الأطباء الأوربيون يتوافدون على برلين.. والسفارة السعودية تحتفي بالحدث

الأطباء الأوربيون يتوافدون على برلين.. والسفارة السعودية تحتفي بالحدث
رام الله - دنيا الوطن- أسعد العزوني
أكد الدكتور جاسر بن سليمان الحربش وكيل وزارة التعليم للبعثات والمشرف العام على الملحقيات الثقافية  أن حكومة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ تولي الاهتمام الأكبر للتعليم سواء في داخل المملكة أو خارجها، مشيراً إلى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي هو أحد أهم نماذج الاهتمام التي توليها وزارة التعليم رعاية قصوى كونه من أهم المشاريع التنموية الكبرى التي انعكست آثاره على دفع مسيرة التعليم، وارتفاع معيار الكفاءات العلمية، وتطور سوق العمل، وتعدد فرص الاستثمار التي يقودها جيل جديد يحمل تجارب علمية مختلفة ومتقدمة .

جاء ذلك أثناء تواجده في ألمانيا ولقائه بمجموعة من المبتعثين في جمهورية ألمانيا الاتحادية في مقر الملحقية الثقافية في برلين ، ثم حضوره الاحتفاء الذي أقامته سفارة خادم الحرمين الشريفين في برلين لوفد جامعة الملك عبدالعزيز الذي يترأسهم عميد كلية الطب البروفيسور محمود بن شاهين الأحول ، وفريق اختراع "إبرة فدا" الممثل بالدكتور عبدالكريم فدا مدير برنامج الزمالة والدراسات العليا لقسم الانف والأذن والحنجرة بالكلية ، استشاري الأنف والأذن والحنجرة وجراحة تجميل الوجه، والمخترع مشعل هرساني مدير وحدة الابتكار بالجامعة . حيث أكد "الحربش" على أهمية التعليم بالذات في عصر اقتصاد المعرفة الذي يشكل استثمار المواطن وبنائه وتعليمه عماد هذا الاقتصاد ، إلى جانب الاهتمام بالبحث العلمي والتطوير التقني والابتكار والإبداع ودعم الكوادر الوطنية من العلماء والباحثين المتميزين والطلبة الموهوبين والمبدعين بهدف دعم التنمية والاقتصاد الوطني سواء داخل الدولة من خلال جامعاتها المنتشرة أو من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي .

وثمن "فدا" اهتمام نائب وزير التعليم والمشرف العام على الملحقيات الثقافية وحرصه على متابعة مستجدات اختراع "إبرة فدا" منوهاً باهتمام جامعة الملك عبدالعزيز نحو تشجيع دخول برامج الدراسات العليا لديها في شراكات علمية عالمية تتعلق بمتطلبات التعليم العالي مستقبلاً ، وفتح مجالات التدريب الطبي الحديث بما يواكب طموحات الجامعة لأبناء الوطن والرؤية الحكيمة 2030 م . مثمناً متابعة معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن اليوبي ، ونائبه للتطوير الدكتور أمين بن يوسف نعمان وتسخير الجامعة لدعم هذا الاختراع السعودي الهام ، وبحث سبل تطوير وفتح آفاق وخيارات تعليمية جديدة في المانيا لخريجي كلية الطب وخريجي الزمالة، وتحقيق التقدم ومواكبة التطورات العلمية والتقنية في العالم  .

ونوه "فدا" بحفاوة سفارة خادم الحرمين الشريفين في برلين واهتمامها وتسهيلها لقاءات وفد الجامعة ، مقدماً شكره للقائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين في ألمانيا عدنان بوسطجي ، والدكتور عبد العزيز بن صالح الملحق الثقافي السعودي على ما يبذلونه من جهود تجاه الطلبة ومن ذلك فتح المجال أمام المبتعثين للتدريب لمدة فصل أول فصلين إضافيين بعد الدراسة للاستفادة من الخبرات الألمانية.

وأكد "فدا" أن الجامعة تلقت خطاب دعوة من مستشفى "هيليوس برلين بوخ" لحضور فريق "إبرة فدا" لتدريب أطباء من ألمانيا وأوروبا من خلال مؤتمر أوروبي علمي يسلط الضوء على تفاصيل الاختراع السعودي .مشيراً إلى أن هذه الدعوة التي تلقتها الجامعة تؤكد مدى عظم المسئولية على عاتق الفريق للظهور المشرف وتأدية المهمة ونقل "التجربة السعودية" في مجال الاختراع الى الدول المتقدمة . منوهاً في ذات السياق بجهود زميله عضو فريق الاختراع مشعل هرساني والذي سيواصل معه بإذن الله تقديم المزيد من الاختراعات وتطوير هذا الاختراع التي تعود للوطن بالفائدة وأبنائه . وكشف "فدا" أنه تم الانتهاء مؤخراً من مهمتين علميتين للجامعة استضافتهما إيطاليا وفرنسا وتم خلالهما تقديم عدد من ورش العمل حول الاختراع ، والاطلاع أيضاً على الاختراعات الطبية العالمية الحديثة  بالتنسيق مع "الأكاديمية الإيطالية" لعقد المزيد من حلقات التدريب التي تكشف تفاصيل الاختراع .

وفي ذات السياق ، بدأت المهمة العلمية للدكتور "فدا" التي يمثل من خلالها الوطن لتدريب عدد من الأطباء وقيادة إجراء العديد من العمليات في مجموعة مستشفيات هيليوس التي تعدّ من أكبر المجموعات الشفائية في أوروبا وأحدثها طبياً. وتقدم خدماتها لمعالجة نحو مليوني مريض من خلال ستين مستشفى . حيث تمت مقابلة مريض يعاني من ‏التشوهات الخلقي للأذن المتقدمة ، حيث تم الجلوس مع أسرة الطفل وتلقيهم شرحاً عن "إبرة فدا" ، تم الانتقال بعدها لإجراء العملية بحضور عدد من الأطباء القادمين من عدة مستشفيات ألمانية  للتعرف على استخدام الإبرة في هذه العمليات ، وعبر الأطباء عن إعجابهم وسعادتهم بهذا الاختراع التي تتم في وقت قصير ،  وتخلوا من التدخل الجراحي المعقد وبدون نزيف ، توالت بعدها عدد من العمليات المعقدة التي تثبت في كل مرة نجاحاً فائقاً .

يذكر أن العالم كان قد شهد اطلاق "إبرة فدا" والتي تحمل براءة اختراع رقمها 4109 من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من خلال حفل كبير شاركت فيه اكثر من (4400) جهة طبية وتعليمية ضمن فعاليات مؤتمر الصحة العالمي الذي استضافته دبي فبراير الماضي . ويعتبر هذا الاختراع أحد معالم اهتمام جامعة الملك عبدالعزيز ودعمها مجالات الابتكار والصحة والتعليم والاقتصاد المعرفي ، كما أن الاختراع عبارة عن ابرة طبية منشارية الشكل ومتناهية الصغر ، تم تنفيذها بتقنيتي النانو والليزر ۔ تقوم بنحت غضاريف الجسم عامة وبالأخص غضاريف الاذن ۔ وذلك لتصحيح الاذن الخفاشية دون الحاجة لعمليات جراحية. 

ويحقق هذا الاختراع اهم عناصر رؤية المملكة 2030 بمجال الصحة من خلال إجراء عمليات اليوم الواحد ،‏ بدلا من تنويم المريض في المستشفى لأيام بعد العملية مما يساعد على توفير الأسرة بالمستشفيات ، وتقليص ‏العمليات الأكثر تدخل جراحي إلى اقل تدخل جراحي ممكن ‏وبفعالية أفضل ، كما يساهم في تقليل وقت العملية ‏وتقليل الآثار الجانبية ‏على المريض من ألم وضماد وعناية ‏وتقليل استهلاك اللوازم الجراحية ، وتحويل العملية من التخدير العام إلى التخدير الموضعي ‏بقدر المستطاع بالإضافة إلى  تقليل فترة الاستشفاء ما بعد العملية وبالتالي عودة المريض إلى حياته الطبيعية.