تعود لـ 1913 "السعودية وقطر" تاريخ من الخلافات الدبلوماسية

تعود لـ 1913 "السعودية وقطر" تاريخ من الخلافات الدبلوماسية
صورة أرشيفية
خاص دنيا الوطن - أحمد جلال
فتح القرار السعودي الإماراتي البحريني المصري، القاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، ملف الخلافات الخليجية الداخلية، والتي تعود جذورها إلى القرن الماضي إبان جلاء القوات البريطانية من شبه الجزيرة العربية عام 1968.

وأعلنت الدول الثلاث، اليوم الثلاثاء، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، وذلك بعد تصريحات نُسبت إلى الأمير تميم بن حمد آل ثاني ونشرتها وكالة الأنباء القطرية، في حين تؤكد الأخيرة أن اختراقاً إلكترونياً تعرضت له الوكالة، وأن التصريحات المنسوبة للأمير تميم غير صحيحة.

وانضمت كل من ليبيا واليمن إلى قرار قطع العلاقات، حيث تتهم الدول دولة قطر بدعم وتمويل "الإرهاب" في المنطقة، في حين تسعى الدوحة لاحتواء الأزمة والتأكيد على عمقها الخليج والتزامها بمبادئ مجلس التعاون الخليجي.

جذور العلاقات والخلافات

وتعود جذور الخلافات بين قطر والسعودية لعام 1913، منذ بداية القرن العشرين عندما طالبت السعودية بضم قطر لها باعتبارها جزءاً من إقليم الإحساء؛ إلا أن بريطانيا أصرت على الاعتراف بحدود قطر بعد ذلك بسنتين؛ إلا أن الخلافات ظلت قائمة خاصة بعد اكتشاف النفط في الخليج العربي.

ووقع بين الدولتين خلاف حول أحقية قطر في التنقيب عن النفط بمساعدة شركات أجنبية، وهو النزاع الذي التزمت به بريطانيا مع قطر وأيدته طيلة وجودها في منطقة الخليج العربي إلى أن وقعت الدولتان اتفاق ترسيم للحدود عام 1965.

تجددت الخلافات عام 1992 على إثر حادث مركز الخفوس الحدودي، والذي قالت فيه الحكومة القطرية، إن قبيلة آل مرة ساندت السعودية ضد القوات القطرية، معتبرةً أن الحادث يتزامن مع طرح قضية التجمع القبلي في المنطقة المتنازع عليها بين السعودية وقطر، حيث يتوزع أفراد القبيلة في المناطق الواقعة تحت سيادة البلدين.

ومن جديد عاد الخلاف بين البلدين عام 1995، على إثر اتهام قطر للملكة العربية السعودية باستغلال بعض أفراد قبيلة آل مرة والأمير خليفة آل ثاني في عملية الانقلاب الفاشلة ضد الحكومة القطرية، الأمر الذي أدى إلى إسقاط الجنسية وتهجير المئات من رجال القبيلة إلى السعودية بحجة أن من يحمل الجنسية القطرية يجب أن يكون موالياً للعائلة الحاكمة.

القمة الخليجية

وفي عام 1996، حيث اختارت القمة الخليجية التي عقدت في سلطة عمان الشيخ جميل الحجيلان أميناً عاماً لمجلس التعاون الخليجي مقابل مرشح قطر عبد الرحمن العطية، الأمر الذي دفع الأمير حمد بن خليفة للاحتجاج ومقاطعة الجلسة الختامية للقمة.

وزادت حدة الأزمة بعد محاولة الأمير خليفة العودة إلى الحكم من خلال الانقلاب على ابنه الأمير حمد؛ فرغم أن الأمير الوالد الحاكم السابق لقطر رتب المحاولة وهو موجود في أبوظبي واستعان بقطريين من أتباعه كانوا موجودين في أبوظبي وآخرين داخل قطر؛ إلا أن الدوحة اعتبرت أن لبعض الأطراف السعودية يداً في هذه المحاولة، ومن هنا بدأت الأزمة الحقيقية التي شهدت الكثير من الإشكاليات.

"الجزيرة".. جزء من الأزمة

وفي عام 2002، تطرق برنامج تلفزيوني بثته قناة الجزيرة، واستضافت فيه شخصيات تعرض لمؤسس المملكة الراحل الملك عبد العزيز، الأمر الذي دفع السعودية لسحب سفيرها من الدوحة دون الإعلان عن ذلك.

وبلغت الأزمات القطرية السعودية ذروتها عام 2014، حين قررت كل من السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من قطر، وذلك عبر بيان مشترك للدول الثلاث، معتبرين أن القرار اتخذ بعد فشل جهود إقناع قطر بضرورة الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد، سواءً عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي وعدم دعم الإعلام المعادي.

وأخيراً، قررت السعودية والإمارات ومصر والبحرين، اليوم الثلاثاء، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وأعقبها اتخاذ إجراءات من جانب تلك الدول أبرزها منع الطيران الجوي مع قطر، الأمر الذي عبرت الدوحة عن استهجانها منه، مؤكدةً التزامها بمبادئ مجلس التعاون الخليجي.

أرشيفي: الأزمة بين دول الخليج العربي وقطر

 

التعليقات