خميس الترك "أبو نادر"من فرسان الزمن الجميل

خميس الترك "أبو نادر"من فرسان الزمن الجميل
شفيق التلولي

تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ رحيل القائد الوطني الكبير والمناضل التاريخي، الصحفي المخضرم والمثقف القدير والإعلامي الجليل خميس الترك "أبو نادر".
هذا الرجل الحر النبيل الذي عرفناه منذ نعومة أظفارنا متنقلاً في كل الساحات ممتشقاً قلمه ومتوشحاً بكوفيته السمراء التي عشقها، دائما كان يصف نفسه بأنه جندي في حركة فتح على الرغم مما أعطى لها الكثير ما يجعله قائداً كبيراُ في عيون كل أبناء الحركة، لكنه آثر على نفسه إلا أن يكون ذلك الجندي المجهول بين صفوف الفرسان الأوفياء المخلصين.
يعتبر "أبو نادر" من الكتيبة الأولى وفرسان الزمن الجميل والكوكبة المضيئة التي رفعت اسم فلسطين وراية فتح عالياً، أسهم في إذكاء العمل الصحفي في غزة وكان من أوائل الذين شكلوا بالعمل الشعبي والإجتماعي والميداني قنطرة عالية يمر من تحتها الأجيال التي تتلمذت على يد أمثال هؤلاء العظماء الذين كتبوا تاريخهم بحروف من نور.
لم يترك مناسبة إلا وكان في المقدمة ولا واجباً وطنياً واجتماعياً إلا ورأيناه في الصدارة، كما أنه أثرى المشهد الثقافي بمشاركاته ومداخلاته وحرصه على حضور كل المناسبات الوطنية والثقافية من احتفالات وندوات وأمسيات ولقاءات وغيرها.
ترجل هذا الفارس الرجل الطيب الكريم الفاضل خميس الترك "أبو نادر" ورحل بصمت بعد فجر ليلة القدر المباركة لينال شرف لقاء ربه في أواخر هذا الشهر الفضيل وهذه الليلة المستحبة إلى الله.
رحل "أبو نادر" ليغادرنا قيمة وهامة وقامة سامقة من قامات الوطن وأحد أعمدة المشهد الإعلامي والثقافي تاركاً أثراً طيباً مباركاً وسمعة شريفة طاهرة وإرثاً نضالياً يُفتخر به.
اليوم يغيب "أبو نادر" عن مسرح الحياة وتفاصيل المدينة التي عرفها وعرفته وستفتقده هذه المدينة مدينة غزة التي أحبها وأحبته، غزة الحزينة كلها على فقدان وفراق هذا الفارس الذي يعتبر رحيله خسارة كبيرة لفلسطين ولفتح اللتان أحبهما وعشقهما وطالما تفانى من أجلهما وعمل بكل جد وكد من أجلهما زاده وزواده فكره الوطني الحر النبيل.
نودعك يا أبا نادر والحزن يملأ قلوبنا ونعزي ذويك زوجك المناضلة الفاضلة "أم نادر" وابنكم الصديق العزيز والزميل الدبلوماسي "نادر" وبناتك وبنيك وأحفادك وآل الترك كافة وعموم شعبنا الفلسطين وحركة فتح والكل الوطني ونسأل الله لك الرحمة والمغفرة والرضوان وأن يلهم ذويك جميل الصبر والسلوان ونحتسبك من عتقاء شهر رمضان الفضيل.
إنا لله وإنا إليه راجعون

التعليقات