الوقت والموهبة والطاقه..استراتيجيات "بين آند كومباني" للحدّ من السحب التنظيمي

الوقت والموهبة والطاقه..استراتيجيات "بين آند كومباني" للحدّ من السحب التنظيمي
رام الله - دنيا الوطن
"الوقت - الموهبة - الطاقة: ليس مجرّد كتاب معمّق بل هو دليل لإدارة الموارد الشحيحة وإطلاق العنان لإمكانات مؤسستك بشكل كامل، ومرجع أساسي لجميع الرؤساء التنفيذيين وكبار الموظفين الذين يرغبون بالاستفادة من القوى العاملة بأقصى حدّ ممكن"- أندرو ن. ليفريس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة داو للكيماويات

تخيل كم ستزداد تنافسية شركتك إن تمكّن جميع موظفيك من إنجاز مهامهم بحلول الساعة 10:00 صباحاً من يوم الخميس، بينما يتطلب الأمر من موظفين آخرين أسبوعاً كاملاً لأداء نفس المهام؟ هذه القوة الإنتاجية العالية التي تساهم في تعزيز القدرة على التفوق على المنافسين هي بالضبط ما يلهم الشركات الرائدة ويحثّها على إدارة رأسمالها البشري بعناية واهتمام تعادل اهتمامها برأسمالها المالي.

يقدم لنا مايكل مانكنز (صاحب كتاب "المصادر الأكثر ندرةً") وإيريك جارتون، الخبيران لدى "بين آند كومباني"، شرحاً حول الإجابة في كتاب "الوقت والموهبة والطاقة: حلولاً مثلى للحدّ من السحب التنظيمي وإطلاق العنان للطاقة الإنتاجية لفريق العمل" (مجلة هارفارد للأعمال؛ العدد الصادر في 7 مارس 2017).

سيقوم السيد جارتون بإطلاق الكتاب رسمياً في المنطقة كما سيلقي محاضرةً حول نتائج الأبحاث التي توصل إليها، وذلك على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المنعقد في البحر الميت في الأردن خلال الفترة ما بين 19-21 مايو.

وبهدف دراسة تأثير إدارة رأس المال البشري على القوة الإنتاجية لأي شركة، قامت "بين آند كومباني" في إطار شراكة مع وحدة الاستخبارات الاقتصادية بدراسة استقصائية شملت أكثر من 300 مدير تنفيذي من شركات كبرى ضمن 12 قطاعاً صناعياً في جميع أنحاء العالم. ووجد الباحثون أن المديرين الأكثر حرصاً على إدارة الوقت والموهبة والطاقة- وهي أبرز الجوانب الأربعة الأساسية في موضوع البحث – يتمتعون بإنتاجية أعلى بنسبة 40% من بقية المديرين، ولذلك فإن شركتهم تتمتع بهوامش ربح أعلى بنسبة تتراوح بين 30% -50% من المعدلات التي حققتها شركات أخرى في نفس المجال. ولأن هذا الاختلاف يصبح أكثر وضوحاً عاماً بعد عام فإنه من الممكن أن تتضاعف الطاقة الإنتاجية في الشركة المعنية حتى 30 مرةً أكثر من الشركات الأخرى التي تمتلك نفس العدد من الموظفين على مدى عشر سنوات.

وتعتبر كل من " إيه.بي.آي و بي.إي.في." (ABInBev) و"نت فليكس" (Netflix) و"لينكد إن" (LinkedIn) و"فورد" (Ford) و"ديل" (Dell) و"نوردستروم" (Nordstrom) و"ستاربكس" (Starbucks) و"بكسار" (Pixar) و "سبيس إكس" (SpaceX) و"سبوتيفاي" (Spotify) و"إيكيا" (IKEA ) و"إير. بي.إن.بي." (Airbnb) و"جوجل" (Google) من أبرز الشركات الرائدة التي تميزت بإدارة فعالة للمكون ات الثلاثة لرأسمالها البشري وهي:

1-   الوقت: تفقد الشركة المتوسطة أكثر من 25% من طاقتها الإنتاجية بسبب الخلل التنظيمي ويتضمن ذلك البنى المعقدة والإجراءات البيروقراطية وطرق العمل التي تساهم في إضاعة الوقت وعرقلة عمل الموظفين وتأخر المعاملات. وبهدف الحد من إضاعة الوقت، لا بد من أن تبدأ بجدولة أعمال الفريق وتحديد عدد الاجتماعات التي تحتاج فعلياً إلى عقدها ومن يجب عليه حضور الاجتماع لتتمكن من أن تعطيهم وقتاً إضافياً لأداء عملهم.

2-   الموهبة: بخلاف الاعتقاد الشائع، فإن الشركات عالية الأداء لا تملك بالضرورة موظفين موهوبين ومتميزين أكثر من منافسيها. بل إن السر في تميزها هو أنها أكثر قدرةً على تطوير إمكانيات موظفيها والعمل بروح الفريق الواحد وإدارة كفاءاتها بطريقة فعالة، لا بل تتبع نهجاً "غير متكافئ بصورة متعمدة" لتوزيع المواهب، مما يساعدها على ضمان أن 95% من الموظفين من أصحاب المناصب الحرجة يتمتعون بكفاءات ممتازة.

3-   الطاقة: يتمتع الموظف المندمج في بيئة العمل  بإنتاجية أعلى بـ 44% من عامل راض، والموظف الذي يجد في عمله مصدر إلهام وابتكار تزداد نسبة إنتاجيته بأكثر من 125% تقريباً من إنتاجية موظف راض. ويميل الموظفون الذي يجدون في بيئة عملهم مصدر إلهام ونجاح إلى تكريس المزيد من طاقتهم التقديرية (اجتهاداتهم) لصالح الشركة ولخدمة عملائها وشركائها الآخرين. ولذلك فإن الشركات التي تلهم موظفيها تقدم أداء أفضل وأكثر تميزاً من غيرها.

وخلاصة القول: إذا قمت بإنشاء شركة تقدّر الوقت وتحرص على الاستفادة من مواهب الموظفين وإدارة وقتهم بحكمة وتمنحهم مصدر إلهام جديد كل يوم، فسوف يضمن لك ذلك سلسلة لا تنقطع من الإنتاجية العالية والابتكار، كما ستعزز قدرة شركتك على الحدّ من الفجوة في النمو والربحية بينها وبين منافسيها وهي فجوة لا بدّ سيزداد اتساعها عاماً بعد عام.

التعليقات