بالصور.. إحياء ذاكرة فلسطين الزراعية مبادرة للحفاظ على الثقافة الفلسطينية

بالصور.. إحياء ذاكرة فلسطين الزراعية مبادرة للحفاظ على الثقافة الفلسطينية
خاص دنيا الوطن - لؤي رجب
مع التقدم والتطور الحاصل في عالمنا العربي وظهور (الإنترنت)، ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل المرئية يتجه عدد من الباحثين في الآونة الاخيرة لفتح الأرشيفات التاريخية الخاصة حول ما كان مخبأ ومخفياً من صور ووثائق ذات صلة بالقضية الفلسطينية، ومن ذلك كان تاريخ فلسطين الزراعي، فقد اجتهد عدد من الكتاب والدارسين لنفض الغبار عنها وإبرازها بوجهها الحقيقي غير المشوه.

منذ ثلاثة أعوام يعكف الشاب محمد العرجا على جمع وأرشفة الصور الفلسطينية قبل النكبة وبعدها، وذلك من خلال إنشاء صفحة على (الفيسبوك)، تحمل اسم "من ذاكرة فلسطين الزراعية" يتم من خلالها عرض صور متنوعة عن الريف الفلسطيني وتحديداً الجانب الزراعي.

المهندس الزراعي محمد العرجا (37 عاماً) من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة يقول: "بدأت مشواري بتأسيس الصفحة قبل 3 أعوام وتحديداً في تاريخ 9 مارس 2014 لرصد الصور التاريخية لكل مناحي الحياة في الريف وخاصة النشاط الزراعي لتوثيق الإرث الزراعي لفلسطين وخاصة ما قبل عام 1948 و التي تشمل كل عمليات الزراعة من حراثة و حصاد وأعمال البيدر، والدراس والقطاف، بالإضافة إلى الأنشطة ذات العلاقة بالقطاع الزراعي من عادات وتقاليد وسلوكيات".

وأوضح العرجا أن لديه هواية جمع الصور التاريخية والنادرة من خلال الصفحة لإبراز الهوية الفلسطينية والحفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني، حيث استطاع أن يجمع آلاف الصور التي ترصد مشاهد مختلفة من المجتمع الزراعي أو الريفي الفلسطيني قبل النكبة، لافتاً إلى أنه استعان بالعديد من الأرشيفات العربية والأجنبية مثل العثماني، والبريطاني والأمريكي وغيرها.

وأضاف: "إيماناً منا بضرورةِ المحافظةِ على الذاكرةِ الفلسطينية عمدت إلى تسليط الضوء على إرثنا وتاريخنا الزراعي تحديداً كجزء مهم وأصيل من ثقافتنا وهويتنا الفلسطينية".

كما أشار إلى أن هذه الزاوية تأتي لتُعيدَ للذاكرةِ الفلسطينية ذكرياتِ الجرحِ الغائر وآلامَ الوجعِ الدائم الذي لم ولن يغلقَ أبداً، وأيضاً لدحضَ النظرياتِ القائمةِ على مبدأ "يموتُ الكبارُ وينسى الصغار".

وتابع: أنه ومن خلال نشر هذه الصور المهمة، فقد وجدت تفاعلاً حيوياً من العديد من المهتمين من داخل فلسطين وخارجها.

من جانبه، أكد الخبير الزراعي سليمان ضهير، أنه وبعد مرور تسعة وستين عاماً على نكبتنا لم و لن نيأس من العمل عل تغيير الواقع الظالم الذي حصل في عام 48، وإعادته إلى الواقع الطبيعي العادل من أجل العودة إلى وطن الآباء والأجداد، لذلك من هنا واجبنا تذكير الجيل الحاضر بأيام الآباء والأجداد الحلوة في أحضان الوطن، وفي ظلال أشجاره، وفي حر أيام حصاد خيراته في لذة ثمار عرق الآباء والأجداد في زمن كان كل اعتمادنا على العيش من خيرات أرضنا كرامتنا وعزتنا على أرضنا.

وتابع ضهير والذي تجاوز السبعين عاماً: "لقد كانت أيامنا مع الآباء حلاوتها في العزة والكرامة والاعتماد الاقتصادي على أنفسنا، متمنياً أن يكون ممن يعدون للعودة لأيام العزة، متمنياً أن يتوحد قادة شعبنا لأن في الوحدة القوة التي بها نستطيع العودة والهناء على أرض الأجداد والآباء.

يشار إلى أن الزراعة الفلسطينية شهدت منذ عام 1948 أربعة مراحل أساسية، تم تقسيمها حسب الأحداث السياسية الكبرى التي عصفت بالمنطقة، وقد كانت كل مرحلة سياسية تؤثر تأثيراً بالغ الوضوح على الزراعة، وذلك من خلال السياسات الزراعية التي يتم تطبيقها في كل مرحلة، بمعنى أن الزراعة في كل فترة من هذه الفترات كانت تصطبغ بالوضع السياسي السائد، والمراحل الأربعة هي من عام 1948- 1967، ومن عام 1967- 1994، ومن عام 1994- 2006، ومن 2006- إلى الوقت الراهن.







التعليقات