حنا: دماء الشهداء لن تزيدنا الا ايماننا وثباتا وصمودا وتمسكا

حنا: دماء الشهداء لن تزيدنا الا ايماننا وثباتا وصمودا وتمسكا
رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة وفد من رهبان الجبل المقدس في اليونان ضم 70 راهبا من عدد من الاديار الارثوذكسية في جبل اثوس المقدس وقد وصلوا في زيارة حج الى الاماكن المقدسة في فلسطين حيث زاروا عددا من الاديار الارثوذكسية والكنائس والمزارات الشريفة ورتلوا في كنيسة القيامة في قداس الاحد كما زاروا منطقة الجليل واديرتها الارثوذكسية التاريخية .

وقد التقى  المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم مع الوفد الرهباني الاتي الينا من الجبل المقدس حيث استمعوا الى حديث روحي من سيادته .

وقد التقى المطران مع الوفد في كاتدرائية مار يعقوب حيث استهل كلمته بالترحيب بالوفد الاتي الينا من الاديار الارثوذكسية في الجبل المقدس .

تحدث  المطران في كلمته عن فلسطين الارض المقدسة التي شهدت كافة الاحداث الخلاصية المرتبطة بحياة المخلص ، وقال بأن فلسطين صغيرة بمساحتها الجغرافية ولكنها كبيرة بقدسيتها وبهائها واهميتها والرسالة الروحية التي انطلقت منها ، فقد اختار الله هذه البقعة المقدسة من العالم لكي تكون مكان تجسد محبته نحو الانسان والفادي من مهده الى لحده وبعد قيامته وحتى صعوده الى السماء كان ينتقل في هذه الارض المقدسة من قرية الى قرية ومن مدينة الى مدينة مناديا بقيم المحبة والاخوة والسلام ، وبعد صعوده الى السماء ترك لنا كنيسته التي نحتفل بتأسيسها وميلادها يوم الاحد القادم حيث احد العنصرة العظيم .

ان زيارتكم للقدس هي عودة الى جذور الايمان فالقدس بالنسبة الينا في تاريخنا وتراثنا المسيحي انما هي حاضنة اهم مقدساتنا وهي المركز الروحي الاقدم والاعرق في العالم ، انها المدينة التي تحتضن القبر المقدس وانتم تعلمون ماذا تعني القيامة بالنسبة الينا ، فنحن ابناء القيامة وعقيدتنا مرتبطة بالقيامة التي بدونها لا يمكن ان نتسمى مسيحيين .

اتيتم من الجبل المقدس الذي يعتبر واحة روحية ومدرسة في الصلاة والروحانية الارثوذكسية، اتيتم وانتم تحملون معكم بركة السيدة العذراء حامية الجبل المقدس حيث البخور يتصاعد الى السماء مع ادعية وصلوات الرهبان المتوحدين القديسين من اجل الخير والسلام في عالمنا .

نتمنى منكم وانتم تصلون وتسبحون الله في اديرتكم وفي عباداتكم التقوية الرهبانية ان تذكروا دوما فلسطين الارض المقدسة ، صلوا من اجل كنيستنا ومن اجل الحضور المسيحي التاريخي والعريق في هذه الارض المقدسة ، صلوا من اجل شعبنا الفلسطيني الذي تعرض وما زال يتعرض لمظالم كثيرة ونحن من واجبنا ان نكون دوما منحازين الى جانب هذا الشعب وان نسأل الله بأن تتحقق العدالة في هذه البقعة المقدسة من العالم وان ينعم شعبنا الفلسطيني بما يستحقه من كرامة وحرية وان يعيش بأمن وسلام في هذا الوطن الذي نحبه وننتمي اليه .

اذكرونا دوما في صلواتكم وان ملجأنا الحقيقي هو الله فنحن لا نثق بجبابرة وسياسيي هذا العالم الذين في كثير من الاحيان نلحظ انهم منحازون بشكل كلي للظالمين على حساب المظلومين ، ان كل النكبات والنكسات التي تعرضنا لها سببها زعماء هذا العالم الذين لا تهمهم المبادىء الانسانية والاخلاقية والكثيرون منهم مرتبطون بالماسونية الشريرة الحاقدة وبالمصالح الاقتصادية والسياسية دون الاخذ بعين الاعتبار الشعوب المظلومة والمقموعة والمعذبة .

ثقتنا كبيرة بالله بأنه لن يتركنا وسيفتقدنا دوما بمحبته ورحمته وحنانه ومهما تمادى الظالمون في ظلمهم والقاتلون في همجيتهم وارهابهم الا ان هذا الشر لا بد ان تكون له نهاية ، فلنرفع الدعاء الى الله القادر على كل شيء لكي يبدل الاحوال في عالمنا وينير القلوب والعقول والضمائر لكي تكون اكثر انسانية وتمسكا بالقيم الروحية والاخلاقية والحضارية .

صلوا من اجل سوريا التي يستهدفها الارهاب واعداء سوريا هم اعداء الانسانية وانا استذكر في هذه الاثناء زيارتي الى الجبل المقدس عندما كنت طالبا في كلية اللاهوت في جامعة تسالونيكي حيث كنا مع اخينا الشماس بولس يازجي في ذلك الحين والذي اصبح بعدئذ مطرانا على حلب وهو احد المطرانين المخطوفين ، ونحن بدورنا نصلي الى الله من اجل عودة كافة المخطوفين وان يعزي الرب الاله قلوب الحزانى والمتألمين والثكالى والمشردين والمعذبين في سوريا وما اكثرهم ، نصلي من اجل العراق واليمن وليبيا ونذكر في صلواتنا كل انسان معذب ومظلوم ومتألم في هذا العالم بغض النظر عن انتماءه الديني او قوميته او خلفيته الثقافية .

صلوا من اجل هذا المشرق العربي لكي يعود اليه سلامه المفقود ومن اجل ان تتوقف مظاهر الارهاب والعنف والقتل وكلنا شهدنا ما حدث في مصر قبل ايام وما حدث في مصر حدث في اكثر من موقع في منطقتنا وفي عالمنا ونحن بدورنا نتضامن مع ضحايا الارهاب والعنف في كل مكان في هذا العالم .

اذكروا شعبنا الفلسطيني في صلواتكم لانه شعب يستحق ان نصلي من اجله وان نسأل الله من اجل نصرته وقوته وثباته وتحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية .

المسيحيون الفلسطينيون هم ابناء هذه الارض وابناء هذا الشعب ، نحن ننتمي الى فلسطين ونفتخر بذلك ، ننتمي الى فلسطين وتاريخها وتراثها وهويتها وشعبها وندافع عن عدالة قضيتها التي هي قضيتنا جميعا .

قدم سيادته للرهبان وثيقة الكايروس الفلسطينية بنسختها اليونانية مؤكدا اهمية ان يسمع الصوت المسيحي في عالمنا المدافع عن عدالة القضية الفلسطينية هذه القضية التي يسعى الاعداء لتهميشها وتصفيتها ، ولكن لن يتمكن احد من تصفية هذه القضية التي هي قضية حق وعدالة ، انها قضية شعب يعشق الحرية وفي سبيلها يقدم التضحيات الجسام .

لن يغيب الحضور المسيحي عن هذا المشرق العربي رغما عن كل الالام والاحزان والشدائد التي نمر بها ، فدماء الشهداء لن تزيدنا الا ايماننا وثباتا وصمودا وتمسكا برسالتنا وحضورنا وقيمنا .

تحدث المطران في كلمته عن اوضاع مدينة القدس والقضية الفلسطينية بشكل عام كما تحدث عن مكانة القدس الروحية والتاريخية والانسانية والوطنية واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات