فضل الله: رسالتكم استعادة معنى الوطن ودولة العدل والحرية والمساواة

فضل الله: رسالتكم استعادة معنى الوطن ودولة العدل والحرية والمساواة
رام الله - دنيا الوطن
نظمت جمعية متخرجي المبرّات لقاءً سنوياً لمتخرجيها في قرية الساحة التراثية برعاية معالي وزير العدل سليم جريصاتي، وبمشاركة 600 متخرج من مؤسسات جمعية المبرات الخيرية، وحضورالعديد  من الوجوه السياسية والاجتماعية والتربوية والنقابية والبلدية، وممثلين عن اللقاء الإسلامي المسيحي، وعن العديد من الجامعات في لبنان.  

بداية، آي من الذكر الحكيم، ثم تقرير مرئي عن عمل الجمعية والأهداف المستقبلية التي تسعى اليها، فرسالة بالصوت والصورة للمتخرجة كوثر قاروط سفيرة جمعية الأمم المتحدة في السويد التي حثّت الشباب في كلمتها على أهمية العمل التطوعي وتأثيره في المجتمع، موضحة دور المبرّات في تعزيز مسيرتها الاجتماعية.

تبع ذلك كلمة لرئيس جمعية متخرجي المبرّات الدكتور احمد الموسوي الذي دعا الى "تعزيز حركة الوعي في نفوس المتخريجين و داخل المجتمع، وللإحساس بالمسؤولية الكبرى في مواجهة التحديات الفكرية و الثقافية". كما توجه بالشكر الى "كل الذين تكفلوا أبنائنا الأيتام في أرقى الجامعات في لبنان و خارجه، و لكل افراد الجمعية المتطوعين الذين يشاركون في كل النشاطات دون تعب او كلل".

ثم كانت كلمة لمدير عام جمعية المبرّات الدكتور محمد باقر فضل الله توجّه فيها إلى المتخرجين بالقول: " إنكم في ما تملكون من مؤهلات وكفاءات وفي ما نهلتم من معرفة وفي ما تعيشونه من أخلاق وقيم، حاجة ماسة للوطن للنهوض به، ففي كل ساحة من ساحاته يمكن أن تكونوا نموذجاً لشباب هذا الوطن، الذين نراهن عليه لإعادة الروح والإزدهار والوحدة إلى كل ربوعه".

وأضاف: "إن رهاننا هو على هؤلاء الشباب وأمثالهم إذا أردنا إنقاذ لبنان من كل ما يعانيه. فمثل هؤلاء إذا نزف الوطن من الفساد، كانوا الأوائل في إصلاحه وإعادته إلى طهارته.  وإذا نزف الوطن من الإنقسام والفتن، كانوا الأطباء في لأم جراح الإنقسام وطليعة الإطفائيين الذين يخمدون نار الفتن.  وإذا ضاق الوطن على أهله من التعصب وتحول إلى جُزر متناحرة، كانوا أول البانين لجسور الانفتاح والتواصل والمحبة. أما إذا حاقت بالوطن المخاطر، فإنهم أول من يبذلون كل غال ورخيص لحمايته".

وتابع: "أيها الأحبة، إننا نعلم كم أنتم على شوق كبير لتقوموا بالدور الوطني والإنساني الكبير الذي آليتم على أنفسكم القيام به منذ نشأتم في المبرات، فأنتم لم تعيشوا كل هذا الأفق الكبير لتحصلوا على وظيفة وإن كانت ضرورية لتأمين لقمة العيش. فأنتم أصحاب رسالة تحملون الله في قلوبكم  لتجعلوا القيم حاكمة في الحياة . رسالة تريد استعادة معنى الوطن بعد أن تلاشت كل المعاني. رسالة تريد استعادة الدولة، دولة العدل والحرية والمساواة بعد أن سقطت كل القيم. رسالة تريد المساهمة في  إطلاق عجلة الإصلاح بعد أن عم الفساد".

ودعا فضل الله المتخرجين إلى صناعة الأمل وقال: "أنتم تعلمون الظروف القاسية التي يعيشها البلد. لذا إذا رأيتم اليوم أبواب البلد موصدة فلا تحبطوا. بل كونوا كما المبرّات، علمتنا وعلمتكم أن نعيش الأمل الكبير بالله الذي يفتح لنا أكثر من أفق ويفتح لنا أبواب أكثر من فرصة.. من دون أن نعيش العقدة عن تأدية أي عمل فيه نفع للحياة والإنسان.. أو عن تطوير معارفنا.. فهذا الزمن زمن المعرفة.. وتطوير طاقاتنا العلمية .. واجب علينا. وكلما ازددنا معرفة احتاجت إلينا الحياة.. وسوف تصلون بإذن الله إلى الموقع الذي نريده لكم، موقع الإبداع والعطاء وإغناء المجتمع والوطن والأمة".

اختتم الحفل بكلمة لراعي الحفل الوزير جريصاتي الذي توجه للحضور قائلاً:" ألف تحية وتحية من قصر الشعب من بعبدا العنفوان إلى ضاحية الكرامة... ما أن عَرِف الرئيس العماد انني سأكون راعياً لهذا الاحتفال حتى كلفني أن أنقل للمبرّات أعجابه بالانجازات كما أن اقول كلمة حق بأن صمود الفكر هو بأهمية كل صمود في معركة العنفوان والكرامة". ودعا المتخرجين إلى أن "لا ينكروا على احد حق الاختلاف معهم في الرأي والمعتقد، ذلك أن حرية الرأي والمعتقد هي صنو الكرامة الانسانية كما العلم هو صنو الانسان الذي هو على صورة خالقه او على ما يرغب خالقه عليه".

ورأى أن "دولة المواطنة هي المبتغى كي يجد اللبنانيون حلاً لاشكالاتهم النفسية والسياسية كما لأزماتهم المتناسلة وحروبهم المتقطعة"، مشيرا إلى "أن المرحلة الانتقالية التي ارساها كل من دستور 1926 وميثاق 1943 ووثيقة 1988 ( اتفاق الطائف) بالنصوص والاعراف هي مرحلة لا يمكن اختزالها من دون ان نراكم فيها عناصر الاطمئنان والاستكانة عند كل مكونات الوطن، كما كان يقول سماحة المؤسس السيد محمد حسين فضل الله، الاطمئنان على يومها ودورها وغدها ووجودها ومصيرها الامر الذي لم يحصل والذي عدّه البعض المستنير منا انقلاباً على الطائف".

  وختم: "ان الديموغرافيا لا يجب ان تكون يوماً عامل تهديد للشراكة الوطنية الحقة حتى اذا سعينا معاً الى قانون انتخاب جديد لاعضاء مجلس النواب وفقهنا معاً ان عوامل الاطمئنان والاستكانة هي من الاسباب الموجبة لكل قانون تتولد عنه السلطات يكون سعينا هذا سعياً وطنياً بامتياز على طريق الدولة المدنية المرجوة".

التعليقات