التعصب الرياضي.. مشاهد مؤسفة وعلاقات تنتهي!!

التعصب الرياضي.. مشاهد مؤسفة وعلاقات تنتهي!!
صورة ارشيفية
خاص دنيا الوطن- عمر اللوح
فتحت باب الغرفة وقلت له: أريد أن أسألك سؤالاً؛ فما كان منه إلا أن قذفني بكأس المياه وشتمني، هذا المشهد الذي حدث مع نهى عندما قاطعت زوجها الذي يشاهد مباراة كرة قدم وهو يتابعها بحماس وترقب، ما دفع نهى إلى مغادرة المنزل متجهة إلى منزل أهلها والدموع تنهار من عينيها.

 كرة القدم أو (الساحرة المستديرة) كما يطلقون عليها، وهناك ملايين المشجعين لها، منهم المتعصبون لها الذين يجلسون في البيت لمتابعة المباراة، فيما تحاول الزوجة التحدث معه فيقوم بشتمها وضربها لإيقافه عن مشاهدة المباراة، وفي المقاهي عندما يخسر فريق ينتاب الذين يشجعونه حالة من الغضب، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل متعددة.

شعرت بالإهانة

وبالعودة إلى نهى، تقول: لقد دخلت الغرفة التي يجلس فيها زوجي وهو يشاهد مباراة كرة القدم فهو يحب هذه اللعبة منذ طفولته، ويرفض أن يقاطعه أحد أثناء مشاهدة المباراة، وتضيف ولكنه طلب مني أن أحضر له القهوة، ولكني تفاجأت أن سطوانة الغاز فارغة، فدخلت الغرفة حتى أخبره وأطلب منه أن يركب غيرها.

وتتابع، ولكني فوجئت من ردة فعله، حيث قذف كأس المياه عليّ وشتمني لمقاطعته في مشاهدة المباراة، وهذا المشهد لم يكن الأول في تعامله معي بشكل جنوني بسبب الكرة، مما دفعني لترك المنزل في وقت متأخر من الليل إلى بيت أهلي، وتكمل حيث شعرت بإهانة كبيرة فهل كرة القدم أهم مني؟

أدرك أنني مخطئ

في حين أوضح المواطن خالد العشي، أن حب الإنسان لكرة القدم منذ الصغر تدفعه لمتابعتها، وخاصة المباريات المثيرة مثل الدوري الأسباني وكأس العالم وبعض المباريات التي تكون فيها منافسة شرسة، ويضيف فتجذب عقل الإنسان وروحه وتعطيه إثارة وحماس كأنه في قلب الملعب ضمن أحد الفرق.

ويتابع والابتسامة ترتسم على شفتيه ويأتي أحد ويقطع عنك المشاهدة؛ فيكون قد وتر أعصابي وأبدأ بالصراخ على من قطع عني المشاهدة، وأردف العشي قائلاً: ولكن سرعان ما أدرك أنني مخطئ بحق الشخص الذي عصبت بوجهه بسبب المباراة؛ فأعتذر له عما بدر مني.

بسبب تافه

وأوضح المواطن أسامة الجماصي أنه أثناء متابعة مباراة الكلاسيك بين ريال مدريد وبرشلونة في إحدى المقاهي، وبعد الانتهاء من المباراة خرجت غاضباً لخسارة الفريق الذي أحبه، ويتابع ما دفع أحد الشباب الموجودين بالمقهى للشماتة بي وبشكل متعمد، مما أدى إلى مشاجرة معه وتحول المقهى إلى معركة وانتهى الشجار بينناً، مشيراً إلى أن ما حدث كان بسبب مباراة، ولم أفكر أن كرة القدم هي للترويح عن النفس وعندما يخسر الفريق الذي نحبه تبقى المودة والمحبة قائمة، فمن الجنون أن تحدث مشكلة بسبب تافه؛ فأيقنت أني مخطئ فيما حدث.

هناك أشياء أهم

ويرى المواطن محمود الوحيدي، أن متابعة الكرة شيء جميل ورائع من باب التمتع بالرياضة الأروع في العالم، ولكن عندما أكون مشغولاً في أمر ما وخاصة إذا كان يتعلق بأسرتي فلا أحضر المباراة من الأصل، لأن هناك شيء أهم بكثير، وأشار إلى أن ما يحدث من مشاكل بسبب مباراة شيء يدعو إلى السخرية والاستهجان فالكرة متعة فقط.

تعصب أعمى

وفي ذات السياق، أكد الأمين العام لمبادرة المثقفين العرب د. ناصر اليافاوي، أن التعصب الأعمى الذي يتبعه البعض في التشجيع لمباراة كرة القدم لا يجلب إلا المشاكل والخصام، فماذا يستفيد المتعصب؟

ويضيف أن ما يجهله المتعصبون أن اللاعب الذين يلهثون لتشجيعه لا يكترث لهم، بل ينظر إلى المال، والدليل أنه إذا قدم له عرض مالي أفضل في نادٍ آخر يذهب، وهذا يدل على أنه لا يوجد انتماء عند اللاعبين، فلماذا نتعصب من أجلهم؟

ويستدرك د. اليافاوي، ظاهر التعصب ثقافة دخيلة على مجتمعنا الفلسطيني ظهرت خلال السنوات الماضية، وفي الماضي كانت روح الانتماء عند اللاعب موجودة، وكان التشجيع للفريق سواءً أكان محلياً أو دولياً.

 ويتابع بما أن التعصب شيء مرفوض ويفرق ولا يجمع نحتاج إلى توعية الجميع بهذا الظاهرة الدخيلة بنشر ثقافة المعرفة والوعي والفهم الحقيقي لمفهوم التعصب، لتصبح بعده الأمور ظاهرة أمام الجميع، وننتقل إلى حقيقة التمتع بمشاهدة المباراة والخروج بعدها بروح المودة والمحبة.

فيديو ارشيفي حول التعصب الرياضي والروح الرياضية د. عائض القرني

 



التعليقات