ليلة كاملة لترامب بتل أبيب..أقل من ساعة في بيت لحم..فلماذا؟

ليلة كاملة لترامب بتل أبيب..أقل من ساعة في بيت لحم..فلماذا؟
لحظة وصول ترامب إلى إسرائيل
خاص دنيا الوطن – أحمد العشي
بعد انتهائه من زيارة الأراضي السعودية، كانت محطته الثاني هي تل أبيب ولقاءه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس رؤوفين ريفيلين في مراسم كبيرة وضخمة.

من المقرر، أن يبقى ترامب في تل أبيب حتى اليوم الثلاثاء، ثم سيتوجه إلى بيت لحم؛ للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة خاطفة تستغرق أقل من ساعة فقط.

الكثير يتساءل حول مدة زيارة الرئيس الأمريكي الخاطفة والقصيرة إلى بيت لحم، في المقابل بقي ليلة كاملة في تل أبيب؟

"دنيا الوطن" استطلعت آراء مجموعة من المحللين وخرجت بالتحليل التالي:

أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعدة، أن زيارة الرئيس الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط هي زيارة قصيرة بالأصل، لافتاً إلى الزيارة من الرياض إلى بيت لحم هي عبارة عن 26 ساعة فقط.

وحول سبب قصر الزيارة في بيت لحم والتي ستستغرق أقل من ساعة، أرجع أبو سعدة ذلك إلى أن هناك أسباباً أمنية، منوهاً إلى أن هناك أعباء أمنية كثيرة على مرافقة الرئيس الأمريكي، سواء أكانت في الرياض أو في تل أبيب أو حتى في بيت لحم.

وقال أبو سعدة في لقاء مع "دنيا الوطن": "سيكون له زيارة إلى بيت لحم ولقاء مع الرئيس محمود عباس، وسيُعقد مؤتمر صحفي لهما، وبالتالي إذا كان الهدف من ذلك فلابد أن يفي بالغرض".

وحول اختيار ترامب لبيت لحم دون غيرها من المحافظات، رجح أبو سعدة ذلك على رفع الحرج عن ترامب بعدم وضع إكليل ورود على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، لأنه جرت العادة أن أي مسؤول عربي أو أجنبي يزور الأراضي الفلسطيني أن يضع إكليلاً من الزهور على ضريح الشهيد ياسر عرفات.

كما أرجع أبو سعدة ذلك إلى مكانة بيت لحم الدينية، فهي مهد المسيح عليه السلام.

بدوره، رأى المحلل السياسي محسن أبو رمضان، أن ترامب لا يريد أن يعطي مؤشرات بأنه أعطى وقتاً طويلاً للفلسطينيين خلال زيارته، لأنهم حصلوا على وقت طويل من خلال زيارة الرئيس محمود عباس للبيت الأبيض ولقائه مع ترامب، كما أنه لا يريد إثارة الرأي العام الإسرائيلي الذي بدأ يتحرك ضد في الولايات الأمريكية، وبالتالي هو لا يريد أن يعطي الثقل الكبير للفلسطينيين، مقابل إعطائه الوقت الكبير للإسرائيليين ولقائه مع نتنياهو والرئيس الإسرائيلي.

وقال: "ترامب بذلك أيضاً يريد أن يرضي الإسرائيليين ويمتص غضبهم الذي بدأ يتفاعل في مواجهته، لأنهم لا يريدون أية تسوية تحد من المشروع الاستيطاني".

وفيما يتعلق باختيار ترامب لمحافظة بيت لحم، أشار أبو رمضان إلى أن بيت لحم لها دلالة دينية وسياسية ولها ترابط مع التراث الإنساني العالمي، كما أن لها اعتبارات أمنية، كذلك أنها مدينة رئيسية من المدن الفلسطينية.

وفي السياق قال: "عندما يدرك أنه محاط بالكثير من المنتمين للفكر "الصهيوني" وعلى رأسهم زوج ابنته وغرينبلات وفريدمان فإن ذلك له دلالات سياسية بأنه لا يريد أية إشارات تزعج إسرائيليين، فيما يتعلق بإمكانية أن يتم الاتفاق على أن جزء من القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وبالتالي ترامب يريد أن ينأى بنفسه عن القدس، ويركز على بلدة محسوبة نسبياً على الفلسطينيين".

المحلل السياسي هاني حبيب، أوضح أن زيارة ترامب التي ستستغرق ساعة واحدة في بيت لحم مقابل مكوثه ليلة كاملة في تل أبيب، يعود إلى ميزان القوى، منوهاً إلى أن إسرائيل ليست فلسطين من وجهة نظر ترامب.

وقال: "ترامب يريد من زيارته لبيت لحم أن تأتي تحت إطار الطابع الديني، فهو يحاول أن يشير بأن زيارته بالإضافة إلى جملة من العناصر طابعاً دينياً، وهي زيارة عادية، وهذا يدلل على أنه لا يحمل أي مبادرة، وأن جولته ليست محلاً لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

وفيما يتعلق باختيار ترامب لبيت لحم وليس رام الله أو القدس، أوضح حبيب أن هناك بعضاً من الضغوط التي مورست عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أنه يريد أن يتجنب زيارة ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي يعتبر بروتوكولاً فلسطينياً دائماً.


فيديو أرشيفي: لحظة وصول ترامب إلى إسرائيل


 

التعليقات