عطا الله حنا:"نتمنى أن تصل صرخة الاسرى إلى العالم"

عطا الله حنا:"نتمنى أن تصل صرخة الاسرى إلى العالم"
رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة اليوم وفد اعلامي من رومانيا ضم 20 اعلاميا من مختلف وسائل الاعلام الرومانية ومراسلي محطات التلفزة والصحف والذين وصلوا في زيارة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وبهدف تغطية تطورات اضراب الاسرى الفلسطينيين.

رحب سيادة المطران بالوفد الاعلامي الاتي الينا من رومانيا حيث ابتدأت زيارتهم للقدس بجولة في كنيسة القيامة ومن ثم استمعوا الى كلمة سيادة المطران الذي اعرب عن سعادته باستقبال الوفد في مستهل زيارتهم للاراضي الفلسطينية .

تحدث سيادة المطران في كلمته عن اوضاع مدينة القدس والتي تتعرض لمجزرة تاريخية حضارية واستهداف يطال كافة مناحي حياة ابناء شعبنا في هذه المدينة وكذلك استهداف مقدساتنا ومؤسساتنا الوطنية .

السلطات الاحتلالية تسعى لتزوير تاريخ مدينتنا وتشويه طابع هذه المدينة المقدسة ، ان كل شيء عربي فلسطيني مستباح في هذه المدينة المقدسة وابناء القدس الفلسطينيين يعاملون كالغرباء في مدينتهم ويستهدفون في هوياتهم وارزاقهم وعيشهم ويتعرضون لكثير من السياسات العنصرية الظالمة .

ان كل هذا يحدث في مدينة القدس وما يسمى بالعالم المتحضر يتفرج علينا دون ان يحرك ساكنا ، لن يتخلى الفلسطينيون عن عاصمتهم ولن يتنازلوا عن مدينتهم المقدسة مهما اشتدت حدة المؤامرات والمحاولات الهادفة لابتلاع هذه المدينة المقدسة وطمس معالمها وتشويه وتزوير تاريخها ، لن يتخلى الفلسطينيون عن انتماءهم لوطنهم ودفاعهم عن قضية شعبهم العادلة .

لا تتوقعوا من ابناء شعبنا الاستسلام امام اية ضغوطات او ابتزازات او اغراءات ، ولا تتوقعوا من شعبنا الفلسطيني ان يقبل بسلام هو في واقعه استسلام وضعف وقبول بالامر الواقع الذي يرسمه الاحتلال لنا .

لن يتحقق السلام بدون العدالة والعدالة بالنسبة الينا تعني اولا انهاء الاحتلال وازالة كافة المظاهر العنصرية والاسوار والحواجز العسكرية وتحقيق حق العودة وعودة القدس الى اصحابها ، فهذا هو مفهومنا للعدالة وبدون العدالة فالسلام الذي يتحدث عنه البعض هو اكذوبة كبرى لا تعني بالنسبة الينا كفلسطينيين اي شيء .

اليوم يخوض الاسرى الفلسطينيين اضرابا مفتوحا عن الطعام وهدف هذا الاضراب هو ان تصل صرخة هؤلاء المناضلين الى حيثما يجب ان تصل ، انه نداء يطلقه هؤلاء المناضلون من خلف القضبان الى كافة ارجاء العالم ، انها رسالة تقول بأننا شعب يستحق الحياة ويستحق الحرية والتي في سبيلها قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام .

نثمن زيارتكم لفلسطين والتي تأتي في اطار التضامن مع الاسرى المضربين عن الطعام ، ونتمنى من خلال تغطيتكم الاعلامية ان تصل رسالة الاسرى ورسالة شعبنا الى بلدكم والى سائر البلدان في اوروبا وفي سائر ارجاء العالم .

نرحب بكم بإسم شعبنا ونحن اوفياء لكافة اصدقائنا المنتشرين في سائر ارجاء العالم ، اصدقاءنا منتشرون في كل مكان وهم ينادون دوما بالحرية لشعبنا ويرفعون الراية الفلسطينية في كافة الساحات .

انتم ضمير هذا العالم الذي ويا للاسف نلحظ ان بعض قادته يتشدقون بالحريات والدفاع عن حقوق الانسان ولكن كل هذا يتوقف عندما يدور الحديث عن فلسطين .

لقد اتى الرئيس الامريكي وزار منطقتنا لكي يبيع اسلحته الفتاكة التي تدمر وتحرق وتيتم الاطفال وتدمر الاوطان في منطقتنا العربية ، اتى لكي يصب الزيت على النار ولكي يؤجج الفتن في منطقتنا العربية ، اتى لكي يزيد من الدمار والخراب الذي حل بمنطقتنا بسبب السياسات الغربية الخاطئة والغبية ، اتى واخذ معه المليارات من الدولارات ثمن اسلحة الموت التي باعها دون الاخذ بعين الاعتبار اي قيم اخلاقية او انسانية او روحية ، اتى لكي يزيد من انقسام وتشتت العرب ولكي يوجد لنا اعداء وهميين ولكي يبعد الانظار عن العدو الحقيقي .

ان السياسات الامريكية والغربية تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه ما حل بمنطقتنا من نكبات ونكسات ولعل النكبة الكبرى هي ما يحدث اليوم في مشرقنا العربي من ارهاب وتدمير وتخريب وتفكيك للمجتمعات واثارة للغرائز المذهبية والتطرف الديني والتشرذم المذهبي .

ان ما سمي زورا وبهتانا بالربيع العربي انما هدفه الاساسي هو تصفية القضية الفلسطينية وتدمير هذا الوطن العربي من محيطه الى خليجه حتى يتسنى للاستعمار تمرير مشاريعه في منطقتنا وفي بلادنا المقدسة .

لقد اصبحت المعادلة واضحة المعالم لمن لم يفقدوا البصر والبصيرة ، والامور اصبحت واضحة وضوح الشمس فمنطقتنا العربية مستهدفة بتاريخها وحضارتها وهويتها وثقافتها ولحمة ابنائها ، انه سايسبيكو جديد يراد تمريره في منطقتنا بهدف تفكيك المفكك وتجزئة المجزء ولكنني على يقين بأن هذا المشروع سيفشل فشلا ذريعا ، أما فلسطين فستبقى لشعبها ولابنائها المناضلين في سبيلها والساعون من اجل تحريرها وتحرير قدسها ومقدساتها ، وسيبقى الاسرى الفلسطينيين المناضلين ضمير هذا الشعب ولسان حاله وهم يمثلوننا في صرختهم وندائهم من اجل كرامتهم وحريتهم التي هي كرامتنا وحريتنا جميعا .

نحن نتبنى مطالبهم جملة وتفصيلا ولكن يبقى المطلب الاساسي هو الحرية لابطال الحرية .

قدم سيادته بعض الاقتراحات العملية والافكار حول مسألة التغطية الاعلامية لهذا الاضراب وللقضية الفلسطينية وللقدس بشكل عام كما قدم سيادته للوفد تقريرا عن احوال مدينة القدس من اعداد مؤسسة باسيا ، واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .