المطران حنا سيبقى الحضور المسيحي الفلسطيني في هذه الديار فاعلا

المطران حنا سيبقى الحضور المسيحي الفلسطيني في هذه الديار فاعلا
رام الله - دنيا الوطن
وصل الى مدينة القدس صباح اليوم وفد من مجلس الكنائس الالمانية ضم عددا من ممثلي الكنائس في المانيا والذين وصلوا في زيارة تضامنية لفلسطين حيث سيلتقون مع عدد من رؤساء الكنائس المسيحية كما وسيلتقون مع شخصيات فلسطينية سياسية وسيزورون خيم التضامن مع الاسرى المضربين عن الطعام وقد استقبلهم المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في كنيسة القيامة في القدس القديمة ، حيث ابتدأت الزيارة بالصلاة والدعاء امام القبر المقدس ومن ثم جولة داخل الكنيسة ثم استمع اعضاء الوفد الى كلمة من المطران .

المطران رحب بالوفد الكنسي الاتي الينا من المانيا والمكون من 17 شخصا من مختلف الكنائس الالمانية مثمنا زيارتهم وتضامنهم مع شعبنا ورغبتهم بزيارة الكنائس والمرجعيات المسيحية وسماع ما يقوله المسيحيون الفلسطينيون عن انفسهم لا ما يقال عنهم من قبل الاخرين.

قال المطران بأن المسيحية في هذه الارض المقدسة لم ينقطع وجودها منذ اكثر من الفي عام بالرغم من كل التقلبات السياسية والظروف التي عصفت ببلادنا فالحضور المسيحي باق وسيبقى بنعمة الله وعونه ورحمته.

والمسيحيون الفلسطينيون في هذه الديار هم اصيلون في انتماءهم لهذه الارض المقدسة وهم ليسوا جالية او اقلية او جماعة اوتي بها من هنا او من هناك ، فالمسيحيون الفلسطينيون هم ابناء هذه الارض الاصليين جنبا الى جنب مع اخوتهم المسلمين حيث نتشارك معا وسويا في انتماءنا الانساني اولا وفي انتماءنا الوطني العربي الفلسطيني ثانيا ، نحن فلسطينيون وسنبقى كذلك ولن نتخلى عن هويتنا الوطنية تحت اي ظرف من الظروف وتحت اية ضغوطات او ابتزازات ، نحن ننتمي الى المسيحية المشرقية التي بزغ نورها من هذه الارض المقدسة ، نحن ننتمي الى كنيسة عريقة وصفها القديس يوحنا الدمشقي بأنها " أم الكنائس " والقدس في المسيحية هي المركز الروحي الاول والاقدم والاعرق وكنيسة القيامة والقبر المقدس بالنسبة الينا يعني الشيء الكثير في عقيدتنا وايماننا وتراثنا .

ستبقى شعلة الايمان متقدة في هذه الارض ، وسيبقى نور المخلص الذي انبلج من القبر المقدس منيرا ومبددا الظلمات ومناشدا ومناديا الانسان بأن يعود الى انسانيته وان يعيش قيم المحبة والايمان في حياته .

سيبقى الحضور المسيحي في هذه الارض حضورا فاعلا في كافة الميادين الانسانية والاجتماعية والروحية والوطنية ، وسيبقى المسيحيون الفلسطينيون اوفياء لانتماءهم الوطني ومدافعين حقيقيين عن عدالة قضية شعبهم .

نحن نفتخر بانتماءنا للشعب الفلسطيني الذي قضيته هي اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث ومهما تجاهل سياسيوا الغرب عدالة هذه القضية فإن هذه القضية ستبقى حية لانها قضية شعب يؤمن بالحرية ويعشق هذه الارض المقدسة وينتمي اليها بكل جوارحه .

ان المبادرة المسيحية الفلسطينية ووثيقة الكايروس انما هي نداء اطلقه المسيحيون الفلسطينيون لكي يذكروا العالم بأسره بمسؤولياته تجاه فلسطين وشعبها ومقدساتها وقضيتها العادلة .

المبادرة المسيحية الفلسطينية هي صوت صارخ في برية هذا العالم لكي نذكر الجميع بأن يلتفتوا الى فلسطين الارض المقدسة ويقفوا الى جانب شعبها ويدافعوا عن انسانها المظلوم الذي يحق له ان يعيش بحرية وكرامة في وطنه مثل باقي شعوب العالم .

نتمنى ان تكون الكنائس المسيحية في عالمنا منحازة لعدالة قضية شعبنا فالانحياز للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني المظلوم انما هو انحياز للحق والعدالة ونصرة للمظلومين والمتألمين اولئك الذين يدعونا المخلص دوما لكي نكون الى جانبهم وان نتضامن معهم بشكل فعلي.

ستبقى اجراس كنائسنا تقرع مبشرة بقيم السلام والمحبة والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان وستبقى مدينة القدس عاصمتنا الروحية والوطنية وحاضنة اهم مقدساتنا .

نتضامن مع الاسرى في محنتهم وهم يستحقون الحرية وقد ناضلوا في سبيلها ومن اجلها قدموا التضحيات الجسام .

نتبنى كافة مطالبهم العادلة ولكن يبقى المطلب الاساسي والاهم هو الحرية لابطال الحرية .

نلتفت الى مشرقنا العربي الذي يعذب بفعل الارهاب العابر للحدود ونتمنى بأن تتوقف حالة العنف والارهاب والقتل وان تتوقف الحروب التي خلفت الكثير من المآسي الانسانية لكي تحل مكانها لغة الحوار والتفاهم .

نلتفت الى الحضور المسيحي في هذا المشرق العربي ونقول بأن افراغ منطقتنا من الحضور المسيحي انما هي انتكاسة لهذا المشرق وكافة مكوناته وعلى الجميع ان يتحملوا مسؤولياتهم الاخلاقية والوطنية والانسانية بضرورة الحفاظ على هذه الحضور الاصيل الذي تراجع في السنوات الاخيرة بسبب الاوضاع التي المت بمنطقتنا .

اما فلسطين فستبقى قضيتنا الاولى وهي مفتاح السلام في منطقتنا وفي عالمنا فنحن نرحب بكم وزيارتكم هي زيارة تعزية وقوة لكل واحد منا وخاصة لعائلات الاسرى المضربين عن الطعام الذين يمرون بمرحلة قلق وخوف على صحة ابناءهم ونحن نشاطرهم هذا القلق وهذا الخوف .

وضع المطران الوفد في صورة الاوضاع في مدينة القدس كما قدم لهم وثيقة الكايروس الفلسطينية وبعض المنشورات التي اصدرتها مؤسسة باسيا ، كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .