خرابيش ( على السوق )
نبيل البطراوي
وهنا يخرج صوت مواء قطة خافت خارج من أعماقها متعبة وبه حشرجة السرور تحت طاولة الجزار .
وهي ترى اللحم لم ينقص بعد على الرغم من اقتراب موعد صلاة الظهر ،فيلفت الجزار لها ويلتقط قطعة من الدهن الملقا على الطاولة ويقذفها للقطة على امل ان تجد اللحمة طريقها إلى حلل الناس بعد أن أصبحت زائر غريب .يذكر اثناء الدعاء بان يكون اللقاء بها قريب !!
و تزاحم الكاميرا صورة أخرى لبائع سجائر يقف أمامه مجموعة من الشباب يسامونه على ثمن سيجارة لانهم يريدون أن يشتروا سيجاره فلم يعد امامهم سوى الإيمان بمفهوم الوحدة كمخرج من هذا الحال البائس ويكسر البائع صمتهم بإشعال عود الثقاب لهم. ويمرره امام كل واحد منهم ويقول لهم اجعلوا كل ما تريدون حلم لا بأس .المهم ان يبقى السلطان في مخدعه دون أرق او تعب فهو لا يريد أن يخالف تعاليم السماء فالسجائر ; مكروهة ومأ بجمعه من أموال طائلة منها للفقراء وبكل تأكيد لن ياخذونها نقدا بل على أسرة الشفاء او في بيوت العزاء فحركة مولانا بحاجة الى الكثير من الاموال ،و الكل يصمت لأنه لا يجوز للرعية محاسبة أو سؤال السلطان .فمولانا يمتلك من العشق كله حتى طيور السماء بدأت تهتف باسمه من شدة الضيق ،
تأخذنا الكمرة إلى المكان الذي يجمع الجميع زمن غياب الضيف الذي بات حلما وفرح حين قدومه متسلا في كثير من الأحيان مستغلا عتمة.الليل عل أحدا لا يراه قد بات يخجل من كل ما يحيط به وينتظروه، وتقطع أصوات البحر الهادر صمت الجميع لنرسل لهم رسالة حب وتضامن ورغبة في إستقبال كل الأوجاع، مذيلة بعبارة صغيرة تقول مازال عندي متسع لإستقبال المزيد من الهموم فالمحبة هي شعاري والعدالة للجميع عنواني ، فلا ضير فيما يقذف في جوفي كل ما.عندكم من وجع بعد أن بتم محل إهمال وسوق ببيع الأوهام ، احفروا صفحاتكم على رمالي ورسموا كل ما يجول بخواطركم من أحلام سعيدة ولا تبالوا بكل العقبات فالشمس حينما يقترب موعد طلوعها لا تأخذ الإذن من أحد.
# أسرانا ## هل سيخجل اصحاب الأبواق المجاورة ليعودوا إلى رشدهم ؟؟؟
# الجوع كافر #في ظل أصحاب العمائم بات صك الغفران
التعليقات