الديمقراطية تحيي ذكرى استشهاد أعضاء لجنتها المركزية بجنين

رام الله - دنيا الوطن
أحيت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في جنين الخميس، الذكرى السنوية لاستشهاد أعضاء اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية الشهيد خالد نزال والشهيد عمر القاسم والشهيد بهيج المجذوب وفي الذكرى السنوية الواحدة والثلاثون لاستشهاد القائد خالد نزال مسؤول قوات إسناد الداخل، بتدشين ميدان الشهيد خالد نزال على شارع جنين- حيفا ومهرجان خطابي أقيم في قاعة محافظة جنين تحت رعاية محافظة جنين والبلدية.

بدوره، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ونائب الأمين العام قيس عبد الكريم، على أن استذكار الشهداء وتضحياتهم هو لتجديد العهد على التمسك بالثوابت الوطنية وتجديد الوفاء للشهداء وللأهداف التي استشهدوا من اجلها وما زال الشعب الفلسطيني يحمل رايتها بنضاله الوطني على ارض فلسطين وفي مناطق اللجوء والمهاجر الأجنبية.

وأضاف" أن أفضل ما يمكن أن نقدمه للشهداء وترسيخ تاريخهم هو أن نسير على دربهم في خط الثورة والانتفاضة والمقاومة التي تبقى خيار الشعب طالما الاحتلال جاثم فوق أرضنا وأن نتصدى لكافة المؤامرات والضغوطات التي تحاك بقضيتنا الوطنية، ومطالبة الاحتلال بأن ننسجم ونرضخ لسياسة الاحتلال وعدوانه، وأن نتنكر لتضحيات الشهداء والتي كان آخرها الضغط على السلطة الوطنية من خلال وقف التمويل لأسر الشهداء والأسرى، مشيرا إلى أن انتصارات الحركة الأسيرة والتي كان آخرها انتصارهم بالإضراب عن الطعام والذي كان أطول إضراب شهده التاريخ في العالم، وهذا هو الرد على سياسة الاحتلال بالوفاء للشهداء من خلال ترسيخ ذاكرتهم وغرسها في قلوب شهبنا، والالتفاف حول الحركة الأسيرة والتمسك بقرارات اللجنة المركزية الأخيرة والتي تؤكد على التمسك بثوابتنا الوطنية".

وبين أن الشعب الفلسطيني كافة يرفض التعاطي مع مخططات الاحتلال بإعلان دولة يهودية القومية والتي تأتي في الذكرى السنوية المائة لوعد بلفور المشؤوم وخمسين عاماً على احتلال الضفة وقطاع غزة، ورفض مخططات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بالسيطرة الأمنية الكاملة على كافة الأراضي الفلسطينية، داعياً القيادة الفلسطينية الى ضرورة وقف كافة إشكال التنسيق الأمني والمفاوضات مع حكومة الاحتلال في ظل تنصل تلك الحكومة للوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني، واستمرارها بالتوسع الاستيطاني، داعياً إلى ضرورة إنهاء الانقسام فوراً واستكمال الوحدة الوطنية كأقصر طريق لمواجهة الاحتلال في سبيل إنهائه، داعياً إلى إجراء انتخابات شاملة رئاسية وتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني وصولاً إلى حالة من الوحدة الوطنية الشاملة بمشاركة كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي.

وأشاد نائب محافظ جنين كمال أبو الرب بالدور الوطني والقيادي للشهيد خالد نزال ابن بلدة قباطية والذي استشهد بعملية اغتيال جبانة في اليونان، مشددا على أن الرد على الاحتلال وعدوانه لن يتحقق إلا من خلال الوحدة الوطنية ليست خيارا بين مجموعة خيارات بل هي المحور الذي يجب أن تنطلق منه كل السياسات الفلسطينية خاصة في هذه المرحلة. 

من جهته، قال د. محمود أبومويس نائب رئيس بلدية جنين إن هذا اليوم هو يوم من أيام جنين وفلسطين بترسيخ تاريخ الشهداء القادة العظام على الأرض والحجر والشجر، مضيفا" اليوم نرسخ تاريخ الشهيد نزال والذي احتضنه ثرى مخيم اليرموك، تأكيدا على أن أرواح الشهداء ترفرف فينا في فلسطين، مشددا على تمسك قيادتنا وشعبنا بالسير على درب الشهداء".

وثمن عاليا غيث نجل الشهيد كافة القائمين على هذا المهرجان، وافتتاح صرح لوالده الشهيد والذي يؤكد بأن الشعب متمسك بثوابته الوطنية ومستمر بالسير على درب الشهداء العظام، وداعيا أبناء شعبنا للتوحد من أجل إكمال درب الشهداء الذين سقطوا من أجل حرية فلسطين وكنس الاحتلال. ومعدداً مناقب والده الشهيد ابن بلدة قباطية والذي تم اغتياله في اليونان وعمره لا يتجاوز السنتان.

وأشار إلى أنه" في التاسع من حزيران/ يونيو عام 1986 رحل والدنا في عملية اغتيال جبانة نفذها الموساد الإسرائيلي بالعاصمة اليونانية أثينا، حيث قام مسلحين بإطلاق النار عليه على باب فندق الشيراتون بأربع رصاصات اخترقت جبينه ليرتقي شهيدا ويسجل مفخرة للجبهة والثورة والشعب".

وشدد أحمد ياسين عريف الحفل على ضرورة الحفاظ على ارث الشهداء والوفاء لهم بالسير على نهجهم بالعمل النضالي وصولا الى انجاز الحقوق الفلسطينية كاملة غير منقوصة، ومع مرور 10 سنوات على الانقسام والمدمر للقضية، على ضرورة توحيد الجهود لإنهاء هذا الانقسام والعمل على والوحدة الوطنية والتي هي السلاح الأقوى ضد سياسة الاحتلال وعدوانه.

وفي نهاية المهرجان والذي شاركت فيه عائلة الشهيد، وعضوا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وماجدة المصري ورمزي رباح ومحمد سلامة أعضاء المكتب السياسي للجبهة، والأسير المحرر عمر نزال من نقابة الصحفيين، وحشد غفير من رفاق الجبهة الديمقراطية و ممثلين عن المؤسسات الرسمية والأهلية، تم إزالة الستار وفتح ميدان الشهيد نزال ونصب تذكاري على شارع جنين –حيفا بالقرب من مستشفى ابن سينا.

والشهيد نزال ولد في بلدة قباطية قرب جنين عام 1948، تولى سكرتارية اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وقائد جناحها العسكري ومجموعاتها الفدائية داخل الوطن، حيث كان يدير ويتابع العمل العسكري والتخطيط للعمليات من خلال مراكز تابعة‏ للجبهة في روما.

ويعتبر من أبرز القيادات العسكرية للجبهة الديمقراطية والثورة الفلسطينية حيث كان قائدا لقوات إسناد الداخل برتبة عقيد في قوات الثورة الفلسطينية، لقب بـ"أسد فلسطين" وهو نجل الحاج أحمد نزال الذي قاوم الانتداب البريطاني مع الشيخ عز الدين القسام ورفاقه.

وأثناء مسؤولياته العسكرية، نفذت الجبهة الديمقراطية العديد من العمليات الفدائية منها عملية القدس عام 1975 حيث قامت مجموعة فدائية باقتحام مبنى وزارة السياحة والتجارة والصناعة الاسرائيلية وأدت العملية الى مقتل عدد من الاسرائيليين واستشهاد اثنين من منفذي العملية وأسر الثالث.

كما نفذت الجبهة الديمقراطية عمليات نوعية أخرى مثل معالوت- ترشيحا في 15 مايو/أيار 1974، وعمليتي بيسان في 19/11/1974 والقدس 2/4/1984، اضافة الى قيادة معارك ضد الاحتلال الاسرائيلي في معركة الدفاع عن بيروت عام 1982.