العربي الجديد

العربي الجديد
كمال الرواغ

ارتبط اسم فلسطين في وجدان وثقافة الانسان العربي، في  اساس الصراع العربي الاسرائيلي ، وما افرزة من احتلال للمقدسات والارض واغتصاب للهوية الفلسطينية بجميع مفرداتها، وهجرة الفلسطيني وتشتته في مخيمات اللجوء في العالم العربي وتشتته في المنافي من كندا الى تشيلي، واستمر هذا الفكر ولو نظريا عند بعض الدول، بحكم قربها اوبعدها من مركز الصراع، لكنها بشكل او بآخر كانت تدعم الثورة الفلسطينية او بالحد الادنى تقف مع القرارات الامميه التي تأكد حق الفلسطيني بوطنه وأن هذا الاحتلال مرفوض شكلآ ومضمون .

أن مسألة الاحتلال الصهيوني لفلسطين لم تعد حاسمه في شكل العلاقة مع اسرائيل من قبل دول القطب في العالم العربي كما في الماضي، ولم يعد يذكر اسم فلسطين في المعادلة الراهنة ولو من باب العتب، وترك الفلسطيني تحت رحمة التغول الصهيوني والاملاءات والتفرد والسيطرة الامريكية على القرار العربي، بل أصبحت القضية الفلسطينية ثانوية في صراع (الانظمة العربية) ومعركة التسيد وخطب ود الامريكي والاسرائيلي معآ .

لقد اصبح فتح قنوات مع هذا العدو هو هدف لهذة الانظمة، لاستمرار عروشها المرتهن بنفوذها وبقربها من الحضن الامريكي، الذي يمر عبر اللوبي الصهيوني في امريكا ومؤسساته الاعلامية والاقتصادية ومراكز الدراسات والابحاث التي يسيطر عليها، لاخضاع الرأي العام .

إذن نحن أمام حقبه جديدة من الديموغاجيه السياسية التي أطاحت بكل المحرمات والمبادئ والمفاهيم التي أسس عليها النظام العربي الذي انتج جامعة الدول العربية، الحاضنة لاي عمل قومي عربي .

نحن الان امام نظام عربي جديد بمفاهيم جديدة، أساسها محاربة الارهاب، والتبرء من هذة الائحة السوداء .

لقد اصبح الكونجرس او مجلس للشيوخ  العرب والامريكان والصهاينة، الراعي الرسمي للقرار السياسي الدولي ، وأذرعه ممتدة في كل مكان من F.B.Iالى الاستخبارات العسكرية، الى المؤسسات الفكرية والخزائن المالية العربية  والمؤسسات الاعلامية ومراسليها وكبار الصحفيين والفنانين .

لقد اصبح الابتزاز السياسي الذي يمارسة ويكليكس والظهور في وسائل الاعلام الامريكية هدف تدفع من أجله الاموال الطائلة .

تحولات دراماتيكية يمر بها العالم العربي، وفلسطين المتأثر الاول بها .

من صراع الامبراطوريات، وآخرها سقوط  الامبراطورية العثمانية، الى صراع الدول والممالك، وصعود الناصرية، وآل سعود والهاشمية وظهور جزيرة النفط، والتحالفات والدولة القائد، مرورإ في لعبة المحاور، التي انهارت عقب الحرب الباردة وحرب افغانستان والعراق والدمار في سوريا، وصولا الآن  الى مرحلة صراع الانظمة الحاكمة والتحالفات مع اجهزة الامن والاستخبارات وأجهزة الاعلام، وصولا الى المرحلة المتوقعة وهي صراع الامراء على الحكم ،وحرب الاحزاب .والتي سينتج عنها عالم عربي جديد وانسان عربي جديد وفلسطيني جديد لكم أن تتخيلوا  التغير في مفاهيمة واولوياته، بعد أن اصبحت لغة المصالح الاقتصادية والسياسية هي جوهر الصراع والتطبيع والتوظيف والمهادنة، مع العدو .

التعليقات