المعهد الفلسطيني: الاحتلال ارتكب (450) انتهاكاً بحق الصحفيين العام الماضي

المعهد الفلسطيني: الاحتلال ارتكب (450) انتهاكاً بحق الصحفيين العام الماضي
المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية
رام الله - دنيا الوطن
أصدر المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية، بيان صحفي، وصل "دنيا الوطن" نسخة عنه، الأربعاء، حول اليوم العالمي لحرية الصحفيين، جاء فيه:

يصادف اليوم الثالث من أيار (مايو) 2017، اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يحتفل به العالم هذا العام لإعلاء قيم التسامح والمحبة ونبذ خطاب العنف والكراهية.

وتهدف الاحتفالات والفعاليات في مختلف أرجاء العالم الى تعزيز آليات حماية الصحافيين وتعزيز أمنهم، فضلا عن تعزيز قيمة التسامح ونبذ خطاب الكراهية، والتحريض على العنف والعنف المضاد، وصولا الى صحافة مستقلة متنوعة وتعددية، تعمل على تعزيز العدالة والمساواة في المجتمعات، بخاصة في المجتمع الفلسطيني الذي يعاني من جرائم الاحتلال وتداعيات الانقسام والاقصاء والتهميش.

وجاء اختيار هذا اليوم، من قبل الأمم المتحدة عام 1993، لإحياء ذكرى "إعلان ويندهوك" في ناميبيا خلال اجتماع للصحافيين الإفارقة نظمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" في الثالث من أيار (مايو) 1991.

وينص الاعلان على أنه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرة ومستقلة قائمة على التعددية، وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحافيين أثناء تأديتهم مهامهم، وكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقاً سريعاً ودقيقاً.

ويحيي الصحافيون الفلسطينيون هذه المناسبة فيما يتعرضون، في شكل شبه يومي، لانتهاكات منظمة وجسيمة تُرتكب في حقهم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فهم يتعرضون للاستهداف المباشر قتلا وتعذيبا واعتقالا، واهانة كرامتهم، ومنعهم من التغطية الصحافية، ومن السفر وعرقلة عملهم.

وتم خلال العام المنصرم رصد 450 انتهاكاً ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في حق الصحافيين خلال العام المنصرم. وبلغ عدد الانتهاكات التي رصدها مركز الميزان خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري 13 انتهاكاً، من بينها صحافيان تعرضا للاعتداء بالضرب، فيما تعرض ١١ صحافيا للاحتجاز، في ارتفاع ملموس لحجم الانتهاكات.

كما لا يزال نحو 27 صحافيا من زملائنا رهن الاعتقال في السجون الاسرائيلية يكابدون مع رفاقهم الأسرى آلام السجن والغرف الرطبة والجوع الى الحرية والكرامة، فيما يخوض مئات منهم اضربا مفتوحا عن الطعام منذ سبعة عشر يوما.

ويرى المعهد الفلسطيني أن حرية التعبير، اليوم، على المحك في كثير من دول العالم، ومن بينها فلسطين التي احتلت المركز 135 على قائمة الدول الأكثر انتهاكا لحرية التعبير والاعتداء على الصحافيين خلال العام ألفين وستة عشر، وفقا لتقرير منظمة "مراسلون بلا حدود".

كما أن الصورة تبدو أكثر قتامة على مستوى العالم، بخاصة في العالم العربي، إذ قُتل خلال الأعوام العشرة الأخيرة نحو ألف صحافي في مختلف دول العالم، نصفهم تقريبا في منطقة الشرق الأوسط.

وتشير تقارير الى أن العام المنصرم ربما يكون الأسوأ على الصحافيين خلال العقد الآخير.

ويدعو المعهد الى احترام الحريات الصحافية، كي يلعب الاعلام دوره الموط به في سبيل الدفاع عن الوطن والحريات العامة وحقوق الإنسان، وكشف الفساد، ومعالجة الأمراض الاجتماعية، وتصويب الأداء العام.

ويطالب المعهد باحترام الدستور والقانون وتوفير الحريات الصحافية وفقا للمادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والمادتين 19 و 27 من القانون الأساسي الفلسطيني المعدل، والمادة الثانية من قانون المطبوعات والنشر الفلسطيني.

كما يطالب المعهد القائمين على نقابة الصحافيين الفلسطينيين الى العمل على تنظيم انتخابات جديدة على قاعدة الشراكة والشفافية، كي يتسنى لكل الصحافيين انتخاب مجلس ادارة جديدا للنقابة، وتفعيل الحياة الصحافية والنقابية تمهيدا للتصدي لأي انتهاكات لحرية التعبير، كي تمنح الفرصة للأجيال الصاعدة من الصحافيين حقها في المشاركة في صنع القرار النقابي والمهني، فقد آن الآوان كي يتحد الصحافيون جميعا في وجه الاحتلال ويساهموا يدا بيد في بناء مجتمع ديموقراطي، وصحافة حرة تعددية مستقلة.

وإذ يتوجه بالتحية والتقدير لكل الزميلات والزملاء الصحافيين الفلسطينيين، والصحافيين في مختلف أنحاء العالم، فإن المعد يدعو الصحافيين الفلسطينيين الى توحيد كلمتهم، وأن تبقى بوصلتهم فلسطين، والبحث عن الحقيقة، والدفاع عن المظلومين والضحايا بغض النظر عن انتمائهم السياسي، والتحلي بالمسؤولية الاجتماعية، وابقاء ضمائرهم يقظة، والعمل مع كل المخلصين من أجل انهاء الانقسام السياسي والنقابي، وعدم التحيز والاصطفاف السياسي.

ويدعو المعهد كل الأطر والكتل والتجمعات والمؤسسات الصحافية الى التوافق على ميثاق شرف صحافي يجمع الصحافيين، ويعزز العمل النقابي، والصحافة الحرة المستقلة بعيداً عن الانقسام والمناكفات السياسية.