حرب يطالب بتطوير خطة استراتيجية للحد من خطابات الكراهية

رام الله - دنيا الوطن
أكد جهاد حرب رئيس مرصد الإعلام في شمال افريقيا والشّرق الأوسط ضرورة بلورة خطة استراتيجية للحد من خطابات الحقد والكراهية في الاعلام العربي وتحديد آليات المناصرة المعتمدة على نتائج الرصد لوسائل الاعلام القائمة على بحث أسباب وخلفيّات حضور خطابات الكراهيّة في الإعلام العربي وسُبل مكافحتها.

جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الإقليمي "استراتيجيّة مكافحة خطابات الكراهية في الصّحافة العربيّة" المنعقد في العاصمة التونسية على مدار يومين يومين بالتعاون مع مكتب المفوض السامي لحقوق الانسان وبمشاركة هيئة السمعي البصري بتونس ونظيرتها في المملكة المغربية ومؤسسات مجتمع مدني اردنية ومغربية وتونسية وليبية ومصرية وفلسطينية وجزائرية وعراقية.

وأشار حرب الى أن هذا المؤتمر يأتي استكمالا للجهود التي بذلها مرصد الإعلام في شمال افريقيا والشّرق الأوسط (المجموعة العربية لرصد الإعلام) في الفترة السابقة وسلسلة مشاريع رّصد بالمنطقة التي تم إنجازها في مواضيع مختلفة كرصد النوع الاجتماعي وحضور الشباب في وسائل الاعلام ورصد الحملات الانتخابية. بالإضافة الى خطاب الكراهية في وسائل الاعلام والتي تمثّل مرجعيّة عمل هذه الورشة.

 وشدد رئيس مرصد الاعلام في شمال افريقيا والشرق الأوسط على الأهميّة الكبرى التي تضطلع بها وسائل الإعلام على اختلافها، في بلورة الرّأي العام وقدرتها على خلق التّمثّلات الفكريّة داخل مجتمعاتنا خصوصا في مراحل الأزمات، سياسية كانت أو اجتماعيّة أو أمنيّة، ما يتطلب مرافقة هذا الإعلام ومساعدته في تحمّل مسؤوليّاته تجاه المجتمع الذي ينتمي إليه، قام  مرصد الإعلام في شمال إفريقيا والشّرق الأوسط منذ سنة 2012 بتجربة جديدة ترنو إلى إرساء مبادئ التّعديل والتّعديل الذّاتي لدى الصّحفيين والمؤسّسات الإعلاميّة من زاوية مكافحة حضور المضامين المشحونة بالعنف والكراهية والتي بوسعها تهديد السّلم الاجتماعي داخل أيّ بلد.

واضاف حرب أن التّجربة بدأت مع عيّنة موسّعة من عناوين الصّحافة المكتوبة التونسية التّي تمّ رصدها مدّة شهري تموز وآب 2012. وقد لاقى هذا المشروع التّجريبي لرصد خطابات الكراهيّة المتابعة والأصداء المرجوّة آنذاك. ليُوَاصِل المرصد عمله في انون ثاني وشباط من سنة 2013 عبر رصد خطابات الكراهية في كلّ من القنوات التّلفزيّة والإذاعيّة والصّحف المكتوبة بالسّاحة الإعلاميّة التونسية.

 وقال جهاد حرب إن هذا المشروع مثّل حديث هذه الوسائل الإعلاميّة في تلك الفترة إذ منها من حرّر افتتاحيّة يعتذر ويلتزم بتعديل مضمونه الإعلامي، ومنها من تهكّم بمنهجيّة المرصد، وغيرها من شهّر بأخطاء منافسيه دون ذكر حضوره في التّقرير. غير أنّ ما يهمّ المرصد أنّ الوسائل الإعلاميّة التّونسيّة أخذت نتائج تقريرنا بعين الاعتبار، إذ تحسّن مردودها وتقلّص حضور خطابات الكراهية بشكل ملحوظ.

ونوه حرب ان المرصد، في عملية الرصد لوسائل الاعلام، لا يبغى أو يهدف الى إقامة محاكمة نظرية افتراضية ولا حتى انتقاد عمل المؤسسات الإعلامية، بل بالعكس يسعى الى مجابهة ثقافة الحقد والكراهية في الاعلام العربي، فإن هذه المساهمة تسعى، على المديين المتوسط والبعيد، إلى الدفاع عن اخلاقيات مهنة الصحافة، وعن صورة الصحفيين المتميزة؛ وابعادها عن مصادر التشويه والسوء أو الانجرار اليها بوعي أو دون وعي والمتمثلة في ممارسات الحقد والكراهية والشتم والقذف ودعوات العنف والقتل واطلاق اتهامات التكفير والتخوين واللعن والنفاق وما الى ذلك من الممارسات غير المهنية بالمتربطة بخطابات الحقد والكراهية التي تحول الصحافة من مصدر مساهمة وحماية وتنوير للمجتمع الى مصدر تهديد.  

وأضاف حرب، وحتّى يبقى المرصد وفيّا لأهداف بعثه ولصبغته المبنيّة على أساس شبكة من الجمعيّات السّاعية إلى العمل معا لتحسين مردود وسائل الإعلام في كامل منطقة شمال افريقيا والشّرق الأوسط، انطلق المرصد رفقة شركائه في المنطقة، في مشروع اقليمي منذ بداية سنة 2014. فرصد في مرحلة أولى خطابات الكراهيّة في عيّنة من الصّحافة المكتوبة التونسية والمصريّة والبحرينيّة واليمنيّة والعراقيّة. ثُمّ استكمل مشروعه الاقليمي برصد خطابات الكراهيّة في الصّحافة المكتوبة الأردنيّة والمغربيّة والجزائريّة واللّيبيّة. وبعد أن أصبح للمرصد وشركائه صورة واضحة عن مدى حضور خطابات الكراهيّة في الصّحافة العربيّة عبر هذا العمل الاقليمي، يمرّ المرصد اليوم إلى مرحلة تحديد النّشاطات التي من شأنها أن تحدّ من المضامين الإعلاميّة المشحونة بالعنف والكراهيّة في الإعلام العربي.

التعليقات