تدخين النساء للنرجيلة:آثار صحية مُدمرة وظاهرة مستفحلة بالمجتمع الفلسطيني

تدخين النساء للنرجيلة:آثار صحية مُدمرة وظاهرة مستفحلة بالمجتمع الفلسطيني
رام الله - دنيا الوطن- ماجد اسماعيل شيوخي
بعد إثارة الجمعية الفلسطينية لمكافحة التدخين والتثقيف الصحي الخيرية إقبال السيدات والبنات وحتىالقاصرات على النرجيلة في البيوت وفي المقاهي والمطاعم  بدأت  في الآونة الأخيرة في أوساط عديدة من المجتمعالفلسطيني مناقشات ومداولات حول انتشار هذه الظاهرة.

ولا بد من تسليط الضوء على نرجيلة الفتيات من عدة جوانب أبرزها النفسية والاجتماعية والصحية، حيث بات منشبه المؤكد شبه إجماع على أن تلك الظاهرة سلبية من مختلف تلك الجوانب لهذه الظاهرة وقد أيدت السيدات هذا الإجماع بأنفسهن .

ويرى خبراء في الصحة النفسية أن الانفتاح وتمرد الفتاة وراء إقبالها على النرجيلة، في حين شدد علماءالشريعة الإسلامية على حرمة إقدام الفتاة على تلك الظاهرة لاعتبارات عديدة أبرزهاالأضرار الصحية التي تلحق بالفتاة، والتشبه بالرجال، وعلى الصعيد الصحي حذرالأطباء من ظاهرة نرجيلة الفتاة لما لها من آثار سلبية على الرحم والمرأة الحاملوطفلها.

وتؤكد الجمعية الفلسطينية لمكافحة التدخين والتثقيف الصحي الخيرية بأن عدد المحال التي تقدم النرجيلة في فلسطينأصبح في كل مدينة بالعشرات وفي المدن الكبيرة ربما يزيد العدد عن مئة محل تتنوعبين مقهى شعبي ومحل تقديم نرجيلة ومطعم سياحي، ولا يعرف  الجهات المختصة بترخيص هذه الأماكن وإذا ما كانتتخضع لأية شروط صحية أو قانونية أو يتم مراقبتها أو متابعتها من أي جهة مختصةمحلية أو حكومية.

ومن المؤكد أن ضعف الرقابة الحكومية واختلال منظومة القيم في المجتمع والعائلة يشكلان قلقاً كبيراًلدى أوساط الجمعية الفلسطينية لمكافحة التدخين والتثقيف الصحي الخيرية, الأمر الذييجعل الكثير من الفتيات المراهقات أي ما دون 18 عاما يترددن على المقاهي بشكلملحوظ لتدخين النرجيلة وربما يؤدي ذلك إلى ما هو أخطر من الأرجيلة ولا تستغرب أيضاوجود طالبات المدارس في هذه الأماكن.

ولا بد من الإشارة إلى أن بعض النساء يعتبرن طريقة مسك النرجيلة والنفس وسيلة لجذب الشباب وبناءالعلاقات، بينما تجد الكثير من الفتيات النرجيلة نوعاً من العادات المتبعة، مشيرةإلى أن الفتاة تضطر لمشاركة العائلة التي تتناول النرجيلة، لدرجة أنه يكون لكل فردمن أفراد العائلة نرجيلته الخاصة و"معسله" المفضل.

حرمة شرعية

وحول رأي الشريعة الإسلامية في تلك الظاهرة أكد أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور عارفحسونة على أن الحكم الشرعي لمدخني النرجيلة لا يختلف عن التدخين العادي فهومُحرّمٌ شرعاً كما يرى غالبية العلماء.

وقال الدكتور حسونة في بأن تدخين النرجيلة يُسبب الضرر وتعد من الخبائث لذلك هي محرمة مستنداً فيهذا الحكم إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار" وقولهتعالى: "يُحلّ لهم الطيبات ويُحرّمُ عليهم الخبائث".

أما بالنسبة إلى الفتاة التي تدخن النرجيلة فيرى الدكتور حسونة أن تدخين النرجيلة محرمة شرعاً للذكروالأنثى على حدّ سواء.

لكنه استدرك حديثه بالقول "إلا أنه بالنسبة إلى الفتاة التي تدخن النرجيلة قد يكون في ذلك تشبهبالرجال ، فالعرف العام أن الرجل هو من يلجأ للدخان والنرجيلة، ومن هنا فإن الفتاةالتي تدخن نارجيلة يعد سلوكها شكلاً من الاسترجال".

ولفت الدكتور حسونة إلى أن ما يجعل البعض يبرر سلوك الإقدام على تدخين النرجيلة هو إفتاء بعض العلماء بأنالتدخين مكروه كونه يسبب الضرر، وذلك استناداً إلى أن أثر الضرر يختلف من شخصلآخر.

إلا أن الدكتور حسونة وصف هذا التبرير بأنه "نظرة سطحية" موضحاً أن علماء الطب أجمعوا على ضررالتدخين، وأنه قد لا يظهر أثره بسرعة وقد يطول عليه الأمد حتى يظهر.

وأضاف "لو اتفق العلماء على حرمة التدخين لكان ذلك أكثر زجراً من مجرد بيان الضرر الصحي فإظهارالحكم الشرعي وتبيانه أبلغ على هداية الناس".

تحذيرات صحية للفتاة

بدوره حذّر طبيب الباطنية في المستشفى الإسلامي جميل قصول من مخاطر تدخين النرجيلة على الشبابوالفتيات بشكل خاص.

واستعرض قصول الآثار الصحية التي تسببها النرجيلة للفتاة مبيناً أن هناكعدة آثار للفتاة التي تقبل على تدخين النرجيلة، أبرزها خشونة الصوت، وآثارٌ سلبيةعلى الرحم تؤثر على المرأة الحامل وطفلها.

وأوضح أن الطفل من الأم المدخنة وزنه يكون أقل من المعدل الطبيعي لأم غير مدخنة، ويكون نسبة ذكاء الطفلالمولود من الأم المدخنة أقل من الأم غير المدخنة.

ودعا الدكتور قصول مدخني النرجيلة إلى الإقلاع عن هذا السلوك، مشيراً إلى أن الجسم يباشر ترميمالقنوات الهوائية فور الابتعاد عنه، ويزول أثره بعد سنة تقريباً من الإقلاع.

وأضاف طبيب الباطنية أنكل إنسان يسرع بالتوقف عن هذه العادة، يستطيع جسمه أن يتخلص من آثارها بشكل أسرع.

وبيّن "أن التدخين مُضرّ بشكل عام للجسم سواء للذكور أو الإناث، ويحتوي على أكثر من 400 مادةكيميائية مسرطنة، إلا أن النرجيلة تعد أكثر ضرراً من الدخان، حيث تعادل تدخين أكثرمن 40 سيجارة في جلسة واحدة".

وأشار إلى دراسة أمريكية أجريت على 100 ألف مواطن مصابون بسرطان الرئتين وبينت أن نحو 88 ألف مواطنهم من فئة المدخنين، في حين أشارت دراسة إلى أن نحو 95% من المرضى المصابون بأمراضالقلب وانسداد الشرايين هم من المدخنين".

وأشار إلى أن النرجيلة تسبب ضعفاً في القلب وانسداداً في الشرايين وارتفاعاً لضغط الدم وأمراضا للأوعيةالدموية، وأضراراً بالفم والأسنان وسرطاناً بالرئة، وتسبب السعال والسل الرئويوالكحة الشديدة وتؤدي أيضاً إلى انسداد في القصبات الهوائية في الرئة، وإلى ضيقٍفي التنفس.

التعليقات