محللون: تصريح العمادي بأن "غزة ذاهبة للأسوأ" يحمل دلالات سياسية

محللون: تصريح العمادي بأن "غزة ذاهبة للأسوأ" يحمل دلالات سياسية
خاص دنيا الوطن- كمال عليان
تفاجأ جميع المواطنين في قطاع غزة من تصريحات السفير القطري التي حذر فيها من أن "غزة ذاهبة إلى الأسوأ"، خصوصاً وأن الجميع ينظر له كـ"طوق النجاة" لغزة، في ظل الأزمات المتتالية التي يعاني منها القطاع، ومع اقتراب شهر رمضان الكريم.

محللون سياسيون ومختصون بالشأن الفلسطيني، يرون أن تصريح العمادي هي قراءة حقيقية للواقع الفلسطيني في قطاع غزة، لافتين في أحاديث منفصلة لـ"دنيا الوطن" أنه يحمل دلالات سياسية عميقة.

وأكد السفير القطري محمد العمادي، أن قطاع غزة ذاهب إلى الأسوء، وأن أزمة الكهرباء معقدة وبلاده تعمل مع الأمم المتحدة والرباعية الدولية لإيجاد حلول تخرج القطاع من أزماته.

ومن الجدير ذكره، أن دولة قطر من أكثر الدول التي تساعد قطاع غزة، وتحاول بين الفينة والأخرى تقديم حلول "مؤقتة" لبعض أزماته، بدءاً بالكهرباء، مروراً بالإعمار، وليس انتهاء بإنشاء مشاريع خدماتيه وصحية.

دلالات عميقة

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، د. ناجي شراب، أكد، أن تصريحات العمادي قد تكون مفاجئة للجميع، لأن المواطن في غزة تعوّد على أنه يأتي للقطاع ومعه بعض الوعود المبشرة بالخير، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان.

وقال شراب: "المفاجأة في التصريح فقط، ولكن في الوقت ذاته فإن لتصريحه دلالات سياسية عميقة، حيث يشمل رسالة تحذيرية للجميع بما فيهم السلطة الفلسطينية والمستوى الإقليمي والدولي ولحركة حماس ذاتها أن قطاع غزة قابل للانفجار، وأن الأوضاع وصلت إلى طريق مسدود في جميع مناحي الحياة المتعارف عليها فقر وبطالة وكهرباء وصحة إلخ..".

وأضاف "العمادي يريد أن يرسل رسالة، أنه قد حان الوقت لإيجاد حلول جذرية لمشاكل غزة، وبالتالي أعتقد أنه نهج عقلاني، لأنه عندما يأتي لغزة ويقدم مسكنات فهذا ليس حلاً جذرياً، وبالتالي يريد أن يوصل هذه الرسالة للجميع".

ولفت شراب إلى أن المسكنات والحلول الجزئية لا تنهي أزمات غزة المستمرة والمتفاقمة، وبالتالي لابد من التفكير الجدي لإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمات.

قراءة الواقع

بدوره، اعتبر، الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن تصريح العمادي هو قراءة حقيقية للواقع الذي يعيشه قطاع غزة، مشيراً إلى أن العمادي لم يكن الوحيد الذي تحدث عن أن القادم لغزة أسوأ، فمؤسسات دولية متعددة تحدثت عن ذلك من قبل.

وقال الصواف: "هذه قراءة حقيقية للواقع، والعمادي يقرأ كما يقرأ الآخرون ويحذر من الأسوأ إذا استمر الحال على ما هو عليه، وفي حديثه رسائل للجميع، أن أدركوا غزة قبل فوات الأوان، هذه هي الرسالة التي أراد العمادي إرسالها للمجتمع الدولي والسلطة والجميع".

اتجاهان متعارضان

فيما، أكد، الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد  عوض، أن تصريح العمادي له الكثير من الدلالات والرسائل لكل الدول القريبة والمحيطة بقطاع غزة، أن الأمور قد تنفجر وتؤدي إلى خسائر للجميع، وبالتالي هي دعوة لجيران غزة أن "أدركوا غزة قبل الانفجار".

وأشار عوض إلى أن كلام العمادي يمكن فهمه في اتجاهين متعارضين، الأول هي رسالة للعالم أن غيروا سياستكم مع حماس وغزة، والثاني هو على حماس أن تغير سياستها ومواقفها المعلنة.

وقال "الفهم الأول هو ضرورة تغيير السياسة التي تعامل به قطاع غزة من خلال فتح المعابر أو الذهاب إلى تسوية ما، أو الانتباه لتغيرات حقيقية في القطاع، والفهم الثاني هو الضغط على حركة حماس ربما يكون من خلال توجه الإقليم لتليين مواقف الحركة المعلنة".

فيديو للقاء العمادي مع دنيا الوطن حول الأوضاع في قطاع غزة


 


التعليقات