انطلاق فعاليات "كرنفال الحرية" في مديرية التربية والتعليم بالخليل

رام الله - دنيا الوطن
أطلقت وزارة التربية والتعليم، اليوم الثلاثاء بالتعاون مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة، فعاليات "كرنفال الحريّة" في كافة محافظات الوطن.

وقال مدير عام النشاطات الطلابية في الوزارة صادق الخضور إن كرنفال الحرية عبارة عن وقفة وطنية بمناسبة مرور عدة أحداث، منها مرور 100 عام على وعد بلفور المشؤوم، و69 عاما على النكبة، و30 عاما على الانتفاضة الأولى.

وأشار الخضور الى أن الوقفة جاءت كرسالة للعالم بأنه حان الوقت لانهاء الاحتلال، ولتنعم فلسطين بالحرية، ولدعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، عبر سلسلة فعاليات مختلفة، مبينا أن طلبة المدارس في كافة المحافظات سيرفعون شعارات تطالب بانهاء الاحتلال، وتعبر عن حقهم في الحياة، كما سيؤدون بعض الأنشطة الثقافية والتراثية الهادفة.

وأكد أن المهرجان يأتي في إطار سعي الوزارة بالتعاون مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة بتأصيل حضور الطلبة في المشهد الوطني وتعزيز الروح الوطنية لديهم، وتأكيدا على أن الابداعات الطلابية توظف لصالح تعزيز المنظومة القيمية لدى أطفالنا.

وأضاف "من بين هذه الفعاليات، سيكون هناك فعاليتان، الأولى في ساحة المهد ببيت لحم، حيث نرسل رسائلنا للعالم بأنها مدينة السلام، ونجسد بذلك الروح الوحدوية، وروح التآخي بين المسلمين والمسيحين على هذه الأرض، وبما يعزز التأسيس لحشد الجهود لرفع الصوت عاليا".

في حين أن الفعالية الثانية تشمل باحات المسجد الأقصى "بما تحمله القدس من دلالات، وبما تمثله من ركيزة للوجدان الفلسطيني".

وشكل مئات الطلبة سلسلة بشرية في شوارع مدينتي رام الله والبيرة تحت مظلة العلم الفلسطيني والاستعراضات الكشفية للطلبة، وتم عرض عدة فقرات تراثية وطنية أكدت بمجملها على التمسك بالإرث الوطني للأجداد وتمسك الأجيال بالحقوق والثوابت الفلسطينية.

وقالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، في كلمة لها خلال إطلاق فعاليات الكرنفال، "إن الكبار ناضلوا والأشبال واصلوا النضال وأسقطوا رواية الاحتلال بأنهم سينسوا"، مشددة على أن "حقوقنا لن تسقط بالتقادم وأننا جميعا باقون على عهد الشهداء والأسرى لنيل كافة حقوقنا المسلوبة التي كفلتها المواثيق والمعاهدات الدولية".

وقالت غنام إن كرنفال الحرية "يهدف لإيصال رسالة موحدة للعالم بأن الشعب الفلسطيني هدفه انهاء الاحتلال والعيش بكرامة في ظل دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس".

وحيت المحافظ مديرية التربية والتعليم والمدارس المشاركة، مؤكدة أن هذه النشاطات هي "تكريس لوعي الطلبة وتعزيز لدورهم الايجابي في المجتمع، وأننا نعول على هذه الطاقات لمستقبلنا الواعد".

واعتبر مدير التربية والتعليم في رام الله والبيرة، باسم عريقات إن كرنفال الحرية "يأتي لنجدد العد من خلال هذه الأجيال على مواصلة البناء والتطوير والتمسك بالثوابت"، لافتا إلى أن التربية والتعليم "تحرص على بناء أجيال قادرة على حمل الراية في المستقبل والتمسك بالحقوق التي راهن الاحتلال ان تنطمس من ذاكرة أجيالنا وثقافتهم".

في ذات السياق، انطلقت من أمام مديرية التربية والتعليم والمؤسسات الرسمية في مدينة جنين مسيرة الحملة الوطنية للكرنفال، في سلسلة بشرية وهم مقيدي الايدي، ومرتدين القبعات بألوان العلم مع رفع اعلام فلسطين وترديد السلام الوطني، وأطلق طلبة المدارس البالونات في السماء وشكل طلبة المدارس سلسلة بشرية قرب مدارسهم في الشوارع الرئيسة التي حملت لون العلم الفلسطيني، وصولا إلى النصب الشهيد مقابل مبنى محافظة جنين.

وتم اطلاق صفارات الانذار لمدة 69 ثانية من قبل الامن الوطني، ورفع الأذان الموحد وأطلقت التكبيرات في المساجد وقرعت أجراس الكناس في كل من جنين، والزبابدة وبرقين، تزامن ذلك توقف حركة السير، ووقفة حداد وإكبار لتضحيات شعبنا.

وقال محافظ جنين رمضان إن "شعبنا اليوم يطلق هذه الفعالية في جنين لتأدية رسالة وطنية شعبية سيعبر بها الكل الفلسطيني عن رفضه للاحتلال ورغبته في الخلاص منه، ولنؤكد بأننا سنستمر في النضال حتى إحقاق كافة حقوقنا المشروعة دون تفريط".

وقال مدير تربية جنين طارق علاونة، "أننا نهدف من هذا الكرنفال العمل  على تعزيز الوعي الوطني وثقافة الإنتماء بين صفوف طلبتنا في المدارس، والتعبير عن رفض الاحتلال عبر وقفة جماهيرية جماعية، وممارسة جهد منظم يستحث العالم على اتخاذ موقف فاعل من الاحتلال في ظل توالي الأحداث الزمنية التي شكلت محطات فارقة في تاريخ فلسطين على صعيد ممارسات الاحتلال وما ترتب عليها من ردود فعل جماهيرية".

وانطلقت فعاليات كرنفال الحرية في مدينة طوباس، بمشاركة مؤسسات رسمية ومواطنين وطلاب مدارس، الذين رفعوا أعلام فلسطين.

وتخلل الكرنفال فعاليات فنية داخل المدارس وخارجها، في الوقت الذي كانت فيه الفعالية الأساسية هي سلسلة بشرية تمتد من جامعة القدس المفتوحة، وصولا لبلدة عقابا.

ودوت صفارات الإنذار في المدينة، وقرعت أجراس الكنائس عند العاشرة لإعلان بدء الفعالية. في الوقت الذي أوقفت فيه الشرطة حركة السير لمدة خمس دقائق.

وقال نائب محافظ طوباس، أحمد الأسعد، إن هذا الكرنفال هو رسالة للعالم بأننا شعب وقع عليه ظلم كبير، موضحا أن قضيته لن تموت بتقدم الأيام والسنين.

وقال مدير تربية طوباس، سائد قبها، "يقول أطفال فلسطيني في هذه الفعالية للعالم الخارجي، أنه آن الأوان بأن يرحل العدو من أرضنا".

وأضاف قبها، "مشاركة الطلاب في الفعالية، هو رسالة منهم للعالم الخارجي بأنه آن الأوان بأن يرحل العود عن أرضنا، وأن يعيشوا بسلام".

مواطنون شاركوا في الفعالية، يروا أنه من الضروري وجود فعاليات مشابهة لهذه. "فهم يعتقدون أنها وسيلة ناجحة لنشر الثقافة حول قضيتنا".

"شاركت في الفعالية من أجل الأسرى والنكبة" قالت ماسة رسلان، وهي طالبة في الصف الرابع الأساسي.

طلاب وطالبات في المرحلة الأساسية، قالوا في أحاديث منفصلة لــ"وفا"، إنهم شاركوا في هذه الفعالية من أجل الأسرى والنكبة و وعد بلفور.

"وعد بلفور ... من لا يملك لمن لا يستحق". قال سامح سليم وهو أحد المشاركين في الفعالية.

"رسالة منا لكل الأطفال الأسرى أننا ننظر حريتكم". قال عبد الرحمن دراغمة، وهو أيضا أحد المشاركين.

يقول المدرس محمد خضر، إن الهدف من التركيز على طلبة المدارس لدمجهم في هذه الفعاليات، هو إخراج جيل يعي عن قضيته الكثير، وتربيتهم على المفاهيم الوطنية.

وتخلل الكرنفال مجموعة من الأنشطة الفنية والرياضية والكشفية.

وانطلقت سلسلة بشرية ضمت فعاليات كرنفال الحرية، من امام مديرية تربية نابلس، وشارك طلبة المدارس في مديرية تربية جنوب المحافظة، بمسيرة صوب منزل الشهيد معتز التايه في بلدة بيتا، فيما اطلقت صفارات الانذار لمدة دقيقة توقفت خلالها حركة السير.

وكان محافظ نابلس اللواء اكرم الرجوب، اعلن عن  فعاليات كرنفال الحرية في محافظة نابلس، لمناسبة 50 عاما على ذكرى النكسة ومئوية وعد بلفور والذكرى الـ69 للنكبة.

واوضح ان الغاية من هذا الكرنفال والذي يأتي ضمن فعاليات ذكرى احتلال الضفة منذ العام 1967 "هو ايصال رسالة للعالم ان يصحو من اجل اعادة الحق الفلسطيني في ارضه، ورسالة للاحتلال باستمرار المواجهة حتى دحره واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

واطلقت مديرية  التربية والتعليم في الخليل، فعاليات الكرنفال من ملعب مدرسة الحسين بن علي وسط الخليل، بمشاركة محافظ الخليل، وممثلي المؤسسات الحكومية والشبابية، وطلاب مداس مدينة الخليل.

ورفع المشاركون والطلاب الاعلام الفلسطينية، ولافتات كتب عليها "سنواصل المسيرة حتما وسنعود الى فلسطين"، "حان الوقت لانهاء الاحتلال"، "مئة عام على الوعد لفلسطين نجدد العهد"، "على بناء الوطن عازمون"، "الحرية"، "اعوام وعهود حتما سنعود الى فلسطين"، "كرنفال الحرية معا الى فلسطين".

كما اطلقت صافرات الانذار اذانا ببدء الفعالية.

وقال محافظ الخليل كامل حميد، "في هذا اليوم يتوحد شعبنا جميعا ويصطف في كل المدن والقرى والمخيمات والشوارع والمضارب يرفع العلم الفلسطيني، وشعار الحرية"، واضاف "في هذا اليوم يعلن الشعب الفلسطيني انتصاره على اثار النكسة، والنكبة، ووعد بلفور، يؤكد ان الشعب الفلسطيني حي ومستمر في مسيرة النضالية نحو الحرية، يعلن لكل امتنا العربية وكل احرار العالم بان يقفوا معه في هذا اليوم، ويؤكد بانه لن تتوقف مسيرة الحرية الا بالدولة الفلسطينة وعاصمتها القدس".

وبين أن هذا التفاعل "يتطور كل عام حتى دحر الاحتلال، ... نحن نقف معبرين عن كل اطفال وشعب فلسطين في موقف سلمي حضاري انساني، وندعو ابناء امتنا وكل العالم من اجل ان يقول كلمته اليوم ودعم حقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال".

وقال حميد، "لا اعتقد بعد عام 2017 يقبل العالم باستمرار الاحتلال الوحيد والقمع الوحيد والارهاب على الكرة الارضية واحتلال الشعب الفلسطيني، جاء الوقت الى ان ينتهي هذا الاحتلال والظلم والعدوان وتقام الحرية على ارض الحرية والسلام".

واشار مدير تربية الخليل عاطف الجمل، إلى أن هذا الكرنفال الاول في فلسطين، وجاء تعبيرا عن ذكرى أليمة على قلوبنا ذكرى النكسة التي مر عليها 51 عاما، وذكرى النكبة التي مر عليها 69 عاما، وذكرى وعد بلفور الذي مر عليه 100 عام.

واضاف: لقد راهنوا علينا ان الكبار سيموتون والصغار سينسون، الشعب الفلسطيني حي ولا ينسى.

وبين ان الكرنفال ظاهرة تمثل ارسال رسالة واضحة للعالم اننا سنبقى نناضل حتى نيل الحرية والاستقلال، بمشاركة اكثر 50 الف طالب في مختلف المدارس.

وقالت الطالبة سائدة زلوم، "اليوم نقف لنجسد رسالة الى كل العالم ان الهوية الفلسطينية ما زالت موجودة وبقوة وان القضية الفلسطينية في روح وضمير الشعب الفلسطيني، وان المحطات القاسية التي مر بها من النكسة والنكبة ظالمة للشعب الفلسطيني، وان الشعب الفلسطيني يرفض هذه الهزيمة، ويحيها لتجسيد الكفاح والنضال حتى نيل الحرية والاستقلال.