين والمسلمين في هذه البقعة المقدسة من العالم .

ان رسالتنا من قلب القدس في هذا اليوم هي اننا شعب فلسطيني واحد لا يقبل القسمة على اثنين ، قضيتنا الوطنية تجمعنا وتوحدنا ، عشقنا وانتماءنا وتشبثنا بالقدس ومقدساتها هو قاسم مشترك يجمعنا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد .

نستقبلكم في هذا المكان المقدس الذي يعتبره المسيحيون قبلتهم الاولى والوحيدة وهو المكان الذي يعتبر من اهم الاماكن الدينية المرتبطة بالعقيدة والايمان المسيحي ، نستقبلكم وايادينا ممدودة وقلوبنا مفتوحة كما هي ابوابنا دوما من اجل ان نعمل معا وسويا في دفاعنا عن وطننا وفي حفاظنا على قدسنا ومقدساتنا ومن اجل ان نحافظ على النموذج الفلسطيني المتميز في الوحدة الوطنية والانسانية والعيش المشترك .

هنالك اعداء يتربصون بنا ويسعون للنيل من وحدتنا وعزيمتنا وارادتنا ، هنالك متآمرون كثيرون يسعون لتفكيك مجتمعاتنا واثارة الضغينة والطائفية في صفوفنا وبين ظهرانينا ، وهنالك اموال تغدق بغزارة من اجل تمرير هذا المشروع المشبوه وهنالك اشخاص سخّروا انفسهم في خدمة هذا المشروع الاستعماري الذي نعرف من يموله ويغذيه وهدفه تدمير مجتمعاتنا والنيل من وحدتنا واخوتنا وتلاقينا .

يعنينا بشكل مباشر ما يحدث في محيطنا العربي لان فلسطين هي الخاسر الحقيقي من حالة الاضطراب والعنف والارهاب التي تحيط بنا وتستهدف بعضا من اقطارنا العربية .

يتآمرون على سوريا ويتآمرون على غيرها من الاقطار العربية ويدمرون في اليمن وفي ليبيا ويستهدفون العراق الشقيق ، كل من وقف مع فلسطين ودافع عن قضيتها العادلة هو مستهدف تحت مسميات مختلفة ومتعددة ولذلك فإننا من قلب فلسطين نقول بأننا مع سوريا في محنتها والنزيف السوري هو نزيفنا جميعا ، نحن مع اليمن الذي يتعرض لتدمير ممنهج ونتمنى ونطالب بأن تتوقف الحرب الهمجية على هذا البلد ، نتضامن مع العراق وليبيا ومع كافة الاقطار العربية التي استهدفها الارهاب لا بل نقول بأننا متضامنون مع ضحايا الارهاب في كل مكان في هذا العالم بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية او العرقية او المذهبية .

رسالتنا من قلب القدس : لا للارهاب ، لا للعنف والقتل وترويع الابرياء ، لا لاستغلال الدين لاغراض سياسية ، لا لاولئك الذين يلبسون ثوب الدين والدين منهم براء ، لا لاولئك الذين يثيرون الفتن ويسعون لتكريس الثقافة الطائفية الفئوية بدل الثقافة الوحدوية الوطنية العروبية الفلسطينية .

نقول من قلب القدس بأن ادياننا لا تفرقنا ومن يستعملون الدين وسيلة لتفريق الناس عن بعضهم البعض انما يسيئون لرسالة الدين في مجتمعنا وفي عالمنا .

اقول لكم ولكافة المسلمين في بلادنا وفي منطقتنا بأن كنائس مشرقنا العربي وكنائس فلسطين بنوع خاص ستبقى حاملة لرسالة الايمان والمحبة والاخوة ، لن نتخلى عن ايماننا ولن نتخلى عن انسانيتنا ولن نتخلى عن محبتنا لوطننا ورغبتنا الصادقة في بناء جسور المحبة والاخوة والوحدة الوطنية بين كافة مكونات شعبنا .

زيارتكم للقدس هي تعبير صادق عن انتماءكم الروحي والحضاري والوطني بهذه المدينة المقدسة باعتبارها عاصمتنا الروحية والوطنية وحاضنة اهم مقدساتنا الاسلامية والمسيحية.

معا وسويا ندافع عن تاريخنا وتراثنا وقضيتنا الوطنية العادلة ، معا وسويا ندافع عن القدس وعن مقدساتها ، معا وسويا نكرس ثقافة الوحدة الوطنية والعيش المشترك ونبذ الطائفية والكراهية بأشكالها والوانها .

فلسطين هي ارض السلام والمحبة ، فلسطين هي ارض مقدسة اختارها الله لكي تكون مكان تجلي محبته نحو الانسان ، ولتكن رسالتنا في هذا اللقاء ومن قلب مدينة القدس بأننا سنبقى متمسكين بانتماءنا لفلسطين الارض المقدسة قضية وشعبا وهوية وتاريخا وتراثا وانتماء وستبقى رسالتنا دوما من قلب هذه الارض المقدسة رسالة المحبة والاخوة والسلام رسالة فلسطين حاضنة المقدسات والتاريخ والعراقة والاصالة .

اما اعضاء الوفد فقد اعربوا عن سعادتهم وافتخارهم بلقاء سيادة المطران عطا الله حنا هذه الشخصية العربية الفلسطينية التي نفتخر بها جميعا ، ابتدأنا زيارتنا للقدس بزيارة كنيسة القيامة ولقاء سيادة المطران لكي نوصل رسالة شعبنا الى كل مكان في هذا العالم ولكي نقول بأن فلسطين هي ارض المحبة وستبقى ارض المحبة والوحدة والاخوة رغما عن كل اولئك الذين يتآمرون عليها ويتربصون بقضيتها العادلة .