ماذا قالت فتح في ذكرى تحرير جنوب لبنان؟

رام الله - دنيا الوطن
يصادف يوم 25/5/2000 ذكرى تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الاسرائيلي وعملائه، ودحر قوات الاحتلال بعد سنوات طويلة من المقاومة التي خاضتها المقاومة الاسلامية والوطنية اللبنانية ضد مواقع الاحتلال المحصَّنة في مختلف انحاء جنوب لبنان الصامد.

هذا التواجد الاسرائيلي على الاراضي اللبنانية الذي بدأ منذ الاجتياح الاول في العام 1978، عندما قام العدو الاسرائيلي بعمليات قصف وتدمير جوية وبحرية وبرية بهدف اضعاف الوجود الفلسطيني المسلح، والمقاومة اللبنانية الاسلامية والوطنية.

إلاَّ أنَّ الاجتياح الاسرائيلي الاول لم يحقق اهدافه المطلوبة وبدأ يُعدُّ قواته لشنِّ هجومٍ واسعٍ على جنوب لبنان وصولاً الى مدينة بيروت عاصمة لبنان، حيث أطبقت القوات الاسرائيلية بقيادة شارون على المدينة، وارتكبت مجازر صبرا وشاتيلا، ولم تستطع قوات الاحتلال من دخول العاصمة إلاَّ بعد الصمود الرائع الفلسطيني اللبناني بقيادة الرئيس الرمز ياسر عرفات والذي استمر حوالي ثلاثة شهور.

إن قوات الاحتلال الاسرائيلية التي حافظت على وجودها في مناطق محددة من جنوب لبنان والبقاع الغربي، والى جانبها أنشأت جيش لبنان الجنوبي المتعاونة مع الاحتلال بقيادة سعد حداد ثم انطوان لحد.

إنَّ تواصل هجمات المقاومة العسكرية الاسلامية والوطنية والتي أقضت مضاجع الاحتلال، وزلزلت أركانه، وأوقعت المزيد من الخسائر في صفوفه في قرى الجنوب الصامد، والبقاع الغربي الذي شكل الجناح المقابل للمقاومة. هذه التطورات العسكرية تحت وقع ضربات المقاومة وعمودها حزب الله ارغم جيش الاحتلال على اخذ قراره بالانسحاب مخلفاً وراءه ذيول الهزيمة والفشل.

اليوم 25/5/2000 يحتفل الشعبان اللبناني والفلسطيني بهذا الانتصار، انتصار الارادة الوطنية، ارادة المقاومة الشعبية المسلَّحة بالايمان المطلق بالنصر المؤزر، واستعادة الارض والحقوق مهما طال الزمان.

إنَّ لبنان اليوم رئاسةً، ومجلساً نيابياً، وحكومةً يلتف حول القرار المركزي معززاً بالوحدة الوطنية الداعمة لمقاومة الاحتلال، وصدِّ العدوان، فكرامة شعب لبنان من كرامة ارضه المخضَّبة بدماء الشهداء.

لقد اثبت الشعب اللبناني بكل طوائفه، وقواه السياسية انه على قدر المسؤولية، وأنه قادر على التحدي، وبالتالي فهو يمتلك القدرة والخبرة العسكرية، والدراية السياسية لخوض معركة فاصلة، وهذا ما حصل في العام 2006 حيث خاضت المقاومة الاسلامية ومعها كل الاطراف اللبنانية معركة تاريخية حاسمة اجبرت العدو الاسرائيلي على التراجع، والانكفاء، والتقهقر أذلَّ الغطرسة الصهيونية، وعزَّز وجود قوات المقاومة، والجيش اللبناني الذي كان شريكاً وما زال في تحرير الارض والحفاظ عليها.

إنَّ حركة فتح تبارك لشعب لبنان، ولجيشه، ولمقاومته البطلة هذا النصر التاريخي بطرد قوات الاحتلال، وهزيمة عملائه، والصمود على ارض الجنوب والبقاع، ارض الشهداء والتضحيات، ارض التلاحم اللبناني الفلسطيني بوجه العدوان الاسرائيلي.

نهنئ إخوتنا ابطال هذا الانتصار، وسنبقى يداً واحدة في مقاومةِ أي عدوان يطال ارض لبنان لأنه عدوان على الشعبين اللبناني والفلسطيني.

التعليقات