مؤسسة أممٍ للتوثيق والأبحاث تنظم ندوة عن النازحين السوريين
رام الله - دنيا الوطن
نظّمت مؤسسةُ "أممٍ للتوثيق والأبحاث" ندوة في فندق "الريفييرا" تحدث فيها وزير العمل السابق سجعان قزي عن مدى "تأثير العامل الطائفي في الموقف من النازحين السوريين"، بحضور منسق المؤسسة الأستاذ لقمان سليم وعدد من الشخصيات الفكرية اللبنانية والسورية والفلسطينية.
قال الوزير قزي إن وجودُ نحو مليونٍ وسبعمائةِ ألفِ نازحٍ على أرضِ لبنان يُشكِّل خطراً وجوديّـاً وأمنـيّـاً وسياسيّـاً واقتصاديّـاً واجتماعـيّـاً أكان المجتمعُ المضيفُ مُسلماً أم مسيحـيّـاً أم متعدِّدَ الطوائف. والأزَماتُ الناتجةُ عن النزوحِ لا تُمـيّـزُ بين طائفةٍ وأُخرى ولا بين مِنطقةٍ وأخرى، لا بل إنَّ الاحتجاجَ على انتشارِ النازحين السوريّين يَـفوق في المناطقِ ذاتِ الكثافةِ الإسلامـيّـةِ التذمّرَ منهم في المناطقِ ذاتِ الكثافةِ المسيحـيّـة. فما الفارقُ بين اللبنانيِّ المسيحيِّ واللبنانيِّ المسلمِ أمامَ الأرقامِ المذهِلةِ.
وأضاف قزي: حتّى لو كان لبنان قادراً على تحمّلِ أعباءِ النزوحِ بمالـيّتِه الذاتـيّـةِ أو بدعمِ الدولِ المانِحة، بقاءُ النازحين السوريّين أمرٌ مرفوضٌ من منطقِ خصوصيّـةِ الكِيانِ اللبنانيِّ وفلسفةِ ومبرِّرِ وجودِه من جهة، ومن مَنطوقِ الدستورِ الوطنيِّ ومنطَلقِ القانونِ الدوليِّ من جهةٍ أخرى. لذا وَجَب التمييزُ بين استقبالِ النازحين السوريّين الهاربين من الحرب، وهذا واجبُـنا الأخويُّ والإنسانيُّ، وبين تحوُّلِــهم مهاجِرين ثابتين يَبحثون عن حياةٍ جديدةٍ ونمطِ عيشٍ مختلِفٍ عن ذاك الذي عرَفوه في سوريا، وهذا ما نقاومُـه.
وأبدى قزي خشيته أنْ تَـحصُلَ تقسيماتٌ كيانـيّـةٌ في سوريا تُـحوِّلُ النازحين "سوريّي الشَتات" على غِرار فلسطينيّي الشتات. ولا أستبعدُ استطراداً أن يكونَ هدفُ تأخيرِ إعادةِ النازحين، تحت ذرائعَ أمنيّـةٍ وإنسانـيّـةٍ، إجراءَ التقسيماتِ الجغرافـيّـةِ قبلَ حلٍّ موضوعِ النازحين.
وقال قزي: لا أنظرُ إلى النازحين السوريّين بعينٍ طائفـيّـةٍ، لكنَّ نظرتي، كمسيحيٍّ حريصٍ على وِحدةِ لبنان الميثاقـيّـةِ، تأخذ بُـعداً طائفـيّـاً حين يَتحوّل النازحون مستوطنين. وهذا الاعتبارُ الطائفيُّ ليس طائفـيّـاً، بل هو الموقفُ الوطنيٌّ والإنسانيٌّ بامتيازٍ لأنَّ توازنَ الوجودِ اللبنانيِّ يُـحـتِّم الاكتفاءَ بشعبِ واحدٍ على أرضٍ لبنان.
ولفت قزي إلى إن زمنَ كان لبنان، وتحديداً جبل لبنان، ملاذاً دائماً للمضْطـهَدين في هذا الشرق انتهى. يومَها كانت أراضي الشعوبِ مساحاتٍ مُشاعةً. أما اليوم، فنشأت الدولُ بحدودِها، بهويّـاتِـها الخاصّـة، بحُرمتِـها الدستوريّـة، بأنظمتِـها السياسيّـةِ، بتوازناتِـها الداخلـيّـةِ، بمميِّـزاتِـها الثقافـيّـةِ والاجتماعـيّـةِ والحضاريّـة.
وأخيراً أبدى قزي أسفه أن تكونَ الأممُ المـتّـحدةُ التي أُنشئت لحمايةِ سيادةِ الدولِ تَـنقُض عِلَّـةَ وجودِها حين تَطرحُ توطينَ الفلسطينـيّـين وتَـثبيتَ النازحين السوريّين فتجنيسَهم من خلالِ مشاريعَ ظاهرُها انسانيٌّ وباطـنُـها سياسيّ. وإذا كانت هذه المشاريعُ نتيجةَ عجزٍ عن إيجادِ حلٍّ آخَر فتلك مُصيبةٌ، وإذا كانت جُزءاً من إعادةِ رسمِ خريطةِ دولِ الشرقِ الأوسط وشعوبِـها فالـمُـصيبةُ أعظَم.
نظّمت مؤسسةُ "أممٍ للتوثيق والأبحاث" ندوة في فندق "الريفييرا" تحدث فيها وزير العمل السابق سجعان قزي عن مدى "تأثير العامل الطائفي في الموقف من النازحين السوريين"، بحضور منسق المؤسسة الأستاذ لقمان سليم وعدد من الشخصيات الفكرية اللبنانية والسورية والفلسطينية.
قال الوزير قزي إن وجودُ نحو مليونٍ وسبعمائةِ ألفِ نازحٍ على أرضِ لبنان يُشكِّل خطراً وجوديّـاً وأمنـيّـاً وسياسيّـاً واقتصاديّـاً واجتماعـيّـاً أكان المجتمعُ المضيفُ مُسلماً أم مسيحـيّـاً أم متعدِّدَ الطوائف. والأزَماتُ الناتجةُ عن النزوحِ لا تُمـيّـزُ بين طائفةٍ وأُخرى ولا بين مِنطقةٍ وأخرى، لا بل إنَّ الاحتجاجَ على انتشارِ النازحين السوريّين يَـفوق في المناطقِ ذاتِ الكثافةِ الإسلامـيّـةِ التذمّرَ منهم في المناطقِ ذاتِ الكثافةِ المسيحـيّـة. فما الفارقُ بين اللبنانيِّ المسيحيِّ واللبنانيِّ المسلمِ أمامَ الأرقامِ المذهِلةِ.
وأضاف قزي: حتّى لو كان لبنان قادراً على تحمّلِ أعباءِ النزوحِ بمالـيّتِه الذاتـيّـةِ أو بدعمِ الدولِ المانِحة، بقاءُ النازحين السوريّين أمرٌ مرفوضٌ من منطقِ خصوصيّـةِ الكِيانِ اللبنانيِّ وفلسفةِ ومبرِّرِ وجودِه من جهة، ومن مَنطوقِ الدستورِ الوطنيِّ ومنطَلقِ القانونِ الدوليِّ من جهةٍ أخرى. لذا وَجَب التمييزُ بين استقبالِ النازحين السوريّين الهاربين من الحرب، وهذا واجبُـنا الأخويُّ والإنسانيُّ، وبين تحوُّلِــهم مهاجِرين ثابتين يَبحثون عن حياةٍ جديدةٍ ونمطِ عيشٍ مختلِفٍ عن ذاك الذي عرَفوه في سوريا، وهذا ما نقاومُـه.
وأبدى قزي خشيته أنْ تَـحصُلَ تقسيماتٌ كيانـيّـةٌ في سوريا تُـحوِّلُ النازحين "سوريّي الشَتات" على غِرار فلسطينيّي الشتات. ولا أستبعدُ استطراداً أن يكونَ هدفُ تأخيرِ إعادةِ النازحين، تحت ذرائعَ أمنيّـةٍ وإنسانـيّـةٍ، إجراءَ التقسيماتِ الجغرافـيّـةِ قبلَ حلٍّ موضوعِ النازحين.
وقال قزي: لا أنظرُ إلى النازحين السوريّين بعينٍ طائفـيّـةٍ، لكنَّ نظرتي، كمسيحيٍّ حريصٍ على وِحدةِ لبنان الميثاقـيّـةِ، تأخذ بُـعداً طائفـيّـاً حين يَتحوّل النازحون مستوطنين. وهذا الاعتبارُ الطائفيُّ ليس طائفـيّـاً، بل هو الموقفُ الوطنيٌّ والإنسانيٌّ بامتيازٍ لأنَّ توازنَ الوجودِ اللبنانيِّ يُـحـتِّم الاكتفاءَ بشعبِ واحدٍ على أرضٍ لبنان.
ولفت قزي إلى إن زمنَ كان لبنان، وتحديداً جبل لبنان، ملاذاً دائماً للمضْطـهَدين في هذا الشرق انتهى. يومَها كانت أراضي الشعوبِ مساحاتٍ مُشاعةً. أما اليوم، فنشأت الدولُ بحدودِها، بهويّـاتِـها الخاصّـة، بحُرمتِـها الدستوريّـة، بأنظمتِـها السياسيّـةِ، بتوازناتِـها الداخلـيّـةِ، بمميِّـزاتِـها الثقافـيّـةِ والاجتماعـيّـةِ والحضاريّـة.
وأخيراً أبدى قزي أسفه أن تكونَ الأممُ المـتّـحدةُ التي أُنشئت لحمايةِ سيادةِ الدولِ تَـنقُض عِلَّـةَ وجودِها حين تَطرحُ توطينَ الفلسطينـيّـين وتَـثبيتَ النازحين السوريّين فتجنيسَهم من خلالِ مشاريعَ ظاهرُها انسانيٌّ وباطـنُـها سياسيّ. وإذا كانت هذه المشاريعُ نتيجةَ عجزٍ عن إيجادِ حلٍّ آخَر فتلك مُصيبةٌ، وإذا كانت جُزءاً من إعادةِ رسمِ خريطةِ دولِ الشرقِ الأوسط وشعوبِـها فالـمُـصيبةُ أعظَم.
التعليقات