بالصور: بوقانة تعيش حالة من الحصار والتهميش الممنهج

بالصور: بوقانة تعيش حالة من الحصار والتهميش الممنهج
رام الله - دنيا الوطن
عاشور العمراوي/عبد الصمد السقلي

الإسم الأصلي بعيدا عن الأسبنة هو (ثيمشارضت) و (ثاراوين) تشكل جزء منها، أما بوقانة فهو تعبير إسباني قد يكون له مرجع أمازيغي للأعلام الجغرافية بالمنطقة، وهي شريط بري يتشكل بالرمال في الغالب، ويتسع كثيرا في مناطق بينما ينحصر في أخرى، وبه ما يقارب ال285 دار في تجمعات سكنية متفرقة،
يقول أحد مواطنيها مصرحا لموقعنا بأنهم توارثوا الأرض بالمنطقة أبا عن جد وقد ولدوا بها ولبسوا فيها حذاء الشيح (أري)، ويملكون وثائق ورسوم ملكية من عهد الإستعمار الإسباني الذي شارك أجدادهم في محاربة وجوده والمساهمة في استقلال البلاد يظيف رئيس جمعية مدنية ببوقانة.

السكان الذين كانوا يعيشون على الفلاحة كواحد من أهم العناصر المعيشية (يقول المواطن محمد) ويذكر منها زراعة القطن، أصبحوا اليوم منشغلون فقط بالصيد من خلال قوارب الصيد التقليدي على الشريط الساحلي، فيما اختار بعض الأبناء تخصيص محلات سكناهم ليحولونها إلى مقاهي ومطاعم يقدمون فيها مأكولات ومشروبات للزوار الذين يتوافدون على المنطقة، ومنهم إسبان ومغاربة الخارج بشكل خاص أبناء الريف لأهمية المنطقة على مستوى الإصطياف صيفا .

المنطقة ورغم ساكنتها المهمة وبغظ النظر عن الهجرة التي تعرفها حاليا للأسباب التي سنتحدث عنها بالتفصيل، إنتظرت طويلا لتعرف أول تدشين لمدرسة، بنتها المؤسسة البنكية بيمسيوبانك التابعة لليلى أمزيان إبنة لماريشال محمد أمزيان صاحب التاريخ الأسود بآيث انصار، وستعرف أيضا بعض
الإصلاحات المهمة على مستوى المجرى المائي الرابط بين البحيرة (مارتشيكا) والبحر المتوسط، وهذا قبل أن يحل بالمنطقة وحش يأتي على الأخضر واليابس، يدعى وكالة مارتشيكا السياحية .

قدوم وكالة مارتشيكا إلى المنطقة بوقانة، أدخل ساكنتها في نفق مظلم وما يزال كذلك بشهادة المواطنين، كما حلت اللعنة على المنطقة، وتتمثل في مسؤولين امنيين أحدثوا في المنطقة مراكز أمنية وحواجز تفتيش عشوائية لا تنظمها أية قوانين باستثناء الإرتجالية وربط أشياء بأخرى لا علاقة في زمن شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، حواجز أحدثت على البرية لتفتيش
الوالجين والخارجين إلى بوقانة رغم وجود البحرية الملكية فوق المياة تراقب كل صغيرة وكبيرة، وهي في غير حاجة (لأبناء الماعز) يقول المواطن محمد بحرقة وهو يتحدث عن لمخازنية.

أكبر المشاكل بل الكوابيس التي تعاني منها الساكنة بمنطقة بوقانة، هي الحواجز الأمنية العشوائية التي أحدثت بالمنطقة بدعوى حراسة الشواطئ ومنع المخدرات من ركوب البحر، في حين أن ركوب المخدرات للبحر يتم بسلاسة وبهدوء وطمأنينة أمنية خالصة، هذه الحواجز يؤكد المواطنين أنها إهانة لهم
ولكل من يزورهم ، بل هي اعتداء على كرامتهم وعلى حقوقهم الدستورية المشروعة، فأشاروا إلى (لعياقة) لمخازنية وهو يفتشون سياراتهم دخولا وخروجا، بل يتبعونهم مرارا إلى مقرات بيوتهم لمعاينة محتويات السيارات التي ينقلون بها لوازمهم وأغراضهم الخاصة.

الإسمنت أصبح يعد مثل الكوكايين بمنطقة بوقانة، وإيصاله إلى داخل الشريط يعني بطولة ليس بعدها ما يرقى أكثر، حيث يتم منع دخولها من طرف لمخازنية عند الحاجز، من خلال طلب الرخصة أو ضرورة إحضار ترخيص من قبل الباشا الذي
يطلب ذلك من الوكالة ، والأخيرة يقول المواطنين تقوم بالإعتراض على طلباتهم لحاجة في نفس زارو، ويتساءلون عن دور الوكالة في هذا الأمر، وعما يستند عليه بالنسبة للسلطة المحلية فيما يخص طلب موافقة الوكالة عند كل طلب إصلاح لبيوت هي أصلا مشروع إصلاح جذري، أما فيما يخص الياجورن فإن المواطنين يؤكدون على أن إدخاله إلى المنطقة يتم بشكل سري للغاية، أو بإدخالة واحدة تلو الأخرى على مدار الزمن.

المنطقة تنقصها الطريق المزفتة، وينقصها بعد الجدران الرملية لإيقاف مد البحر في بعض الأحياة حيث يغمر الطرقات، وتنقصها بشكل خاص الشبكة الكهربائية التي تم فيها تلاعب خطير تدخلت فيه ايادي السماسرة بالمنطقة سعيا وراء مخطط إخلاء الساكنة بمحاصرتها وبتجويعها وزرع الخوف والرعب في كيانها وتم النجاح في ذلك مع الكثير من المواطنين الضعفاء، ايضا تنقصها
شبكة المياه المنعدمة باستثناء صنبور عمومي واحد لا يكفي لأي شيء، ويتم التزويد منه لمدة ساعتين كل يوم، أما على المستوى الصحفي، فإن المواطنين يحكون لنا في أشرطة الفيديو المرفقة، عن حالات مرض وإغماء عديدة كانوا على موعد مع الحكرة واليأس من غياب أدنى شروط الوقاية الصحية.

مشكل عويص تطرق إليه المواطن محمد الذي كشف لنا في تقريرنا الشامل، أن لمخازنية وبالإضافة إلى اعتداءاتهم الممنهجة والروتين اليومي في الحواجز الغير القانونية في المدخل، يقومون بالإعتداء عليهم أثناء مزاولتهم لعملهم في الصيد، حيث يلاحظون تصرفات لا قانونية تصدر من هؤلاء، مثل مطالبتهم بالوثائق الخاصة بالقوارب، ويحرمونهم من ركوب البحر في الوقت
المناسب، لفك الشبكات الباهضة الثمن بشكل خاص، حيث يتركونهم خارج البحر حتى الصباح، إذ يجدون شبكات الصيد قد مزقها الدلفين الأسود، وأكد على أم مشاحنات عدة حدثت مع لمخازنية لعدم معرفتهم بما يحصل بالمنطقة وبأحوال العمل وبتهورهم مرات عدة وفق تعبير المواطن محمد .

المياة والغابات، وحش آخر يهدد الساكنة ببوقانة، حيث التطاول على الأملاك العقارية مستمر بطريقة جنونية للإستحواذ على أكبر قدر ممكن من العقارات الفارغة، بعدما فشلت أمام وحدة الساكنة في الإستيلاء على باقي الأراضي المأهولة، ويرفض المواطنون تواجد لمخازنية وراء بيوتهم صباح مساء ولا يحرسون شيءً سوى إزعاجهم أمام عائلاتهم المحافظة.