ما هي خيارات حماس للخروج من "عنق الزجاجة"؟

ما هي خيارات حماس للخروج من "عنق الزجاجة"؟
خاص دنيا الوطن- كمال عليان
في ظل مرحلة سياسية راهنة، يعدها مراقبون، بأنها فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، خصوصاً بعد خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة الرياض، الذي اعتبر فيه حركة حماس مثل حزب الله وتنظيم الدولة، بالإضافة إلى صمت بعض الدول "الحليفة" عن أزمات قطاع غزة، تقف حماس أمام ثلاثة خيارات.

وتتراوح تلك الخيارات، كما يراها مراقبون تحدثوا لـ "دنيا الوطن"- بين الصمت الإيجابي تجاه ما يحدث، أو الصمت بشكل كامل، أو أن تتمحور حماس بجانب إيران مقابل ألا تخسر أحد في المقابل.

وعلى الرغم من أن الولايات الأمريكية تعد حركة حماس إرهابية منذ عام 1996، إلا أن مراقبين يرون أن التوصيف هذه المرة سيكون مرتبط بخطوات وإجراءات مقبلة في الإطار الدولي والإقليمي ضد حماس.

 الأكثر ترجيحاً

أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في غزة د. حسام الدجني، يؤكد أن حماس ربما تجد نفسها أمام ثلاثة خيارات أو سيناريوهات: الأول هو الصمت الإيجابي وفتح قنوات اتصال سرية مع الدول والعواصم المختلفة وتوظيف وثيقتها السياسية لإقناع الآخرين بأنها ليست إرهابية، معتبراً أن هذا الخيار الأكثر ترجيحاً في ظل المرحلة الراهنة.

ويضيف الدجني: "أما الخيار الثاني فهو الصمت بشكل كامل وكأن شيئاً لم يحدث، وأن تأخذ تصريحات ترامب في سياقها التقليدي، أو أن تتبنى حماس سياسة تموضع وتمحور تقوم على التقدم خطوة تجاه من يتقدم إليها خطوة، وبذلك تلتقط الحركة رسالة قاسم مسلماني وتتمحور بجانب إيران".

وأضاف "في مقابل ذلك ربما حماس ستحاول ألا تخسر أحداً، عبر تبرير هذه الخطوات بأن الحركة مع الجميع ولا تتدخل بشؤون أحد، وتطلب من الجميع العمل على إنهاء الاحتلال والحصار المفروض عليها".

رؤية مستقبلية

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن خطاب ترامب لم يشكّل أزمة لحركة حماس وحدها، إنما للمقاومة الفلسطينية وكل الشعب الفلسطيني، موضحاً أن الخيار الأفضل هو أن يلتقي الفلسطيني مع الفلسطيني لوضع رؤية مستقبلية لمواجهة المرحلة والمقبلة لأنها الأخطر.

وقال الصواف :"إذا تحقق هذا الخيار، أعتقد أن كل هذه الأزمات ستنتهي، لأن القضية ليست قضية حماس إنما قضية وطن وشعب ومقاومة، فإذا لم نلتفت جميعاً لبعضنا البعض فسينطبق علينا المثل القائل "أكلت يوم أكل الثور الأبيض".

من جهته، توقع الكاتب الصحفي أحمد الكومي، أن تلجأ حماس إلى إعادة توثيق وتعزيز علاقاتها مع "الحلف القديم" الذي كانت جزءاً منه، والذي يضم بشكل رئيسي، إيران وحزب الله، فيما يتعلّق تحديداً بالدعم والتمويل والمواقف السياسية، وحتى التنسيق على المستوى العسكري.

وقال الكومي في مقال تحليلي: "أو أن تحافظ حماس على درجة من التوازن في علاقاتها مع الدول الإقليمية الحليفة لها، وخصوصا قطر وتركيا، وأن تستثمرها في محاولة ضبط وكبح أي مخطط دولي يستهدفها، إذا ما علمنا أن قطر كانت قد دافعت عن الحركة، في كلمة الأمير تميم بن حمد آل ثاني بالقمة، أكد فيها أن "حماس تدافع عن أرضها".

وأضاف "كما أن الحركة ستلجأ لتصليب الجبهة الداخلية المرتبطة بمحور إيران، والإشارة هنا إلى فصائل اليسار؛ من أجل تشكيل جدار فصائلي فلسطيني في مواجهة اعتمادية الرئيس محمود عباس على الحلف الآخر".

وأشار إلى أن المرحلة الجديدة هي الآن في طوْر إعادة ترتيب الأوراق، وأن الأمور في المنظور القريب لن تكون سهلة على المستوى الإقليمي، مبيناً أن أي مستجد سيلقي بظلاله على كثير من الملفات، من بينهما الملف الفلسطيني ومنه قطاع غزة.

التعليقات