أيمن عودة : نصفنا الشاب بين الوطن والشتات!

أيمن عودة : نصفنا الشاب بين الوطن والشتات!
خالد عيسى 

ابن حيفا الشاب ، ونصفنا الشاب الذي هرمّنا في الشتات ، ولم نعشه في حيفا ، التقيت به في سخنين ، وحضنت كهولتي شبابه ، وبكى نصفنا على نصفنا ، وكان مساء سخنين يوزع دهشته على هذا الاكتمال بين الوطن والشتات !

لا شيء يشبه حيفا مثل أيمن عودة ، حين تطل برأسها من اعالي الكرمل ، وتصرخ في وجه التزوير الاسرائيلي لوجه هذه المدينة الفلسطينية في المكياج الاسرائيلي ، وتشهق بيوتها الذابلة في وادي النسناس بالمباني الإسرائيلية الشاهقة التي اقيمت على صدرها ، وشقت شوارعها في عروقها ، ونزعت عنها الكوفية الفلسطينية ، وألبستها القبعة اليهودية ، ليستيقظ هذا المحامي الفلسطيني الشاب أيمن عودة في " الكبابير " شمال حيفا ليأخذ صرخة حيفا الى عقر دار الكنيست ، ويصرخ معها في وجه زعران ليبرمان ، يوم كانت حيفا بيتنا قبل ان يولد ليبرمان واللي خلفوا ليبرمان !

أيمن عودة ؛ هو عودة شباب القيادة الفلسطينية في فلسطين الأم التي شاخت نكبتها بين المخيم والجليل ، وهو روح فلسطين الشابة التي تخلت عن ربطات العنق الفاخرة ، وراحت تقارع عدوها بسروال الجينز ، في حيفا ويافا والنقب !

وأنا أحدّق في وجه أيمن الذي مازال يحتفظ بـ بقايا طفولة لم نعش طفولتها في حيفا ، وأنا أبحث في نصفنا عن الانصاف في هذا العالم الذي يعطي الحق لطفل يهودي أثيوبي ان يذهب الى روضة أطفال في صفد ، ويطنش عن طفل صفدي في شارع صفد بمخيم اليرموك ، يموت غرقا قرب الشواطئ اليونانية بحثا عن منفى بدل عن وطن ضائع ، وأعود لكي تحضن شيخوختي شباب أيمن عودة ، وأحلم أننا في يوم ما سنكتمل بين الوطن والشتات !

التعليقات