في الذكرى الأربعين لوفاته...الشاعر أحمد دحبور حاضراً في جامعة القدس

في الذكرى الأربعين لوفاته...الشاعر أحمد دحبور حاضراً في جامعة القدس
جانب من الفعالية
رام الله - دنيا الوطن
لم يدرك الجالسون في قاعة الشعر العربي بجامعة القدس ذلك اليوم وأعينهم تراقب الشاعر أحمد دحبور صاعداً ببطئ منصة المسرح، أن يكون هذا اللقاء الأخير بالجمهور، لكنه كان مدركا تماماً أن حيفا التي ولد فيها وعشقها لا تختلف عن مدينة القدس التي ما جف حبر قلمه واشعاره تتغنى غزلاً وحباً وثورة بها.

وحمل دحبور قضيته التي تُشغله الى منصة جامعة القدس، فالقى أشعاره وأفكاره في أذان من تواجدوا، منبهرين منصتين لذلك الرجل الذي ضحى بسنين عمره تقرباً إلى الله ولوطن مسلوب.

مات دحبور، وكلماته ما زالت تتردد بين جدران جامعة القدس، تلك الكلمات التي قالها وكأنه يودع شعباً بأكمله، يوصل رسالة مفادها نحن من القدس ولها.

وكانت جامعة القدس استضافت الشاعر الفلسطيني المرحوم أحمد دحبور في سلسله حلقات برنامج "كيف حملت القلم" والتي كانت من آواخر ظهوره في عام 2015 بسبب مرضه، تميز وجوده بتقديمه ندوة ثقافية شعرية حول التجربة الابداعية للحضور من اساتذة وطلبة، وأيضا بالقائه للشعر وقصائد عن مدينة القدس وبالتحديد عن حيفا، مكان مولده، حيث أصبح بعدها من اللاجئين بفعل النكبة ونشأ في سوريا.

وهدفت جامعة القدس باستضافته تكريم قامة وطنية تعتبر من أعمدة الحركة الثقافية الفلسطينية والشعر المقاوم، حيث عاصر المأساة الفلسطينية وتلتها رحلة العذاب والتشرد، مما جعل أعماله تعكس الحالة الفلسطينية بكافة تفاصيلها المأساوية وتوفي عام 2017.

ونعى رئيس الجامعة أ.د عماد أبو كشك بحزن ذلك الشاعر المثقف المناضل، مبيناً أن جامعة القدس ستبقى عنواناً و منبراً للأدباء والشعراء والمناضلين، حيث قدمت الجامعة وما زالت رسلاً أوفياء يحملون العلم نبراساً ويواجهون به الاحتلال، معتبراً رحيل الشاعر دحبور خسارة كبيرة على المستويات الوطنية، والثقافية الإبداعية، والإنسانية، فهو الذي كان بكلمات أشعاره يعكس الكبرياء الفلسطيني.

يذكر أن دحبور ولد عام 1946 بمدينة حيفا التي غادرها مع عائلته إلى لبنان، ثم إلى سوريا، حيث نشأ ودرس في مخيم حمص للاجئين وعاد إلى الأراضي الفلسطينية بعد توقيع اتفاق أوسلو للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وأصدر دحبور العديد من الدواوين الشعرية من أشهرها (الضواري وعيون الأطفال) و(حكاية الولد الفلسطيني) و(طائر الوحدات) و(شهادة بالأصابع الخمس) و(كسور عشرية) وحصل على جائزة توفيق زياد في الشعرعام 1988.

ولا تزال الكثير من الأغنيات التي كتب كلماتها تتردد في العديد من المناسبات الوطنية ومنها (اشهد يا عالم) و(عوفر والمسكوبية) و(يا شعبي يا عود الند) و(والله لأزرعك بالدار) و(يا بنت قولي لأمك) و(غزة والضفة) و(صبرا وشاتيلا) وغيرها.