تنظيم مستوى الوعي

تنظيم مستوى الوعي
 د يسر الغريسي حجازي 

علم اجتماع وسيكولوجية

15.06.17

الألوهية هي الإيمان بوجود واضح للحياة، والكون من خلال تصميم جيد بمعنى ما يجعل العقلانية لدى البشر مهيمنة، والتقدم الأخلاقي لديه ابدی. ونتيجة لذاك ان اخلاق البشر يحدد الاتجاهات الفكرية وطبيعة الانطباعات، من خلال الخبرات التی تنقل التقدم فی جميع أنحاء العالم. ان طبيعة الإنسان ظهرت من رغبة شديدة للمعرفة و من خلال تحقيق مثابر. لكن كيف مواجهة المفاهيم البدنية، والعقلية، والاخلاقية الغير مستكشفة من حولنا؟ لكن التشابه الجزئي لدي مشاعر البشر يؤهب الانفتاح الأخلاقي. بالإضافة لذلك، ان اعتماد الثقافة الاخلاقية يساهم فی بقاء الإنسان، وهو النظام المناسب لتحسين الحياة. انه فی الواقع يطور طبيعة الإنسان مالا نهاية، ويعزز قدراته العقلية. كما أن الديانات كلها تدعوا الی التقدم البشرى والی الاتصال بين المستقبل والقيم الالهية. فی هذه الحالة يمثلوا الرجال العالم، وتتفوق قدراتهم المعرفية من خلال خوض التجارب والتحديات من أجل وصول الانسان الی التفوق وعظمة أعماله. أخيرا، أن الألوهية مبنية علی النزاهة والديانات توافق بحق الأنصاف والقيم الإنسانية العظيمة. مما يؤكد اننا فی منطقتنا العربية لا يزال نجهل مفهوم الإسلام، وان الديكتاتورية وفساد الحكام لم يسمح بتطوير التعليم وادخال وسائل منهجية جديدة لتهذيب الناس، وإعطائهم قيم اخلاقية جديدة تمنحهم التطور الذاتي، والتقدم فی العلم والتكنولوجيا. نحن نتكلم هنا عن هوية الرجل الذي يحتاج إلى أن ينسب نفسه الي الاعتراف بالأفعال التي يحب ان يقوم بها. ولذلك يختار إيديولوجية، والنظام الذي يرغب به. هذا لا يمنعه من الانخراط الاجتماعي، والذي سوف يساعده على العيش، والعطاء، وتبادل الأفكار، والمتعة، وخدمة مصالحه. نحن نتحدث عن أيديولوجية باطنية، وإيمان ديني، وانتماء روحي وقوي، لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدونه. قال ايمانويل كنط (1724-1804)، الفيلسوف الالماني الاكثر شهرة في كتابه "نقد العقل العملي"، ان الإيمان عقلاني وأيضا حاجة إلى التعليل كما انه حكمة قادرة على التنوير حول الأعمال الصالحة، وتجنب الاخطاء. أن السبب يكمن في البحث عن الحقيقة، وتطوير المنطق، والذي يمكن ملاحظته بسهولة من خلال الخبرات الاجتماعية، والسياسية، والمؤسسية. لذلك نحن بحاجة الي الإيمان، والاعتقاد، وتطوير الأسباب. ان الإيمان عقلاني، ضروري، وغامض. بل هو أيضا اخلاقي وديني، ويوصف بأنه الاعتقاد الإلهي المطلق. ومع ذلك، ان البشر في حاجة ماسة لمتابعة الانضباط الذي يرمز الي المبدأ الأخلاقي، لمكافحة النزوات الضارة. بالذات ان هذه المبادئ تحتاج الي التعليم، والي نشر الأداء البشري. ان الانتماء فكر ايديولوجي مهم جدا للإنسان، لأنه يعزز التمسك بفضائل الخير، والاستفادة، والمنطق البناء للجميع. ان القيم الأخلاقية تمنح البشر الرفاه، والإلهام لمواصلة تطوير قدراتهم الفكرية والنفسية. كما يحدد الإيمان مفهوم مبدا الوعي، العضوية الكاملة للإنسان، وحالة الامتلاء. وفي حالة الانفتاح، تشتد رغبة الانسان في الحصول على المعرفة، وإثراء الخبرات التي من شيمها أن تسهم في التقدم العالمي. فكيف يتم التعامل مع المفاهيم المادية والعقلية، والأخلاقية الغير مستكشفة من حولنا؟ إن الحالة العاطفية عند الانسان، ومشاعره وحدسه يظهروا تناظرية تسمع بتعزيز المنظور الأخلاقي بوجه خاص. بالإضافة إلى ذلك، ان اعتماد ثقافة الأخلاق تساهم في الحفاظ على وجود الإنسان، واستدامة النظام الايكولوجي المناسب. هذا هو في الواقع خطة عقلانية لتطوير الطبيعة البشرية ما لا نهاية، وتعزيز أفكارنا وذكاءنا الفكري. تتحدث جميع الأديان حول تعزيز الفكر البشري، من اجل التقدم الانساني والمعرفي، بالتزامن بين الفكر والقيم الدينية. إن الرجال يمثلون العالم، والامكانيات الفكرية التي هي جزء من التحدي البشري وأهمية أعمالهم. وأخيرا، ان الدين يحدد العقل، ويتوافق مع النزاهة والقيم الإنسانية.  انما الطبيعة البشرية قادرة على التغيير، وقابلة علي منح المتعة الأبدية في العالم، حسب قوانين الطبيعة السماوية. كان ليساندر سبونر (1808-1887) الرجل الأمريكي الذي يدعم مبدأ العدالة الطبيعية.

التعليقات