الحاجة "غثية عيسى" ما احلى أيام زمان يا ريتها تعود

رام الله - دنيا الوطن- الاء السماك
مازالت خارطة فلسطين ومعاناة اللجوء والهجرة مرسومة ومطبوعة على وجهها وبالرغم من ذلك وهذا العمر الا انها ما زالت تعيش على امل وحلم العودة الى بلدتها الفالوجا.

فتجاعيد وجهها ترسم ذاكرة مليئة بالأحداث ترويها الحاجة " أم إسماعيل عيسى " من بلدة الفالوجا و التي تسكن مخيم البريج وسط قطاع غزة ا .

فتبدأ حديثها بضحكة عندما سألتها عن إسمها فتقول إسمي"غثية" وأنا من بلدة الفالوجا والتي تقع إلي الشمال الشرقي، وأراضي عراق سويدان. وكرتيا، عراق المنشية ".جسير"

وتضيف "الفالوجا "هي بمعني الارض الصالحة للزراعة فالفالوجا أرضها خصبة ومناسبة جدا للزراعة .

وعن معالم بلدتها الفالوجا تجيب:كان يوجد فيها مجلس محلي وأيضا جامع كبير وقديم وبه ثلاث أروقة وقباب وبها أضرحة ومقامات لأولياء ومجاهدين، وكان فيها موقع أثري يسمي خربة المجلس وكذلك مدرسة للأولاد والبنات ونتعلم فيها كافة العلوم وكانت القري المجاورة تأتي الي الفالوجا لطلب العلم .

وعن ثوبها المطرز الذي تتزين به وتمسه بيدها وتجيب بإبتسامة و كأن شيئا مفرحا خطر علي ذاكرتها .الثوب الفلسطيني هو من احلي الثياب الذي كانت تتزين به المرأة الفلسطينية ايام البلاد فهو يمثل الحاضر والماضي والمستقبل فهو تراث ويجب ان نحافظ ولكن اندثر هذا التراث واصبحت الملابس كئيبة لا يلونها الوان
التطريزات الفلسطينية المفرحة .

وعن عادات الفالوجا تحدثنا الحاجة "غثية"ايام الفالوجا ما في زيها ولا في احلي منها كانت الراحة هي مسكن كل قلب كانت الضحكة تزين الوجوه طيبة والمحبة تسود أهل البلدة كان هناك موسم للحصاد ما زرعناه طوال السنة يأتينا بالخير الوفير كنا نتغنى بالأرض وخيرها وما تنتجه لنا كانت سنابل القمح تزين الحقول بألوانها البراقة كنا نجمع جميع ما زرعناه بفرحة وحب ونظرة أمل .

سألتها عن أفراح بلدة الفالوجا تقول بإبتسامة "أفراحنا ويا محلاها من افراح" كانت العروس تزف علي جمل إلي بيت عريسها والثوب الفلسطيني يزينها وكنا نغني سبع ايام كل اهالي البلدة يتجمعوا حول السامر ويغنوا اغاني التراث التي لم يبقي لها عنوان هذه الايام .

وعن يوم الهجرة تحدثنا والدموع ترقرق في عينيها "دمرتنا هزيمة الجيوش العربية وجعلت اليهود تتمادي أكثر بفعالها الوحشية شردنا بالليل ونسينا اولادنا واخواتنا وكل شيء المهم كل واحد ينفذ بجلده من كثر الرصاص علينا .وبعدها صاروا يقصفونا بالطائرات والدبابات ودمروا كل شيء موجود بالقرية شردنا الي بلدة كرتيا وبعدها لحقونا لهناك وطردونا وما ضل قدامنا الا غزة .

وتسكت ثم تتابع بحسرة والم "ذهبنا علي الجمال والدواب وسكنا في مخيم للاجئين كانت حياة قاسية وصعبة لا أكل زي الناس ولا شربة زي الناس وفي الاخر لما حن علينا الصليب الاحمر والاونروا جابونا المخيم وبدينا نتأقلم شوي شوي مع العيشة.

ووصلنا الحال يلي عايشين فيه حاليا.وربنا ينتقم منه وفي نهاية الحديث وجهت الحاجة مقولة لكل متخاذل عن العودة " اننا عائدون عائدون ".