صيدها يهدد بمجاعة مائية:"البذرة" في الأسواق إقبال كبير من الفقراء

صيدها يهدد بمجاعة مائية:"البذرة" في الأسواق إقبال كبير من الفقراء
سردينا صغيرة
خاص دنيا الوطن- نسرين موسى
تزخر أسواق قطاع غزة بأسماك صغيرة لا يتعدى حجمها عقلة الأصبع، يطلق عليها اسم البذرة، ويتزاحم عليها الفقراء، نظراً لانخفاض ثمنها، وعدم قدرتهم على شراء الأنواع الكبيرة المختلفة.

ويُجمع مختصون في علوم البيئة، على أن صيد مثل هذه الأسماك، يضر بالبيئة البحرية لقطاع غزة، ناهيك عن أن كل دول العالم تحرمه.

فهل يعي المواطن حجم الخطورة ويمتنع عن شرائها؟

المواطن الخمسيني سعد حمتو من غزة يقول: "أبحث عن هذه الأسماك ليس لطعمها اللذيذ؛ ولكن الكيلو منها يكفي أسرتي على عكس الأسماك الكبيرة المرتفعة الثمن، يقوم أطفالي دون إحساسهم بالشبع، وكأني أشتريها للتذوق".

ولا يتمنى حمتو انقطاع أسماك البذرة، وأن يستمر وجودها لأكثر من موسم.

وتتفنن السيدة سهام حسن من خانيونس بصنع أطباق مختلفة من هذه الأسماك، وتقول: بـ "أربعة شواكل أو خمسة أصنع أكثر من طبق مختلف، (الكفتة، وصينية السمك بالبصل، والقلي) فهل أتمكن بكيلو واحد من السمك الكبير فعل هذا؟!".

المواطنة سهام تختم، "هذه الأسماك جاءت لنا رحمة، ولولاها لما تذوقنا طعم السمك، وكثيراً ما أقوم بطبخها بدلاً من أكلة آخر الأسبوع (الجمعة) كما هو معروف الدجاج نظراً لسوء وضعنا المادي".

لكن المواطنة سعاد زقوت لا تلفت إلى هذه الأسماك وتقول: "تنظيفها يرهقني ويأخذ كل وقتي، وطعمها غير مستحب".

بائع السمك  سمير أحمد من رفح يقول: "تتوفر الأسماك الصغيرة في فصل الربيع، وتكثر كذلك في فصل الصيف، أتوجه إلى البحر لشرائها من الصيادين في الصباح وأقوم ببيعها".

يشير أحمد إلى أن ثمنها أقل من الأسماك الأخرى، منوهاً إلى أن إقبال المواطنين عليها أكثر؛ لذلك يضطر لشراء المزيد منها، وسرعان ما يبيعه وفي اليوم الواحد يشتري أكثر من كمية ويعود إلى بيته وقد أنهى بيعها".

وحول مدى خطورة صيد الأسماك الصغيرة على البيئة البحرية يقول عبد الفتاح عبد ربه الأستاذ المشارك في علوم البيئة في الجامعة الإسلامية: "إن الضرر يكمن في اعتماد الأسماك كبيرة الحجم عليها كغذاء، وحين لا تجدها ستصبح مجاعة داخل البيئة المائية".

ويضيف، "الأسماك الصغيرة تعيش في المناطق القريبة، وصيدها يخل بالتوازن البيولوجي، وسيقل الصيد السمكي بعد صيدها".

يتابع د. عبد ربه: "إن ضيق مساحة الصيد وفقر الصيادين جعلهم يستخدمون جميع أنواع الشباك الممكنة لصيد أي نوع من الأسماك
والصياد يبحث عن رزقه ويصيد بكميات هائلة.

ويشدد على أن القيمة الغذائية ليست جيدة في الأسماك الصغيرة، لأنها لم تأخذ فترة النمو الكافية، لكن الفقر هو ما يدفع الناس لشرائها.

وحول المطلوب لعدم صيد هذه الأسماك يقول د. عبد ربه: "الوعي البيئي الكامل، ولكن لا يوجد قانون بيئي مطبق لمنع صيدها، إضافة إلى أنه يجب أن يكون اكتفاء ذاتياً لقطاع الصيادين في الأكل والشرب.

جدير ذكره، أن  قراراً صدر مؤخراً بمنع الصيد بواسطة الشباك الصغيرة، غير أن احتجاج الصيادين أوقف تنفيذه، وأعيد السماح باستخدامها.

فيديو ارشيفي لحسبة السمك في قطاع غزة

 



التعليقات