مسكنات الألم قد تصيب بنوبات قلبية..ومدمنون(الترامادول) الأكثر استخداماً لها

مسكنات الألم قد تصيب بنوبات قلبية..ومدمنون(الترامادول) الأكثر استخداماً لها
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- عبدالله أبو حشيش
اعتاد المواطنون في قطاع غزة على الاستخدام المفرط لمسكنات الآلام، الذي يتناولها الشخص فور شعوره بأي ألم دون استشارة الطبيب.

ويستهين المواطن باستشارة الطبيب كون تلك المسكنات تستخدم لكل الآلام، دون الخشية من أضرارها التي تنتج عن الإفراط بها.

هذا وحذرت الدراسات العلمية الحديثة من استخدام الأدوية المسكنة للآلام، والتي أشارت إلى أن استخدامها، حتى ولو لفترة قصيرة، أخطر مما يظن البعض، وقد يؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية.

من ناحيته، أكد رامز عبد الشافي صاحب أحد الصيدليات في قطاع غزة، أن نسبة كبيرة من الأشخاص يتناولون جرعات من المسكنات بطريقة وحشية دون معرفة أضرارها الصحية على الجسم!

وأوضح عبد الشافي في تصريح لــ" دنيا الوطن " أن نسبة كبيرة من بيع الصيدلية يعتمد على المسكنات للكبار وعلاج الأطفال من مضادات حيوية ومسكنات أيضاً لخفض الحرارة، بينما علاجات الأطفال تأتي بروشيتة من الطبيب المعالج، أما الكبار فعند شعورهم بأي ألم بالجسم يلهثون وراء استخدام المسكنات وأبرزها (تروفين 600 ملجم) وهو أخطر مسكن موجود بالبلد كونه يسبب اهتراء في جدار المعدة والفشل الكلوي.

ونوه إلى أن مدمني العقاقير المخدرة ومتعاطيي "الترامادول" يلجؤون لتناول أقوى أنواع المسكنات كون مادتهم المخدرة مقطوعة ومحظورة بعد ملاحقة الجهات الحكومية لمروجيها، بالتالي لا يمكن للموجوع أن يسيطر على ألمه إلا عندما يتناول حبتين أو أكثر من المسكن "تروفين" حتي يستجيب جسمه له، بالمقابل هذه المسكنات مفعولها الحد الأدنى بالجسم يتراوح ما بين 6- 8 ساعات فقط، ويعود لتناوله مرة أخرى!

الجدير بالذكر، أن باحثين في كلية لندن الطبية ومعهد بارتس،  أكدوا أن الملايين حول العالم يستخدمون مسكنات الآلام التي يُفترض أن يتم حظرها في كافة أنحاء العالم بسبب أنها ترفع مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية.

ونقلت جريدة ديلي تليغراف البريطانية عن الباحثين قولهم: إن مادة ديكلوفيناك المستخدمة في تسكين آلام المفاصل هي التي تسبب مخاطر الإصابة بنوبات قلبية، وهي علاج عادة ما يتم استخدامه عندما لا تتجاوب الآلام مع مادة ايبوبروفين المسكنة للآلام.

ويقول الباحثون: إن هذه المسكنات الخطرة موجودة في العديد من الأنواع التجارية الشهيرة من مسكنات الآلام وأغلبها يتم بيعه في الصيدليات دون الحاجة لوصفات طبية.

فيما توفي أحد المواطنين في قطاع غزة قرابة الشهر بعد تناول جرعة من الديكلوفين، وهو أقوى المسكنات الموجودة لتسكين ألمه بعد إجرائه عملية جراحية.

وسجلت هذه الحالة قلقاً شديداً لدي متناولي المسكنات، كونها سببت للمتوفى نزيفاً داخلياً لم تستطيع الطواقم الطبية بأحد المستشفيات السيطرة عليه.

وقال نجل المتوفى خلال حديثه لــ" دنيا الوطن " أن والده توفي بعد تناوله جرعة زيادة من المسكن للسيطرة على ألمه علماً أن والده يعمل ممرضاً بأحد مستشفيات القطاع ولديه الموسوعة الكاملة حول تأثير تلك المسكنات لكن الألم كان أكبر من هذا الإدراك، مما أدي إلى انفجار الكبد لديه وحدوث نزيف داخلي بجسمه، الأمر الذي أدى إلى وفاته بعد 24 ساعة.

وذكرت إحدى الدراسات الدولية الأخرى  أن الأشخاص الذين يتناولون جرعات كثيرة هم الأكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية وقد ترتفع نسبة الخطر في غضون أسبوع واحد فقط، حيث بإمكان الأدوية المسكّنة للألم التسبّب في انقباض الشرايين، زيادة انحباس السوائل وأيضًا رفع ضغط الدم، لاسيما أن الخبراء قالوا إنه يجب على الأطباء إعطاء وصفات في أدوية أخرى بالرغم من الحاجة الكبيرة لمسكّنات الألم في بعض الحالات، كما أضافوا أن تناول هذا النوع من الأدوية لفترات محددة ووفقًا للتعليمات المدوّنة على العلبة لا يشكّل أي خطر على الصحة.

وفي ذات السياق، توفي قبل عدة شهور في قطاع غزة أحد الشبان عندما قام بأخذ حقنة مسكنة لآلام الانفلونزا تسمى ( ديكورد وديكلوفين) ، ما أدى إلى وفاته بعد ساعات قليلة بسبب تعارض المسكن مع مرض كان لديه لم يكن مكتشفاً ظهر على هيئة اعراض انفلونزا شديدة.

التعليقات